Sunday, July 27, 2008

الثمن8

16- عتاب وخوف.

وذهب "عماد" إلي الجريدة ودخلها والفرحة تملئ كيانه وكله بعدما حقق
جزء كبير من هدفه وهو إخراج "عبدالفتاح" من صمته؛ وكلما يقابل
أحد من زملائه يداعبه ويضحك معه؛ لدرجة أن زملائه أستعجبوا هذا
الامر منه؛ فمعروف عنه الرزانة والكياسه والهدوء؛ ولكن الذي عرف سر هذه
الفرحة العارمة صديقة الحميم"محسن" الذي قفز إلي راسه مباشرة إلي ان الخطة التي
وضعناها معاً نجحت وأن "عبدالفتاح" تكلم.
وينادي عماد علي "محسن" بفرحة ويقول له- يااستاذ محسن فؤاد المهندس
في الفليم قال إيه؟
محسن- الحلوة أتكلمت.
عماد- صح؛ الحلوة أتكلمت.
- بجد؛ طيب أحكي ؛ أتكلم إزاي.
- علي مهلك شوية يا "محسن" اسمعك كل حاجة. ويسمع "محسن"
كل ما قاله "عبدالفتاح" وأستغرب عندما سمع أنه كان يملك أرض وأخا له قد
مات علي الرغم ان هذا الكلام لم يذكر في تحريات النوليس أو تحقيقات النيابة.
- هو ده الجديد الكلام ده كان أول مرة يطلعه لحد.
- ده واثق فيك جداً.
- ما هو إذا ما كان واثق كان عمره ما هيتكلم؛ بعدين المحبة دي من عند ربنا.
- ونعمه بالله؛ كده بقي القصة خلصت.
- لسه أهم شئ فيها.
- أهم شئ ؛إيه هو؟
- سرق إزاي؛ وإزاي كان بيصرف إللي بيسرقه.


عبد الفتاح- إيه إللي جابك؛ أمال فين "حامد" حصله حاجة.
فاطمة- لا"حامد" كويس والحمد لله؛ انا إللي كلبت منه ما يجيش الزيارة ده.
- لأ أكيد في حاجة تانية؛ وبعدين أنا قلت أنتي ما تجيش أبداً السجن.
- ليه مش أنا برده مراتك؛ ومن حقي أشوفك هو أنا مش وحشاك.
- لا يا ستي أنتي وحشاني؛ بس أنتي عارفة الظروف؛
عائلة "عبدالمجيد"حافظين مواعيد الزيارة؛ وممكن يمشوا واركي؛ علي الأقل
"حامد" كان بيقدر يفلت منهم بس أنتي....

- بس إيه؛ فكرك مش أقدر أفلت منهم؛ لا متخفيش أنا عامله حسابي اطمئن.
- أنا مطمئن لأنك ست ولا كل الستات بـــ100 راجل؛ صابرة لحد دلوقتي؛ كانت
واحدة غيرك كانت طلبت الطلاق.
- أنت راجلي؛ ولازم أكون معاك علي الحلوة والمرة؛ المهم "حامد" قالي كلام
غريب عايزه افهمه منك.
- كلام إيه؟
- الراجل ده بتاع المكتبة؟
- اطمئني أنا واثق فيه قوي؛ ده راجل زي الفل جدع وكلاممه يوزن العقل.
- بس أنا خايفه عليك منه؛ ليطلع حد بعته ليعرف مكاننا.
- هو ده إللي قلقك؛ لا انا قلت لك اطمئني؛ أنا ليه نظره في الواحد مش ممكن تخيب.
وينادي الحارس أنتهت الزيارة
- انتهت الزيارة بسرعة قوي؛ خلي بالك من نفسك ومن "حسن".
- المهم تحرس انت من الراجل ده.
ويضحك "عبدالفتاح" ضحكة بسيطة تبعث المطأنينة في قلب "فاطمة".


وتصرخ "زينب" بأعلي صوت لها علي "سيده" التي تفزع من هذا الصوت العالي
وجاءت بسرعة من المطبخ معتقدة أنه قد حصل مكروه لسيدتها"زينب" وعلامات الخوف علي
وجها؛ خير يا ست هانم هو إيه إللي حصل مع سي "رشدي".
زينب- خليكي في حالك؛ وعلي طول دلوقتي تروحي تشوفي فين "راشد" وتقولي له أني
عاوزاه في حاجة مهمه؛ فهمه.
سيده- فهمه يا ستي؛ بس لو تقولي إيه إللي حصل.
زينب- بطلي رغي؛ وروحي أعملي زي ما قلت لك.
سيده- حاضر حاضر أديني رايحه.
وتذهب سيده للبحث عن "راشد" في كل مكان ممكن أن يكون موجود فيه البيت؛
القهوة؛ لأصحابه دون جدوي؛ وذهبت إلي "زينب" وهي لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها من
كثرة البحث عن "راشد"؛ ولكن "زينب" لم تنتظرها حتي تلتقط أنفاسها وسألتها
لقتي "راشد" ولا لأ.
سيده- يا ستي حملك عليا شويه ؛ أحد نفسي شويه.
زينب- خلصي يا بت لقيته ولا لأ؟
سيده- لا ؛ دورت عليه في مكان بس كأنه فص ملح وداب.
زينب- يعني إيه ؛ هيكون راح فين يعني؟!
سيده- وأنا إش يعرفني.
وفجأة يأتي صوت "راشد" وهو ينادي من أمام باب السرايا.
وتقول "سيده" بشئ من السخرية-ــ الواحد كان جاب فب سيرة 100 جنيه كان احسن-
ــ ولكن "زينب" نهرتها وقالت لها مش قلت قبل سابق هيجئ لحد عندي؛ يلا روحي دخليه.
وتدخل "زينب" علي "راشد" وعلي وجها علامات الغضب الشديدة؛ فسألها "راشد"
ليه العصبيه ديه كلها؟
زينب- رشدي كان هنا.
راشد- هو ده إللي مزعلك أن أخوك يجيلك.
زينب- يعني أنت مش عارف كان بيتكلم في إيه.
راشد- هو برده أتكلم معاكي.
زينب- هو كان في حد تاني أتكلم؟
راشد- إيوه يا ستي"عبدالحكيم"؛ عرف إنك كنت عندي؛ بس ما تخفيش ما
عرفش يأخد مني لا حق ولا باطل.
زينب- اوعي تفتكر "عبدالحكيم" غبي ؛ ده ممكن بيكون قاعد مستني منك
غلطة يمسكها عليك.
راشد- لا أطمئني إذا كان هو "عبدالحكيم" فأنا "راشد"
زينب- طيب يا سي "راشد" عملت إيه في موضوعنا.
راشد- حامد دلوقتي زي الكتاب المفتوح قدامي.
زينب- إزاي؟
راشد- أقولك.



17- المفاجاة

ويري"عبدالحكيم" الواد "مصليحي" وهو يجري نحوه وينادي بأعلي صوته عليه
إلي أن جاءه وهو لا يستطيع التقاط انفاسه من الجري.
ويقول له "عبدالحكيم"- علي مهلك وفهمني إيه إللي حصل.
مصليحي- مش حضرتك قولت لي خليك وراء "راشد بيه" في كل مكان يروحه
وتشوفه بيعمل إيه وتجئ تقولي.
عبدالحكيم- إيوه وخلص بقي في الكلام.
مصليحي- راشد بيه بيحوم حولين "حامد".
عبدالحكيم في أستغراب ودهشه- حامد؛ حامد مين يا زفت.
مصليحي- "حامد" يا بيه صاحب "عبدالفتاح متولي" الروح بالروح؛ وإللي مراته
وابنه عنده في مصر من ساعة الليله السوده؛ وهو دلوقتي عند الست "زينب" بيقولها
كل حاجة.
عبدالحكيم وعلي وجهه ابتسامه أعجاب من مصليحي- صدق إللي قال عليك تبت ولزقه
وتحب تعرف كل حاجة.
ويرد مصليحي وكأنه محرج- أنا تحت أمرك.
عبد الحكيم- روح دلوقتي وخليك زي ظل "راشد" لا تفارقه أبداً وإي
جديد بلغني علي طول؛ مفهوم.
مصليحي- مفهوم يا عبدالحيكم بيه؛ مفهوم.
بقي كده يا "راشد" لسه إللي في دماغك ما تغيريش أنت مش هاتسكت
إلا لما تحصل مصيبه تولع في البلد كلها وأنت أولها؛ بس مبقاش "عبدالحكيم"
لو سبتك تعمل إللي عايز تعمله؛ وينادي "عبد الحكيم" علي مصباح الغفير.
ويأتي "مصباح" علي الفور ويطلب منه "عبدالحكيم" أن يأتي برشدي وكامل
وإسماعيل علي الفور ويقولهم أن "عبدالحكيم" عاوزهم في حاجة مهمة.
ويذهب "مصباح" علي الفور ينفذ أمر سيده.
وعبد الحكيم يقول لنفسه خلاص الكيل طفح ولازم نشوف حل للاتنين بسرعة.

تصور يا أستاذ "عماد" أن مراتي خايفة منك؛ فكراك واحد من
عائلة"عبدالمجيد" عايز تعرف مكانها في مصر وتروح وتبلغهم ويقتلوا
"حسن" ابننا.
ويرتبك "عماد" من داخله من هذا الكلام وهو لا يدري لماذا هذا الأرتباك
علي الرغم من أنه لا تربطه إي علاقة بهذه العائلة.
ولكن للحظة فكر في أن يصراحة بحقيقة أمرة ولكنه تردد في ذلك الامر؛ وأن
هذا ليس باالوقت المناسب بهذا الأمر ولكن.........
"عبدالفتاح" أنا مش أمين مكتبة ولا حاجة أنا صحفي.
ويفاجأ "عبدالفتاح" من هذا الكلام العجيب وتظهر علي وجهه علامات التعجب
والدهشةح أنت صحفي مش أمين مكتبة طيب إزاي وليه؛ وليه أنا بالذات تعمل
معابا كده؛ ده انا وثقت فيك وأكلمت معاك بكل صراحة وفي الآخر تطلع جاين وكداب
انا مش قادر أصدق.
ويرد "عماد" في أسف- ما هو علشان الثقة ده انا مقدرش أخدعك أكتر من كده
عبدالفتاح- وأنت كل ده لسه ما خدعتني؛ أمال كنت بتعمل إيه الفترة
الفاتت كنت بتسلي بي صح.
عماد- لا أنا عمري ما أتسلي بحد؛ وبعدين عايزك تفهمني.
عبدالفتاح- افهمك؛ افهم إيه يا أستاذ "عماد" ولا ده كمان مش اسمك.
عماد- أنا احكيلك كل حاجة بس لازم تفهمني صح.
عبدالفتاح في تعجب- تحكي إيه؛ وأفهم غيه؛ كدبة جديدة ناوي تقولها.
عماد- لا اقولك انا عملت كده ليه؛ وأرجوك أسمعني للآخر وبعد كده أحكم علي.
ويحكي له "عماد" كل شئ وكيف حصل علي حكايته كلها ولماذا هذه الحادثة بالذات؛ وكيف
عرف أنه لا يتكلم ودائم الصمت؛ وأنه صمم علي أن يكتب هذه القصة بكامل تفاصيلها؛
وكيف فكر وخطط لهذا الأمر وكيف بدأ وكيف خطرت له فكرة أمين المكتبة هو وصديقه
"محسن" وأنها نجحت الي حد كبير في تنفيذها و أهدافها. بس أنت لما قولتلي أن
مراتك خايفة أن أكون من عائلة "عبدالمجيد" خوفت من ان الثقة إللي بينا
تروح وعلشان كده قررت أقولك كل حاجة.
عبدالفتاح- وأنت دلوقتي مش خايف ان الثقة إللي بتقول عليها تروح بعدما
كل إللي قلته.
عماد- لا مش خايف و أنا دلوقتي علي أستعداد أني ما كملش القصة ده بس
المهم أني أكسب صديق جديد.
وينظر "عبدالفتاح" نظرة إلي "عماد" وكأنما يقول له بها أنه قد خذله
وصدمه بعدما وثق به كل هذه الثقة وتركه
وأنصرف.

ويرتفع صوت الهاتف في مكتب "محسن" بالجريدة وإذا به "عماد" يتحدث إلي "محسن"
وكأنه يبكي والحزن يملئ نبرات صوته ويطلب "محسن" المجئ إليه في بيته ليتحدث معه.
وعلي الفور ذهب إليه ويفاجأه به وهو في هذه الحالة من الأكتئاب والحزن وهو لا
يدري لماذا كل هذا؛ وسأله إيه إللي حصل إيه إللي عامل فيك كدة.
ويرد "عماد" في حزن عبدالفتاح
- عبدالفتاح إزاي مش فاهم.
- عبدالفتاح عرف كل حاجة.
- عرف كل حاجة إزاي ومين إللي قاله؟
- أنا إللي قلتله.
- في دهشه أنت إللي قلته له كل حاجة طيب ليه؛ هو
إيه إللي حصل ما تتكلم.
- مقدرتش أخون الثقة؛ ده وثق فيه لدرجة أنه خلاص بدأ
يتكلم معابا عن مراته واصحابه.
- ما كده كويس.
- علشان كده ما قدرتش أكمل الخدعة والكدبه؛
وقلت كل حاجة وإللي يحصا يحصل؛ خلاس مش فارقة معايا.
- طيب وهو عمل إيه؟
- ولا حاجة مجرد بصه فيها كل حاجة.
- خلاص سيبك من الحكايه مادام تعبتك بالشكل ده
- ما هو ده إللي هيحصل بالضبط.








Thursday, July 17, 2008

الثمن7 ب

15- وبعدين يا زينب.

ميعاد زيارة "عبدالفتاح" قرب صح.

حامد- إيوه ؛ باقي يومين بس علي ميعاد الزيارة.

فاطمة- أنا المرة ده إللي أروح مش أنت.

وظهرت علامات التعجب والحيرة من هذا الكلام؛ فكل مرة يذهب هو للزيارة؛ وهذا بالاتفاق مع

"عبدالفتاح" ولكن هذه المرة هي التي ستذهب ومع كل هذه الحيرة الأسئلة؛ قطعتها "فاطمة"

أنت مستغرب ليه؛ أنا بقالي كتير ما زرتش "عبدالفتاح" عايزه أشوفه وأملي عيني منه؛ ديه كل الحكاية.

حامد- بجد يا "أم حسن" هي ديه كل الحكاية؛ ولا في حاجة تاني أنتي مش عايزه تقوليها.

فاطمة- ولا حكاية ولا رواية؛ أنا زي ما قلت لك كده بالضبط.

حامد- طيب أشمعني المرة ده بالذات؛ ما أنا يا ما قات لك تعالي زوريه؛ وأنتي إللي كا كنتيش بترضي؛

ولا الكلام إللي قلته هو إللي خلاكي عايزه تروحي.

فاطة- كلام إيه إللي قلته؟

حامد- باين كده إنك نسيتي.

فاطمة- نسيت إيه! وضح كلامك يا "حامد".

حامد- ولا حاجة؛ إذا كنتي عايزه تروحي أنا ماعنديش مانع.

فاطمة أمراة ذكيه وحذرة بعض الشئ؛ وهذا ما تعلمته منذ قدومها إلي القاهرة بعد القبض علي

"عبدالفتاح" الحذر والحيطة؛ ولكنها لم تنسي الكلام الذي قاله "حامد" عن ذلك الرجل الذي يتتودد

إلي "عبدالفتاح" ولذلك قررت أن تعرف كل شئ بنفسها ومن زوجها مباشرة؛ ولذلك أصرت علي

الذهاب هذه المرة وبمفردها وحتي بدون ابنها "حسن".




فين ستك يا بنت

- موجودة يا سي "رشدي".

- روحي قوللها أن انا هنا وعايز أشوفها بسرعة.

- ست "زينب هانم" ؛ حذري مين قاعد تحت وعاوز يشوفك بسرعة.

أكيد هو-ــ وهي تعتقد أنه راشد-ــ راشد يا بت صح؛ مش قلت لك أيجي اليوم إللي يسمع فيه كلامي.

- راشد مين يا ستي ده سي "رشدي".

- "رشدي"!! انت في وعيك يا بت.

- ايوم؛ هو سي "رشدي" هو أنا أتوه عنه.

- طيب روحي انتي وأنا انزله.

عايز إيه "رشدي" وجئ ليه؛ وتدور اسئلة كثيرة في ذهن "زينب" بسبب مجئ "رشدي" المفاجئ

وفي الوقت التي فيه مع "راشد".

- أهلاً يا "رشدي" عاش مين شافك فينك يا أخويا.

- موجود يا "زينب" بس أنتي منش شيفاني.

- بقي يا راجل تقعد سنتين ما تدخلش بيت أختك؛ وتشوفها إذا كانت عايزه حاجة ولا لأ؛ ولا تكون

نسيت أنك ليك أخت.

- لا ما نسيتش؛ بس تلقيكي أنتي إللي نسيتي.

- نسيت إيه؛ فكرني.

- حاضر أفكرك؛ فكره أخر مرة كنت فيها هنا في دارك وأنتي طردتيني.

- وأطردك ليه؟

- امجرد أن وأخوك"كامل" أتكلمنا معاك في تربية ابنك "معتز" أن ده غلط؛ زي ما نكون

ضربناك بالنار؛ وقعدتي تقولي أنا اربي ابني زي ما أنا عاوزه وإللي مش عاجبه يخبط راسه في الحيط؛

ونسيتي أنك بتكلمي أخواتك.

- لا أنتوا إللي نسيتوا أن ليكم اخت جوزها اتقتل؛ وعاوزه تاخد بتارة؛ سيبتوني لوحدي ورحت أنت

ةواخوك اترمتوا في احضان "عبدالحكيم" وأخواته ضدي؛ كل ده علشان عايزه أخد بتار جوزي.

- اتاخد بتار جوزك من مين؟

- من إللي قتله.

- وإللي قتله أخد جزائه وهو في السجن دلوقتي.

- ولو في آخر بلاد المسلمين؛ أخد بتاري منه.

- بصي يا "زينب" التار ده ما بيجبش إلا الخراب والدم؛ عايزين ننسي التار ونشوف

حالنا ونربي عيالنا.

- قول إللي عايز تقوله؛ أنا مصممة علي التار.

- طيب اتاخد بالتار لوحدك ولا معاكي حد يساعدك.

- وتستعجب "زينب" من هذا الكلام؛ وأرادت أن تتمالك نفسها بسرعة. قصدك إيه معاي حد؟

- قصدي أنتي عارفاه.

- يعني إيه عارفاه؛ وضح كلامك يا "رشدي".

- إيه إللي بينك وبين "راشد" ؛ في ناش شفوكي عنده ليله امبارح.

- إيه إللي يكون بيني وبين "راشد" يعني ولا حاجة.

- زينب أوعي تفتكري أني اسكت بعد كده علي أيه حاجة تضرك أو تضر أبنك؛ "راشد"

ده محراج شر؛ أبعدي عنه وخلينا نفكر في إللي جئ.

- أنا عارفة إيه إللي يضرني ويضر أبني؛ ومش عايزه نصيحة من حد.

- ماشي يا "زينب" علي راحتك؛ دلوقتي أتلاقيني واقف ضدك في غيه حاجة فيها شر

لنفسك ولابنك؛ سلام.

- سلام يا "رشدي" اوعي تقطع الزيارات.

وتسرح "زينب" وإيه إللي يخلي"رشدي" يقول مثل هذا الكلام؛ أكيد عرف حاجة؛ ولا يكون

إللي بيني وبين "راشد" وإللي بنعملوا سوي؛ لا "رشدي" أتغير مبقاش زي الأول في حاله؛

اظاهر الأيام الجاية اصعب بكتير من الايام الفاتت؛ وأنشوف يا "رشدي" أتمنعي إزاي.

ما أنا قلت لك أن هو مفيش فيده فيها.

- عندك حق يا "كامل" يا أخويا مفيش فيده فيها؛ دماغها حجر؛ كل تفيكرها إزاي تاخد

التار وخلاص ومش عايزه تفكر بعقل خالص.

- ولا المصيبة الأكبر أن هي و"راشد" بيدبروا لحاجة؛ والحاجة ده أكيد كارثة؛ ما ا

لأتنين فكرهم واحد.

- وبعدين انتصرف معها إزاي؛ وإزاي نمنعها.

- سيبها تواجه مصيرها لوحدها؛ وهي الجانيه علي نفسها.

- لا يا "كامل" ديه برضه أختنا؛ وكلزومه مننا لأزم نشوف صرفة معاها؛ وإلا ضيعت

كل حاجة بغبائها وعنيدها.

- وإحنا حنعمل إيه؛ كل حاجة نقدر نعملها عملنها وعلي يديك؛ كلام ذوق وبالعافية

وحتي أخوات جوزها كلموها ومفيش فيده.

- يعني إيه مفيش حل؛ لا أكيد في حل.

- أيدي علي كتفك.

- خلاص كلنا نقعد انا وأنت وعبدالحيكم وإسماعيل.

- ما ياما قعدنا ومفيش فيدة.

- أن شاء الله المرة ده فيها الحل.

وفي داخل السجن وفي موعد الزيارة؛ تم النداء علي المسجونين الذين لهم زيارة

وكان من بينهم "عبدالفتاح" وكان يعرف بالطبع من يكون الزائر وهو كالعادة صديقه "حامد"

ولكن توقعه هذه المرة لم يكن في محله؛ فقد كان الزائر زوجته"فاطمة" وهو الذي لم يتوقعه أبداً؛

أن تزوره زوجته وهو في السجن؛ فعندما رأي زوجته كما يقولون-ـــ أتسمر في مكانه-ــ

من هول

المفاجئه التي لم يكن يتوقعها ولكن دار بذهنه سئال مهم في غاية لااهمية؛ ما الذي حدث لـــ"حامد"

يمنعه من الحضور وتأتي زوجته بدلاً منه؛ ماذا حدث؟!.

الثمن7أ

14-وأخيراً اتكلم.

أنت وعدتني يا أستاذ "عماد" أنك تفهمني وتقدر إللي أنا عملته علشان كده أنا أحكيلك حكايتي مع الزمن إللي ملهوش أمان.
- أحكي يا "عبدالفتاح" وانا أسمعك للآخر علشان أقدر احكم.
- أنا فلاح بن فلاح عيشتي كلها في الفلاحين يعني زراعة وطين؛ ياما عشنا ليالينا في البرد؛ إحنا كان عندنا فدان

ملك كنا بنزرعه ونعيش منه وكان سترنا والحمد لله بس.......

- بس غيه كمل.
- ابويا رهن الفدان علشان أجوز من غير ما يقول لحد؛ رهنه لراجل طماع بيستغل بالربا؛ بس أبويا مقدرش يكمل مبلغ
الرهنية؛ فحجز عليه ووقتها عرفنا بس أنه رهن الأرض علشاني.

- أنت ما عندكش أخوات غيرك.
- كان عندي أخ ومات.
- مات! إزاي؟
- بضربة شمس؛ مقدرش يستهمل الحر والتعب والشمس طوال النهار فمات.
- أنا أشف ما اقصدش.
- ولا يهمك؛ المهم بعدما الراجل حجز علي الارض؛ بقينا نشتغل أنا وأبويا بالاجرة؛ والاجره كانت بتكفينا بالعفايا
أنا وأبويا وأمي ومراتي بس كانت ماشيه.

- واكن في البلد راجل غني قوي عنده عزبة حوالي 200 فدان غير المواشي ومصانع تغليف الفاكهة؛ وكان العمدةبدل
ما يجيب حق الغلابة كان بياكل حقهم.

- إزاي مش فاهم؟
- كان شغال لحساب "عبدالمجيد" صاحب العزبة؟
- كان شغال لحسابة! إزاي يعني؟
- كان بيجيب أهل البلد كلهم بالعافية وقت جمع المحصول ويرميهم في أرض "عبدالمجيد" وكنا بناخد ملاليم بعد كل
الشقي ده مجرد ملاليم وهو كان بياخد الوف من "عبدالمجيد".

- وأهل البلد كانوا فين من كل ده؟
- أهل البلد غلابه يا أستاذ"عماد" يعملوا إيه قدام السلطة والنفوذ والمال.
- كمل يا "عبدالفتاح" كمل.
- كنا علي الحال ده وإللي كان بيتكلم منا كان يضربه ويحبسه لمجرد غعتراضه أو مجرد طلبه زيادة الاجرة؛
ولكن الحق من غير قوة تحمية في الزمن ده إللي بتحكمه شريعة الغابه والسلطان والفلوس يبقي ضغيف سهل
يضيع وسط التعالب والديابة؛ وبالذات ديابة الجبل.

- يعني إيه ديابه الجبل؟!
- المطاريد؛ يا أستاذ المطاريد.
- المطاريد؟!
- أيوه المطاريد كانوا بيحموا "عبدالمجيد بيه"
- بيحموه إزاي؟! وفين البوليس والعمدة؟!
- ما قلت قبل سابق أن الفلوس بتمشي إيه حاجة في الزمن ده.
- فلوس إيه إللي تخلي البوليس والعمدة يغفلوا عن المطاريد؟!
- البوليس بصر احة كان قائم بواجبه؛ يعني كان كل فترة تيجي حملة للجبل؛ بس لما يروحوا ما يلقوش
حد كأنهم فص ملح ودابوا في بطن الجبل. ولما كان بيجلهم خبر أن المطاريد أو واحد ةمنهم عند "عبدالمجيد بيه"
يسالوا "عبدالمجيد" بس مفيش فيده؛ المهم أنا كنت في حالي يعني كنت ماشي جنب الحيط وكنت بقول يا حيط داريني داريني يا حيط؛ وكنت بسمع أهل البلد بيتكلموا إزاي يقفوا ضد "عبدالمجيد؛ والعمدة سعفان؛ وشيخ البلد طلبه".

- طيب إيه إللي حصل بعد كده؛ فضلت علي نفس الحال في حالك.
- لا يا أستاذ؛ كل حاجة أتغيرت في يوم وليله.
- إزاي؟
- كنت قاعد علي القهوة؛ وفجأة سمعتا أن "عبدالمجيد بيه" هو والعمدة وشيخ البلد بيضربوا واحد من البلد؛
كل ما أسال حد مين إللي ببيضرب يقولوا منعرفش؛ رحت أنا بنفسي أشوف لا قيت......

- سكت ليه؛ رحت لاقيت مين إللي بينضرب؟
- أبويا
- أبوك!
- أيوه أبويا-ــ ويقولها وعينيه تزرف بالدموع.
- طيب أبك عمل إيه علشان "عبدالمجيد" يضربه.
- ولا حاجة.
- ولا حاجة! يعني ضربه من الباب للطق كده.
- كا إللي طلبه زيادة في الأجرة من العمدة وكان "عبدالمجيد" واقف وسمعه وهو يطلب الزيادة؛ راح ضرب
أبويا وسط أهل البلد كلها علشان يكون عبرة لكل واحد أتجرئ ويطلب الزيادة؛ وأنا واقف اتفرج
وهو بينضرب وأنا مش قادر أعمل حاجة؛ العمدة وشيخ البلد متحامين في الخفر؛ و"عبدالمجيد" متحامي في اثنين من المطاريد.

- ومن ساعتها اتغيرت؛ وأبدل الحال من واحد ماشي جنب الحيط إلي واحد تاني خالص.
- ايوه اتغيرت؛ اتحسرت علي نفسي وعلي رجولتي لما أشوف أبويا بينضرب قدامي وأنا واقف اتفرج؛ بقيت اقعد مع
اهل البلد اتكلم معاهم وافهم بيقولوا إيه لحد بيقت انا إللي بيحرضهم ؛ ويا العمدة حبسني بسبب الكلام ده.

بقول لك إيه كفاية كدة النهاردة أنا تعبت من الكلام.
- خلاص يا "عبدالفتاح" وقت تاني نكمل فيه.
وما أن خرج "عبدالفتاح" حتي طار"عماد" فرحاً وأخد يدور حول نفسه مرات ومرات فرحاً؛ وهو يقول أخيرا أتكلم؛
بس لسه ناقص الجزء الأهم هو إزاي فكر في السرقة والقتل.

وبدأ "عماد" في تسجيل وتدوين ما قاله "عبدالفتاح".

زينب كانت بتعمل إيه عندك يا "راشد" وكانت عايزاك في إيه.
راشد- ولا حاجة يا "عبدالحكيم" ولاحاجة.
عبدالحكيم- ولا حاجة إزاي؛ كانت عندك بشاهد جمالك.
راشد- قصدك إيه.
عبدالحكيم- أنت عارف قصدي إيه.
راشد- قصدك أني أنا وزينب بندبر لحاجة؛ لا أطمئن أنت عارف أنا وزينب مش زي بعض؛ كل واحد منا رأيه
وفكرة وعمرنا ما نتفق علي شي واحد.

عبدالحكيم- أنا اصدقك علي الرغم أني مش مقتنع بكلامك؛ بس علي الله أعرف أو احس إنك انت وهي
بتدبورا حاجة؛ أنا وأخواتك وأخواتها أنقف ضدكم فاهم يا راشد

راشد- فاهم يا "عبدالحكيم" فاهم.
ويبنصرف "راشد" وهو مسرور بداخله لأنه أعتقد أنه ضحك علي "عبدالحكيم" وأوهمه أنه لا يدبر شئ مع زينب؛
ولكن "رشدي" الذي كان موجود بالجلسة لم يصدق حرف واحد مما قاله "راشد" حتي أنه تعجب من أسلوب "عبدالحكيم" معه وأتسامه بالهدوء ولاول مرة مع "راشد".

لكن "عبدالحكيم" طمأنه وقال لهأن عينه لن تغفل عن "راشد" و"زينب" وسيمنع الخطر في الوقت المناسب
وقبل فوات الاوان