Wednesday, April 30, 2008

الثمن

6- القبض علي عبدالفتاح.

عندما أطلق"عبدالمجيد" الرصاصة الاولي أصابت ذراع"عبدالفتاح" وعندما أراد"عبدالمجيد"

أطلاق الرصاصة الثانية تفادها"عبدالفتاح" بسرعة متخفياً وراء المكتب الخاص بــــ"عبدالمجيد".

فكان يبدو علي "عبدالمجيد" أنه يريد قتل"عبدالفتاح" فعلاً بلا هوادة أو رحمة لنزيفه؛

فبدأ في تعمير البندقية مرة أخري؛ ولكن هذه المرة فأجئه "عبدالفتاح" بطعنه عن طريق

فتاحة للورق كانت موجودة علي المكتب وحاول"عبدالمجيد" التخلص من ر قبة"عبدالفتاح"

و من طعناته المتتابعة التي وجهت اليه ولكن بدون جدوي؛ فبدأ بالصراخ و الأستغاثة الي أن جاء

خدم القصر الذين قد أستيقظواعلي صوت الرصاصه و الصراخ؛ ولكن ذهبوا متأخرين بعد

أن نفذت روح"عبدالمجيد" بسبب الطعنات الكثيرة؛ و أستطاع الخدم و

ذلك الرجل من المطاريد بعد أن حل وثاقه الأمساك بــــ"عبدالفتاح" و تسليمه الي الشرطة

بعد فرار ذلك الرجل خوفاً من القبض عليه؛ فقبض علي "عبدالفتاح" وإيداعه السجن و التحقيق معه.

فكانت مفاجأة لكل أبناء البلد أن يكون الشخص الذي ساعدهم كثيراً و أعطي لهم المال هو "عبدالفتاح"

الرجل الطيب الذي قد لا تسمع له صوت

فجأة يتحول الي هذا الشخص سارق و قاتل؛ ولكن علي الرغم من كل هذا بدأوا يشفقون عليه

و علي والديه و زوجته من أهل"عبدالمجيد" الأقوياء الأشداء و هو لا حول لهم و لا وقوة.

وكان بيت "عبدالمجيد" كله زوجته والديه مذهولين لما حدث؛ وكانت زوجته أكثر تماسكاً تجاه

هذه المصيبه؛

فلم تهتز لذلك.

وبدأت التحقيق مع"عبدالفتاح" و أستمر التحقيق لمدة تزيد عن الشهر و نصف الشهر؛

ثم بدأت محاكمته التي حكمت عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.

وأصر "عبدالفتاح" أن تترك زوجته البلد و تذهب الي صديقه"حامد" بالقاهرة

و هو سوف يتولي كل شئ.

هذا هو كل موضوع "عبدالفتاح" وهذا كل ما لدي من معلومات و ما توافر لدي من معلومات.

عماد- هذا جيد وأنا أشكرك علي سعت صدرك لهذا الموضوع الذي أغلق من سنين؛

و لكني أود أن أسالك سؤال؟

علاء- ما هو؟

- من خلال تحقيقك مع "عبدالفتاح"هل وجدته شخص أجرامي بطبعة أم أن الظروف

هي التي فرضت عليه ةهذا الأجرام؟

- "عبدالفتاح" كان يعيش فب أوهام المثالية و المجتمع العادل و لا فرق بين عني و لا فقير؛

فمن خلال التحقيقات و التحريات وجد أن "عبدالفتاح" شخص مسالم؛ كان كافي خيرة شرة؛

كأي شخص أخر يبحث عن لقمة العيش فقط و زوجه و اولاد؛و لكن عجزه بأن يدافع عن

والده عندما ضربه"عبدالمجيد" فجر لديه أحساس بالعجز و الذل و المهانه و خرج

من أوهامه و مثاليته و تحول الي النفيض تماماً و حدث ما حدث.

- قضية"عبدالفتاح"قضية مجتمع بآسرة؛ لأن المجتمع ظلم "عبددالفتاح"

و أمثاله بالتفريق بين الغني و الفقير؛ بين القوي و الضعيف؛ وتناسي الاخلاق تماماً؛

فاذا كان الشخص غني يحترم و لم لم يملا الاخلاق؛ و إذا كان فقير لا يحترم حتي و لم يمتلك الاخلاق؛

هذه النظرة لابد أن تتغير تماماً.

- أنا معك أنها قضية مجتمع؛ ولكن لا يستطيع الفرد بمفردة أن يغيرها؛ لابد من

تكاتف جميع فئات المجتمع كله من اساتذه جامعة و مثقفين و صحفيين.

- أحنا محتاجين نشر وعي أجتماعي لتقليل الفروق الضخمه بين طبقات المجتمع؛ فلا طبقة تسود

علي

طبقة أخري لمجرد أمتلاكها المال و السطوة.

أنا سعيد جداً لمقابلتك و الحديث معك طوال الايام الماضية.

- أنا أسعد؛ و أتمني أن تكمل هذه القصة علي ما يرام؛ و حينما تنتهي منها أود

الحصول علي نسخة منها لاقرأها.

- و أنا أوعدك.

7- العودة إلي القاهرة.

و عاد"عماد" الي القاهرة بعدما أنتهت مهمهت في الأسكندرية و لقاء"علاءعبدالخالق"" الذي

كان متعاون معه جداً و تكلم معه بدون تذمر أو ضيق.

و ما أن دخل"عماد" باب الجريدة حتي أستقبله الزملاء بكل الترحاب و كلمات العتاب

لطول فترة الغياب عنهم؛

و لكن الذي كان أكثر عتاباً هو "محسن" الذي لم يتلق منه غير مكالمة واحدة فقط منذ سفرة

الي الأسكندرية.

محسن- طول الفترة السابقة لم أتلق منك غير مكالمة واحدة لما؟

عماد- كنت مشغول جداً؛ لا تتضايق مني؛فأنت تعرف عندما أركز في عمل ما أنسي الدنيا كلها.

- المهم أيه أخبار الأسكندرية أنت قلت في مكالمتك أنك مسافر مكان أخر.

- صحيح مهمه الأسكندرية أنتهت بنجاح كبير و لكن المهمة الأكثر صعوبة سوف تأتي

من هنا في القاهرة ثم الصعيد.

- القاهرة و الصعيد!لما؟ أنت قلت الان أن المهمة أنتهت بنجاح؟

- صحيح و لكن باقي المهمة بالقاهرة و الصعيد؟

- هويوجد باقي؟

- أيوه؛ محور الموضوع كله.

- محور الموضوع! و الذي كان في الأسكندرية كان ايه بالضبط؟

- كان شخصية هامة كان لابد من البدء بها؛ لانها تعتبر المقدمة للموضوع؛ و كانت شخصية

متعاونة جداً لاقصي حد.

- و أنت متي سوف تبدأ؟

- غداً؛ اليوم فقط للراحة لترتيب المعلومات التي حصلت عليها.

- بسرعة؛ الافضل أنك تستريح علي الاقل يومين أو ثلاثة.

- لا وقت للراحة؛ هذا موضوع مشوق جداً.

- طيب أشركنا معاك في الموضوع يمكن نقدر نساعد

فحكي له"عماد" القصة التي حصل عليها من "علاءعبدالخالق" بكافة تفاصيلها مهما يتناولان

طعام الغداء باحد المطاعم.

- فعلاً قصة غريبة؛ يسرق لغيره و في النهاية مكانه السجن؛ ده يعتبر ضحية مجتمع و

ضحية طبقات المجتمع.

- هو فعلا ضحية؛ و لكن ليس كل من تواجه مشكلة او موقف صعب يسرق؛ السرقة ذاتها ضعف

عن المواجهة؛ لانك تسرق في الخفاء؛ و المواجهة تحتاج الي الظهور.

- معك حق؛ المهم من أين ستبدا من القاهرة أم الصعيد.

- القاهرة ثم الصعيد

-هتبدأ بمن عبدالفتاح ولا حامد ولا أم حسن؟

-هأبدأ بعبدالفتاح.

-لما؟ أنا اعتقد أنك تبدا بحامد او أم حسن حتي يكون لديك فكرة عن شخصيته أكثر؟

- لا أود أن أفاجئ به و بشخصيته وأحاول أنا ان استخلص طباعة و شخصيته بنفسي.

- ممكن؛ وعلي بركة الله؛ هو مسجون فين؟

- سجن طرة؛ و انا غداً سوف أستخرج تصريح زيارة له؟

- ولكنك قلت أنه قليل الكلام مع الغرباء؛ كيف تستخرج منه ما تريد؟

- هذه ما افكر فيه حتي الان و لم أصل الي شئ؛ ساعدني يا "محسن"

و جلسا طوال الليل يفكرون في طريقة لاخراج الكلام منه؛ و اقترحا العديد من الحلول

و لكن كانت حلول غير مجدية.

و أخيرا توصلا الي حل جيد و هو ان "عبدالفتاح" يقضي معظم وقته بالمكتبة فما لا يكون"عماد"
هو أمين المكتبة فمن خلال هذه الوظيفة سيحاول صداقة "عبدالفتاح" و يجعله يطمئن له ليحكي
له قصته كاملة.




ملحوظة

عماد باللون الاحمر

علاء باللون الاسود

محسن باللون الازرق




















Thursday, April 24, 2008

مدونات مصرية للجيب

عاوز تعرف اكتر عن مدونه مصرية للجيب وايه هي الفكرة
http://sneen.blogspot.com/2008/04/blog-post_11.html
http://3azatklm.blogspot.com/

Saturday, April 19, 2008

الثمن

4-القصة.

كان جالساً في فناء السجن منفرداً شارد الذهن مهموم كعاداته؛ لا يتكلم الا قليلا جداً؛

كلما حاول أحد التقرب منه تجنبه؛ كان لا يريد التكلم كثيراً عن قضيته؛ لانه أعتبرها

ليست قضية بل أنه أعتقد أنه ظلم فيها.

وكان علي درجة معقولة من التعلمح فكان معظم الأوقات يقضيها في مكتبة السجن يطلع

علي الكتب فتكونت لدية ثقافة لا بأس بها.

وكان متزوجاً و لديه ابن لم يره عند ولادته؛ لم ير تلك اللحظات الاولي للولادة التي ينتظرها كل اب؛

عندما ينتظر بلهفة و ترقب و خوف ولي العهد الذي سيحمل اسم العائلة؛ فكانت لها

أثر كبير في حياته إذ لم ير

تلك اللحظات.

دعونا نتخيل أب لم ير لحظات الولادة لم يشعر بلحظات و ساعات القلق عند الولادة؛ أب

لم يشاهد أبنه يكبر أمامه ولم يَربه.

ولكن مع كل هذا كان يري ابنه اثناء الزيارات؛ حيث أن زوجته لم تتركه

لشعور بداخلها انها تحبه

ولا تستطيع تركه؛ هل لانه مظلوم؛ و أنه فعل ذلك لاجل شئ ما؟!...





علاء- التحريات أثبت انه شخص هادئ الطبع؛ وحبوب بين الناس؛

لا يتعارك يحب أن يسود العدل المجتمع؛ أسرة معدمه؛ يعمل كأجير في الأراضي الزراعية

بيومية لا يستطيع معها تدبر نفقات الحياة.

عماد- هذه حياة كثير من الناس؛ ولكن لا أري حتي الان سبب لما فعل؟

- والدة مزارع يعما فب أرض أحد الاثرياء؛ ذلك الثري ضرب أبوه و لكن "عبد الفتاح"

لم يستطع فعل شئ لحمايته؛ فقرر الانتقام!

- القتل!!

- لا... السرقة

- كيف؟

- الهدف ليس السرقة لنفسة فقط بل لكل أهله الذين ذلهم ذلك الرجل بماله

- هدف غريب!

- بالفعل هدف غريب؛ ولكنه سعي اليه

- كيف؟

- لم يبدأ بذلك الرجل بل بدا بعمدة البلد

- لماذا؟!

- لأن العمدة مشارك الرجل في هذه الأعمال؛ يأتي بالفلاحين بالقوة و الضرب يجعلهم

يزرعون في أرض ذلك الثري باجور زهيده جداً.

فبدا بسرقة المواشي وذهب بهم الي السوق وباعهم ووزع المال علي اهل البلد؛ فكلما

أستيقظ أحد وجد عنده مبلغ من المال لا يعلم من أين

أتي ولا يريد أن يعلم.

- وهو لم يأخذ شئ لنفسه

- قلت لك أنه كان لا يهتم بنفسه اكثر من اهلهو بلده؛ وكان يأخذ ما يكفيه فقط.

- أكمل فأنا متشوق لسماع الباقي.

- فبعدما سرق العمدة؛ سرق شيخ البلد وأي أحد يظلم شخص يسرقة ليحزنه علي ما سَرق منه.

- شخص غريب يسرق ولا يتمتع بما يسرق!!

- فعلا هو كذلك

- و لكن الرجل الثري ماذا فعل به؟

- أقول لك أولا أنه كان يترك رسالة عند كل شخص يترك عنده مال

- ما هي هذه الرسالة؟

- لا تدعوا أحد يظلمكم و لا يتحكم فيكم هم الذين يحتاجون اليكم.

فطريقة الكلام و الكتابة تدل علي انه من أهل البلد؛ فبدانا التحريات عن كل شخص في البلد.

في البداية وجدنا صعوبة لتحديد هذا الشخص و لكن الغريب في الامر

أن الذي يترك المال يترك رساله لكن"عبد الفتاح" لم يحدث معه ذلك.

- كيف؟

- كان المال بدون رسالة

- وتلك كانت البداية؟

- بالضبط فبدانا جمع التحريات أكثر دقة عنه و لكن اسفرت عن عدم وجود دليل ضده.




حامد- لسه عايزين بالثأر يا "عبد الفتاح"

عبد الفتاح- "حسن" امانه معاك يا"حامد" هو وأمه

- في عنيه.

- "حسن" عامل اية في المدرسة؟

- شاطر و المدرسن بيشكروا فيه

- مجاش معاك ليه المرة دية؟

- عنده امتحانات الشهر و بيذاكر

- ربنا معاه

- قولتك بلاش؛ ونسيبه لربنا

- ده كان حقي و حق اهلي و بلدي؛ مقدرش اشوف الظلم وأسكت

- ما الناس كانت راضيه و ساكته و كفيه خيرها شرها

- أنا بدات وغيري هيكمل

- أمتي؟

- كل شئ بآوان

- ليه قتلت الباشا طيب؟

- هو الي بدا الضرب

- بدأ و انت تقتله؛ وعائلته طلبه الثأر منك ومن ابنك

- انا في السجن؛ وابني ربنا يحميه

- و نعم بالله بس

- بس ايه!

- ولا حاجة




عماد- هو كان بيعمل بمفرده؟

علاء- ايوه

- كيف؟

- هذا ما اثبته تحريات المباحث يعمل بمفرده.

- شخص يسرق و يبيع ما يسرق بمفردة؛شئ عجيب!!

- كان له صديق اسمه"حامد" شكت فيه المباحث و لكن بدون دليل فتم تبرائته

- فهمت؛ وطيب السرق و فهمنها؛ و القتل؟

- قتل الثري صاحب العزبة.

- اللي ضرب ابوه

- ايوه

- كيف؟

- كان عايز يسرق قصره من فلوس وذهب و تحف بمعني"كل ما خف وزنه وثقل ثمنه" و لكن.............

- ولكن.. ماذا؟

عبد الفتاح- لا أكيد في حاجه؟

حامد- عايز أسالك سؤال محيرني؟

- أيه هو؟

- أنت ليه تركت "عبد المجيد باشا" للاخر؟

- كنت عايز أدمره نهائياً؛ كنت عايز احرق زرعه و قصره و اسرق فلوسه و كل ما يملك

بمعني"أدمر اعصابه و يفقد توازنه"

- بس ده أخد احتياطه بعدما ما فعلت بالعمدة و شيخ البلد؛ وأنت كنت عارف كده؛

و أستعان بالمطاريد؛ وانت رأيتهم و علي الرغم من ذلك ذهبت تسرقه؛ حاجه غريبه!!

- كان همي الاكبر أن أثأر لابويه؛ لم أخف من المطاريد علي الرغم من انهم أقوي و

أكبر عدد مني؛ كان نفسي أخد بالثأر لابويه ولكل أهل البلد

- وكانت نهايتك السجن؛ انت كنت رايح تسرق اية اللي جعلك تقتل؟

- هو اللي رفع السلاح الاول

- طيب قتلته إزاي وكان معاه بندقية و أنت كنت أعزل من غير سلاح؟

- قاومته؛ وكان علي المكتب فتاحه ورق قتلته بها.




كان "محسن" يفكر في صديقة "عماد" طوال الوقت و قد مضي وقت طويل و لم يتصل

وكلما أتصل به لم يرد علي الهاتف؛ وكان "محسن" منزعجاً جدا من ذلك الأمر؛ و أراد بشتي

الطرق الاتصال به حتي انه فكر في الذهاب اليه في الأسكندريه ليري ما يحدث هناك؛

وكان زملائه في المكتب يلاحظون ذلك فمن عادة"عماد"ً إذا غاب يتصل بهم ليطمئنهم عليه؛

و شاركوا"محسن" فكرة و بداوا يخمنون ماذا يفعل الان "عماد" أحقاً أنها قصة ذهب للبحث

عنها أم انه مجرد هروب من العمل و الاستجمام في عروس الأبيض المتوسط؛ لدرجة

أن "مجدي" ضحك من هذا التخمين و بدا يقول "عماد"

ده راجل خبيث طلب اجازة لقصة و هو ذهب يستجم هناك و ضحك ضحكاً عالياً جداّ

جعل المكتب كله يضحك معه حتي "محسن"


وأنتهي موعدالزيارة و غادر "حامد" السجن عائداً الي بيته في القاهرة؛

ورجع "عبد الفتاح" الي الزنزانة مرة أخريح ولكن هذه المرة

كان يتذكر ما حدث في هذه الليله السوداء عندما قتل"عبدالمجيد"في قصره.

و شرد ذهن "عبدالفتاح" متذكراً ما حدث؛ حيث بدأ الامر وكأنه طبيعياً في حديقة القصرح

لم ير المطاريد؛ يبدوا انهم ذهبوا لسرقة أو قطع طريق؛ لم يتركوا الإ رجلاً واحداً تغلب

عليه"عبدالفتاح" بضربه علي الرأس فاغشي عليه و ربطه جيداً ثم قفز الي المكتب فلم

يجد أحد فوجدها فرصة للسرقة.

وكان "عبدالفتاح" لص غير متمرس علي سرقة القصور و الخزائن بل

جعل السرقة وسيلة للوصول الي غايته الا وهي الانتقام فدفعته حماسته

الي ذلك الامر.

فيبدوا عليه انه لم يدرك ان "عبدالمجيد" كان دائم التنقل بالليل بين غرفته

و مكتبه للأطمنئنان علي الخزنه والأوراق؛ وكان يحمل بندقيته دائماً لا يتركها

وفجأة دخل علي "عبدالفتاح" وهو يسرق.




5- الحوار.

بعدما ترك"حامد""عبدالفتاح" بعد أنتهاء موعد الزيارة متوجهاً الي بيته بمنطقة

القلعة بالقاهرة و هو يشعر بالندم لأنه ترك صديقه يواجهه هذه المحنه

و علي الرغم من أن "عبدالفتاح" جعله يتحمل مشئوليه أكبر و هي حماية زوجته

و ابنه"حسن" و ابويه الكبيرين المرضين؛ فهذه مسئوليه كبيرة جداً قد حملها"حامد".

وعندما عاد"حامد" الي بيته وجد من يقول له أن "أم حسن" تريده؛

و قد أشاع أنه عم"حسن" و أن والده مسافر و لا يوجد لهم أقارب

في البلد؛ فأتي بهم الي القاهرة لكي يكونوا في رعاية"حامد"؛حتي لا يتشكك في أمرهم أحد.

و ذهب"حامد" علي الفور الي "أم حسن" ووجدها كما يقولون"علي أحر

من الجمر" لمعرفة ما دار بينه و بين "عبدالفتاح" في الزيارة؛ فقال لها ما دار بينهما

من حوار؛ وفجأة رأن الصمت بين الأثنين.

بعدما أكتشف"عبدالمجيد" وجود"عبدالفتاح" في مكتبه و هو يسرقه؛ قال

له العبارات المعتادة في مثل هذه المواقف؛ قف مكانك يا حرامي يا لص؛

و بدأ يسبه بأغلظ الشتائم؛ وكان يقول له يا فلاح يا بن الفلاح الذي كان يبدو من مظهر "عبدالفتاح".

هنا بدا الغضب يظهر علي وجهة"عبدالفتاح" وقال ل"عبدالمجيد":

الفلاحين الذين تسبهم هم السبب في ذلك الثراء الذي تنعم به أنت وعائلتك كلها؛

بدون الفلاحين لا تصبح شئ؛ بعروقنا و سواعدنا نزرع و نفلح و نسقي و نحرث

و نحصد الزرع في برودة الشتاء و أنت تنعم بدفء نار المدفئة؛ و في حر الصيف

و أنت تنعم بجو المرواح و المكيفات؛ لا تشعر بما يشعر به الفلاحين من عناء و جهد؛

و انت تعطي مقابل ذلك مجرد ملاليم لا تكفي ليوم واحد.

- قاطعه "عبدالمجيد" من علمكم ذلك الكلام يا فلاح؛ كيف تجرؤ علي أن تكلمني هكذا؛

أنتم نسيتم أنفسكم أنكم مجرد فلاحين و ده شغلكم و نحن أسيادكم؛ لا تعتقدوا بمجرد

ان أتت فرة و تملكتم فيها بعض الاراضي أنكم أصبحتم أسياد؛ لا أنتم مجرد حثاله

لا تسوا شيئاً؛ و أنا و اهلي في هذه البلد من سنوات طويله؛ سُحبت منا أراضي كثيرة

و لكني أستطعت ان أعيدها منكم أنتم لا من غيركم؛ و رجعتم كما كنتم فلاحين نآمركم

فتطيعوا و لا يستطيع أحد منكم علي العصيان .

و بعدين هل أنت من أهل هذه البلد؛ و إذا كنت من أهلها فما الذي دفعك الي ذلك؟

- أنت!!

- أنا! يا فلاح يا حرامي.

- ايوه أنت.

لما ضربت أبويه وسط رجالك الي بتحمي نفسك بهم؛ فلن ينفعوك اليوم بعدما تركوك وحدك.

- كيف تركوني؟ و بعدين اولاً أبوك مين؟

- أبويه"متولي" ضربته لمجرد أنه طلب زيادة الاجر حتي يتناسب مع جهده؛ فضربته

أنت و رجالك و هو رجل كبير شيخ لا يستطيع مقاومة رجالك و لكني سثأر له منك.

- ضحك"عبدالمجيد" ضحكاً عالياً و أخذ يقول ساخراً أنت يا حرامي يا بن الفلاح هتضربني

أنت مجرد حشرة تضرب بالحذاء و هذا مقامك و أنا لا احتاج الي هولاء الرجال الذين تركوني

لا يهم؛ فأنك ضعيف مهما تظاهرت بالقوة و الشجاعة؛ فأنتم أيها الفلاحين جبناء مجرد عص

ا تفرقكم جميعاً؛ ولكن لن أضربك بالعصا بل بالنار لانك مجرد حرامي حاولت سرقتي فدافعت

عن نفسي و أطلق رصاصة نحو"عبدالفتاح".




قطع"حامد" حاجز الصمت الذي ران عليهما أثناء الحديث موجهاً حديثه الي "أم حسن"

ما الذي شغل بالك ؛ هل هناك شئ حدث اثناء غيابي و انا في زيارة "عبدالفتاح".

أم حسن- هل قلت له أن "حسن" مريض و لذلك لم يستطع المجئ الي الزيارة كالعادة.

حامد- لا أطمئني ام اخبره بل قلت له أن "حسن" مشغول بأمتحانات الشهر و المذاكرة

و لذلك لم ياتي هذه المرة؛ و اطمئني أيضاً لم اخبرة بمرض والديه الشديد؛ هل كل هذا يطمئن قلبك.

-لا

-لا!!..لماذا؟

-لان والدية توفيا بالامس

- توفيا!! من قال لك ذلك؟

- الشخص الذي ترسله عند أول كل شهر قد جاء أثناء زيارتك ل"عبدالفتاح" و قال لي الخبر؛

و قد دفنا بالامس

- الاثنين!! لا حول و لا قوة إلا بالله.

بدأ صوت الهاتف في الرنين في منزل "محسن" بعد منتصف الليل؛ وكان "محسن" نائماً

صوت الهاتف؛ فإذا به"عماد" و يعتذر علي هذا الاتصال المتاخر و هذا الازعاج.

ولكن"محسن" قاطعه و قال له أين أنت لماذا لم تتصل كل هذه الفترة؛ لا نعرف عنك شئ؛

ولما لا ترد علي الهاتف.

- اطمئن؛ فأنا بخير؛ وما هي أخبار الجريدة و الزملاء.

- الحمد لله؛ قليقون عليك؛ أخبرني ما هي أخبار قصتك؟

- الحمد لله؛ قد قطعت شوطاً لا بأس به هنا؛ و لكن يبدو أني ساذهب الي مكان أخر

لأستكمال ما بدات.

- إلي أين؟

- لم أحدد بعد من أين ابدا هذه المرة؛ و علي كل حال أنا بخير اطمئن.

و في الصباح ذهب "محسن" الي الجريدة يطمئن زملائه علي "عماد" و أنه قد أتصل به بالأمس؛

وفرح الزملاء بهذا الاتصال و أطمئنوا علي "عماد".