Monday, September 29, 2008

عيد سعيد

كل سنه وانتو طيبين

Saturday, September 6, 2008

الثمن10



20- المسامح كريم.

ومن داخل السجن يجلس الأتنين وجهاً لوجه ولكن "عماد" يجلس في خجل من "عبدالفتاح"
وعبدالفتاح ينظر إليه نظرة عتاب لأن الذي وثق به كذب عليه وحاك حكاية ليتعرف
عليه ولكن "عماد" قطع حاجز الصمت بأن سأله- لماذا أتصل به وماذا يريد؟
ونظر "عبدالفتاح" إليه نظرة حادة ثم ضحك ضحكة عالية وقال له- انت مش عاوز تكمل
موضوعك ولا إيه؟
وظهرت علامات الدهشه علي وجهه"عماد" إذ لم يكن يتوقع هذا ابداً وقال له يعني
أنت كده خلاص سمحتني؟
ويرد عليه "عبدالفتاح" بابتسامه هادئه االمسامح كريم؛ وبعدين إحنا مش
عايزين نضيع وقت وخلينا نكمل كلامنا.
ويبدأ "عماد" في التسجيل ما سيرويه "عبدالفتاح" ولكن أراد أن يبدأ كيف سرق
وكيف كان يصرف المسروقات وسأله "عماد".
ويرد عليه "عبدالفتاح"- يا أستاذ "عماد" المثل بيقول أيد لوحدها ما تصقفشي.
ويرد عماد- معني كده كان في حد معاك في الموضوع ده.
عبدالفتاح- إيوه كان في حد معايا؛ واحد كان شغال عند "عبدالمجيد بيه"
واحد من المطاريد كان بينزل من الجبل كل يوم بليل يحميه وبحرسه؛ وأنا
الحمد لله قدرت أخليه معى.
عماد بدهشة- معاك إزاي؟!
عبدالفتاح- القرش صياد؛ أقنعته أن ليه جزء من الفلوس لوحده فوافق.
عماد- يعني كده هو إللي كان بيسرق معاك.
عبدالفتاح- إيوه.
عماد- طيب إزاي وهو كان بيحرس "عبدالمجيد".
عبدالفتاح بابتسامه- سهلة؛ إحنا كنا بنسرق في نص الليل والبلد كلها نايمه
حتي "عبدالمجيد" نايم كالأموات.
عماد- طيب كنتوا بتخبوا إللي بتسرقوه فين؟.
عبدالفتاح- مفيش وقت نخبي فيه؛ كان إللي بتاخد يتباع علي طول.
عماد بأستغراب- إزاي يعني.. مش فاهم؟
عبدالفتاح- أفهمك؛ حامد صاحبي كان بيبقي مستني علي أول البلد بعربية نقل
بتيقي متأجرة لمدة يوم واحد؛ وكان بيأخد البهائم والمواشي وينزل بهم علي السوق
وكان عنده تجار مواشي كتير بيبعلهم؛ وكان بيجبلي الفلوس؛ كنت بدي حاجة للراجل
إللي كان بيساعدني والباقي كنت بوزعه علي أهل البلد.
عماد- يعني كده كنت بتأكل أهل البلد بفلوس حرام؟
عبدالفتاح- فلوس حرام إيه؛ أنت عايز تقنعني أن واحد مش لاقي يأكل وأول
ما يشوف قرشين قدامه يسال ده حرام ولا حلال؛ ويا أستاذ أحنا عايشين في ضنك
ومرارة وغيرنا بيأخد عرقنا؛ وبعدين الغلابة إللي زينا ما تفرقشي معاهم حرام ولا حلال.
عماد- مش منطق ولا كلام معقول؛ علشان انا جعان أكل حرام وأكل عيالي من حرام؛
يعني كده كل إللي مش لاقي يسرق ويقول انا غلبان وعايز أكل واكل عيالي؛ وبعدين انتوا
إللي سكتوا علي الموضوع ده؛ رضيتم بحالكم؛ ورحتم بعتم أرضكم وبعد كل ده تقولوا مش لاقين.
ويردعبدالفتاح- يعني كنت عاوزنا نعمل إيه؛ نرفع السلاح ونقتل كل واحد يأخد عرقنا.
عماد- لا؛ إحنا من غيركم مش هناكل؛ أنتوا إللي بتزرعوا وبتحصدوا وهم كمان مش هياكلوا؛
يعني انتم الأصل والأساس؛ غيروا نفسكم.
عبدالفتاح- خلاص يا أستاذ؛ وبعد إيه يننفع الكلام أنا خلاص أخد جزائي
عماد- يعني أنت كده رضيت وارتحت لما دخات السجن وابنك مهدد بالقتل في كل لحظة.
عبدالفتاح بمرارة- ما خلاص أنا اعترفت بذنبي.
عماد- ما دام أعترفت بذنبك وأخد عقابك تأكد تماماً أن ربنا مسامح وكريم؛ المهم انت
عملت إيه مع الراجل ده.
عبدالفتاح- أنا ما كنتش أثق فيه أبداً.
عماد بدهشه- طيب كنت بتخليه يساعدك ليه.
عبدالفتاح- علشان هو حرامي والحكاية ديه متفرقشي معه؛ وبعدين أنا في
الليله إللي رحت علشان أسرق فيها "عبدالمجيد" ضربته.
عماد- طيب وصاحبك "حامد" كان عارف أن الراجل ده من المطاريد.
عبدالفتاح- لا طبعاً.
عماد- لا .. امال كنت بتقوله إيه؟
عبدالفتاح- هو في الأساس ما كنشي بيشوف ىالراجل ده؛ ده كان بيوصلني عند أول البلد
بعيد عن العربية وكان بيمشي.
عماد- يعني كده ان حامد كان فاكر انك كنت شغال لوحدك؟
عبدالفتاح- إيوه
عماد- مش غريبه شويه؟
عبدالفتاح- ديه ممكن تسأل عليها "حامد" نفسه.
عماد بشغف- وهو يرضي يتكلم معايا.
عبدالفتاح- أنا أبعتله جواب معاك؛ وهو هيفهمك كل حاجة؛ وبالنسبة
لحكاية القتل أكيد أنت قرأتها في تحقيق النيابة؛ يعني مش محتاج اقولها تاني
عماد- ماشي يا "عبدالفتاح.

21-رسالة الي حامد.


ويستقيظ "عبدالحكيم" علي طرقات باب البيت التي تكاد تكسره من شدتها ويسرع
إلي الباب وهو يلعن من يطرق بهذه الطريقة؛ فإذا به "مصباح" يخبره والذعر علي وجهه أن "راشد" وجد
مُلقي علي الأرض وهو مضروب ومسروق أيضاً.

ويتظاهر عبدالحكيم بالدهشة والذعر والخوف علي أخيه ويقول لمصباح- أنت متأكد ان هو "راشد" مش حد تاني.
ويرد مصباح- إيه وانا أتوه عنه.
ويقول عبدالحكيم وهو مازال متظاهر بالخوف علي أخيه- وهو فين دلوقتي.
مصباح- في مستشفي المركز؛ اهل البلد نقلوه هناك.
عبدالحكيم- فيهم الخير؛ مع أنهم كانوا ممكن يسببوه؛ بس والله اهل البلد ديه فيهم ال خير.
روح دلوقتي قول لرشدي وكامل وإسماعيل وخليلهم يحصلوني علي المستشفي.
ويتقابل الأربعة في المستشفي ويتظاهرون بالحزن علي ما أصاب "راشد" من ضرب شديد أدي إلي كسر
كلتا قدميه ووضعهما في الجبس لمده شهرين تقريباً؛ وقد قال لهم الطبيب أنه لا يمكنه مغادرة الفراش خلال
هذه الفترة؛ وقد فرحوا من داخلهم بهذا الخبر.

فحتي الآن كل شئ يسير في التجاه الذي يريدونه؛ معتز مع عبدالحكيم؛ راشد ممدود علي الفراش؛
زينب مريضة لا تستطيع التفكير إلا في ابنها فقط كما أخبرت سيده عبدالحكيم.
ولكن يبقي فقط ان يبلغوا "حامد" عن طريق الحاج"حنفي" تاجر الفاكهة.
وقد دخل الربعة علي "راشد" وعلي وحهه الحسرة والألم والحزن لأنه لم يتطع حمايه نفسه؛ وقد سألوه
ماذا حدث وكيف حدث ذلك؟
وهو يقول- مجرد أربع رجاله طلعوا علي مرة واحدة وأنا راجع من القهوة ومن غير ما يقولوا كلمة واحدة بدأوا يضربوني وفين يوجعك.
ويسأله عبدالحكيم- ودول من أهل البلد؛ يعني تعرفهم؟
راشد- وهو في حد من اهل البلد يقدر يعمل كده؟ ده انا كنت أوريهم شغلهم.
عبدالحكيم في ضيق- أتق ربنا؛ دول لولاهم كنت زمانك مع الأموات؛ مش دول إللي نقولك للمستشفي ولا لأ؟
ولا يستطيع "راشد" الرد لأنه كان علي خطأ وقد أهان أهل البلد حتي بعد أن ساعدوه وقلوه إلي المستشفي؛
ولكن المثل يقول "الطبع غلاب".
وسأله رشدي- هل ضاع منك شئ أو سرق غير الفلوس؟
وظهر التردد والريبة علي وجه "راشد"؛ وقد لاحظوا جميعاً هذا التردد والريبه ولكنه قال لهم مفيش
حاجة غير الفلوس.
وهم يقولون هل انت متأكد من ذلك وهو يقول نعم.
وبعدما تركوه وذهبوا وبعدما تركوه وذهبوا إلي البيت تاكد لديهم سوء نيته وانهم فعلوا ذلك
في الوقت المناسب
.

وفي بيت عبدالحكيم يدخل عليه الحاج حنفي تاجر الفاكهة وسلما علي بعضهما فكانت العلاقة ليست فقط
علاقة بائع ومشتري بل كانت علاقة صداقة ايضاً؛ وتناولا طعام الغداء مع بعضهما ثم أخبره "عبدالحكيم" أنه
يريده في شئ مهم وسر في نفس الوقت
ويرد عليه الحاج حنفي- قول وأعرف تماماً ان سرك في بير.
ويقوم عبدالحكيم ويغلق باب الغرفة التي يجلس فيها ويقول له هايزك توصل رساله لشخص بنفسك ولنفسه.
ويتسأل الحاج حنفي- مين الشخص ده ؟
عبدالحكيم- رساله إلي واحد أسمه "حامد" والرسالة ده مش مكتوبه أنت إللي اتقولها بلسانك
الحاج حنفي- يعني زي ما بيقولوا رسالة شفهيه
عبدالحكيم- بالضبط.
الحاج حنفي- وإيه الرسالة ده؟
عبدالحكيم- راشد وزينب عرفوا مكانك في مصر خد بالك.
ويتسأل الحاج حنفي- وأقول الرسالة ديه منك؟
ويتردد عبدالحكيم- أيوه وقول له كمان أني معاه مش ضده.
الحاج حنفي وهو يستعد للخروج- خلاص اعتبر الرسالة وصلت بس أديني أسمه وعنوانه.
وكان عبدالحكيم لا يعرف أسم"حامد" بالكامل ولكنه عرفه من الواد "مصليحي" وأعطاه للحاج حنفي ؛
وقال عبدالحكيم الرسالة ديه لازم توصل اول ما توصل مصر وترد علي.
ويقول له الحاج حنفي اطمن كل إللي عاوزه هيحصل.

ويذهب "حنفي" إلي العنوان الذي أعطاه إياه"عبدالحكيم" ووسال عن "حامد" ولكنه كان ليس موجود
وقيل له أنه ذهب لأنهاء بعض الأعمال وانه سياتي بسرعة؛ وانتظره الحاج حنفي قرابه الساعتين؛ وعندما
أتي "حامد" اخبرة زملائه ان هذا الرجل وأشار الي "حنفي" ينتظره من ساعتين تقريباً؛ وأندهش
"حامد" وأضطرب ودخل الشك إلي قلب ه وتقدم نحو"حنفي" وما أن رائه "حنفي" حتي بادره
بالسؤال أنت حامد؟
ويرد حامد بتردد- أيوه انا حامد؛ انت مين وعاوز إيه؟
الحاج حنفي- أنا مين مش مهم؛ عاوز إيه عاوز اوصلك رسالة.
ويندهش حامد- رسالة.... رسالة إيه؟
حنفب- رسالة بتقولك أن راشد وزينب عرفوا مكانك في مصر خد بالك.
وتتغير معالم "حامد"كلها ويرتعد جسده لسماع ذلك ويكاد يسقط علي الأرض ولكنه تماسك وقال
للحاج حنفي- انت مين إللي بعتك؟
ويرد الحاج حنفي- عبدالحكيم مهران وبيقولك هو معاك مش ضدك
واراد "حامد" أن يتاكد من ذلك وقال للحاج حنفي – وانا منين أعرف ان "عبدالحكيم" هو إللي بعتك.
الحاج حنفي- مكن تتصل به وتتاكد بفسك.
ولكن حامد- قال لا انا اتاكد بنفسي؛ وعلي العموم تشكر علي توصيلك الرسالة.
ويذهب "حامد" إلي البيت وتراه "فاطمة" وتساله؛ ويخبرها بالرسالة وهي الآخري ترتعد
وخيم الصمت علي الاثنين ولا يعرفان ماذا يفعلان