Wednesday, January 16, 2008

القرار الصعب

تتحدث اليه كأنه امامها جالساً معها يُحدثها وتُحدثه... تضحك ويضحك...تبكي ويبكي.

ممسكه بصورته في يديها في لوم وحسرة.. كأنها تقول لما فعلت هذا بي..ماذا جنينت لكي تفعل

بي هكذا...هل لم أقم بواجبي تجاهك كما ينبغي؟.. وإذا لم اقم لما لم تقول لي؟.. قم بمعاتبتي.

.قل لي لما لا تفعلي هكذا...لا تتركني هكذا بدون كلمة عتاب.

ويمتلكها حالة هيسترية من البكاء المصحوب بالنحيب كالذي فقد اغلي ما يملك أو عزيز عليه قد فقده.

وبدات تقول لنفسها أيفعل المال هكذا بصاحبيه؟ يجعله يترك أحبائه ويذهب لغيرهم بلا مقدما

ت أو اي شئ اخر؛ لماذا حين يملك الشخص المال يتنلسي كل الاشخاص الذين وقفوا بجانبيه

. لماذا تركني بعدما عانيت معه حتي اصبح ما عليه الان؛ لما لم يقدرني حق القدر؛

لماذا لم يراعي مشاعري لماذا لم يهتم بهذا كله؛ هل المال قد أعمي بصرة؟ ..

.جعله لا يري الا نفسه فقط.

هل اصبحت بلا فائده الأن؟.. هل اصبحت لا اليق به وبمركزة الجديد؟!.

لماذا لم يقدرني الان؛ أليس انا التي وقفت معه في اصعب الظروف وتحملت وعانيت

معه كل الشقاء والعناء؛ لماذا غدر بي هكذا؟.. لماذا تركني..

لماذا ذهب بعيد عني انني احببته بل عشقته؛ فبعد أن اصبح يملك المال يتغير

هكذا تجاهي وذهب إلي واحده ؛ ماذا ستقدم له هل عانت مثل ما عانيت.

أني الان حبيسه تلك الصورة التي لا تفارق يدي مطلقاً لا اقدر علي فراقها... لا أدري لماذا؟

وعلي الرغم من ذلك يقول أنه يحبني ولا يستطيع فراقي فكيف ذلك يحبني ويذهب الي اخري

فاذا كان يحبني لماذا ذهب اليها وتركني ...لماذا يشعر بهذا الان؛ يشعر بأنه يحبني حينما

طلبت منه ان يفارقني؛ لماذا الانسان لا يشعر بقيمة الشئ الا عندما يقترب ان يفقده؟!.

أأتركه كما تركني هو ...أأطلب منه الأنفصال كي أريح قلبي من عناء التفكير..أتركه حتي لا أفكر

به ثانياً؟.

ولكن لا ..لا أستطيع ذلك... لا اتحمل فراقه؛ أني احبه نعم احبه بل عشقته؛ لقد اخترته

من بين الذين تقدموا للزواج مني؛ لقد احسست بعاطفه تجذبني نحوه...لا أدري لماذا هو بالذات؛

ما الذي جذبني نحوه؛ هو ذلك الشئ الذي لا يترك أي انسان؛ يجري في عروقه مجري الدم في

العروق؛أنه ذلك الحب... نعم انه الحب أحببته من اول نظرة له مني.

عشت معه في سعادة عندما كان يكافح ليبني نفسه ويحقق طموحه وذاته.

ولكن عساي ان افعل بعدما تركني هكذا؟.

ولكني ساتخذ قراري بما لا يجرح مشاعري كأمراه لا تريد ان تشاركها امراة اخري في زوجها؛ سأحطم قلبي من اجل كرامتي؛ سانسي الحب سانسي هذه الكلمه نهائياً؛

أصبح لا يوجد حب في هذا الزمان الذي
اصبح يقاس كل شئ فيه بامادة وليس الحب.

هذا هو قراري ولن أكترث بما سيفعل هو؛ اريد راحتي كما أرادها هو.

سأتركه مع امراته الاخري.. كي يعيش حياته الباقيه وسأنصرف نا الي حياتي هي الاخري.

وليسامحه الله علي ما فعل بي.

وسأقول لنفسي من يحب شخص يتمني له السعاده في حياته.

Saturday, January 12, 2008

كم عشت

كم عشتُ أسألُ: أين وجــــــــهُ بــــلادي

أين النخيلُ وأيـن دفءُ الــوادي

لاشيء يبدو في السَّمـَــاءِ أمـامنــــــــــا

غيرُ الظـلام ِوصــورةِ الجــلاد

هو لا يغيبُ عن العيــــــــون ِكأنــــــــه

قدرٌٌ .. كيوم ِ البعــثِ والميــــلادِ

قـَدْ عِشْتُ أصْــــرُخُ بَينـَكـُمْ وأنـَـــــادي

أبْنِي قـُصُورًا مِنْ تِـلال ِ رَمَـــادِ

أهْفـُـو لأرْض ٍلا تـُسـَـــاومُ فـَرْحَتـِــــي

لا تـَسْتِبيحُ كـَرَامَتِي .. وَعِنَــادِي

أشْتـَـاقُ أطـْفـَـــــالا ً كـَحَبــَّاتِ النـَّــــدَي

يتـَرَاقصُونَ مَـعَ الصَّبَاح ِالنـَّادِي

أهْـــفـُــــو لأيـَّـام ٍتـَـوَارَي سِحْــرُهَـــــا

صَخَبِ الجـِيادِ.. وَفرْحَةِ الأعْيادِ

اشْتـَقـْــــتُ يوْمـًا أنْ تـَعـُــودَ بــِــــلادِي

غابَتْ وَغِبْنـَا .. وَانـْتهَتْ ببعَادِي

فِي كـُلِّ نَجْــم ٍ ضَــلَّ حُلـْـــٌم ضَائـِـــــع ٌ

وَسَحَابَــة ٌ لـَبسـَـتْ ثيــَـابَ حِدَادِ

وَعَلـَي الـْمَدَي أسْـرَابُ طـَيــر ٍرَاحِــــل ٍ

نـَسِي الغِنَاءَ فصَارَ سِـْربَ جَرَادِ

هَذِي بِلادٌ تـَاجَـــرَتْ فــِـي عِرْضِهـــَــا

وَتـَفـَـرَّقـَتْ شِيعًا بـِكـُـــلِّ مَـــزَادِ

لـَمْ يبْقَ مِنْ صَخَبِ الـِجيادِ سِوَي الأسَي

تـَاريخُ هَذِي الأرْضِ بَعْضُ جِيادِ

فِي كـُلِّ رُكـْن ٍمِنْ رُبــُــوع بـِـــــلادِي

تـَبْدُو أمَامِي صـُورَة ُالجــَــــلادِ

لـَمَحُوهُ مِنْ زَمَن ٍ يضَاجـِــعُ أرْضَهَـــا

حَمَلـَتْ سِفـَاحًا فـَاسْتبَاحَ الـوَادِي

لـَمْ يبْقَ غَيرُ صـُـرَاخ ِ أمـْــس ٍ رَاحـِـل ٍ

وَمَقـَابـِر ٍ سَئِمَتْ مـِــنَ الأجْـــدَادِ

وَعِصَابَةٍ سَرَقـَتْ نـَزيــفَ عُيـُـونِنـَــــا

بـِالقـَهْر ِ والتـَّدْليـِس ِ.. والأحْقـَادِ

مَا عَادَ فِيهَا ضَوْءُ نـَجْــــم ٍ شـَــــــاردٍ

مَا عَادَ فِيها صَوْتُ طـَير ٍشـَـــادِ

تـَمْضِي بـِنـَا الأحْزَانُ سَاخِــــرَة ًبـِنـَــا

وَتـَزُورُنـَا دَوْمــًا بـِـلا مِيعــَـــادِ

شَيءُ تـَكـَسَّرَ فِي عُيونـِــــي بَعْدَمَـــــا

ضَاقَ الزَّمَانُ بـِثـَوْرَتِي وَعِنَادِي

أحْبَبْتـُهَا حَتـَّي الثـُّمَالـَـــــة َ بَينـَمـَــــــا

بَاعَتْ صِبَاهَا الغـَضَّ للأوْغـَــادِ

لـَمْ يبْقَ فِيها غَيـرُ صُبْــح ٍكـَـــــــاذِبٍ

وَصُرَاخ ِأرْض ٍفي لـَظي اسْتِعْبَادِ

لا تـَسْألوُنـِي عَنْ دُمُـوع بــِــــــلادِي

عَنْ حُزْنِهَا فِي لحْظةِ اسْتِشْهَادِي

فِي كـُلِّ شِبْر ٍ مِنْ ثـَرَاهـَا صَــرْخَـــة ٌ

كـَانـَتْ تـُهَرْولُ خـَلـْفـَنـَا وتـُنَادِي

الأفـْقُ يصْغُرُ .. والسَّمَــاءُ كـَئِيبـَـة ٌ

خـَلـْفَ الغُيوم ِأرَي جـِبَالَ سَـوَادِ

تـَتـَلاطـَمُ الأمْوَاجُ فـَــوْقَ رُؤُوسِنـَــــــا

والرَّيحُ تـُلـْقِي للصُّخُور ِعَتـَادِي

نَامَتْ عَلـَي الأفـُق البَعِيـــدِ مَلامــــــحٌ

وَتـَجَمَّدَتْ بَينَ الصَّقِيـِع أيـــَـــادِ

وَرَفـَعْتُ كـَفـِّي قـَدْ يرَانـِي عَاِبـــــــــرٌ

فرَأيتُ أمِّي فِي ثِيـَــابِ حـِـــــدَادِ

أجْسَادُنـَا كـَانـَتْ تـُعَانـِـــقُ بَعْضَهـَــــا

كـَوَدَاع ِ أحْبَــابٍ بــِــلا مِيعـَــادِ

البَحْرُ لـَمْ يرْحَمْ بَـرَاءَة َعُمْرنـَـــــــــا

تـَتـَزاحَمُ الأجْسَادُ .. فِي الأجْسَادِ

حَتـَّي الشَّهَادَة ُرَاوَغـَتـْنــِي لـَحْظـَــة ً

وَاستيقـَظـَتْ فجْرًا أضَاءَ فـُؤَادي

هَذا قـَمِيـصـِـــي فِيهِ وَجْــــهُ بُنـَيتــِي

وَدُعَاءُ أمي .."كِيسُ"مِلـْح ٍزَادِي

رُدُّوا إلي أمِّي القـَمِيـــصَ فـَقـَـدْ رَأتْ

مَالا أرَي منْ غـُرْبَتِي وَمُـرَادِي

وَطـَنٌ بَخِيلٌ بَاعَنــي فـــــي غفلـــــةٍ

حِينَ اشْترتـْهُ عِصَابَة ُالإفـْسَـــادِ

شَاهَدْتُ مِنْ خـَلـْفِ الحُدُودِ مَوَاكِبــًـا

للجُوع ِتصْرُخُ فِي حِمَي الأسْيادِ

كـَانـَتْ حُشُودُ المَوْتِ تـَمْرَحُ حَوْلـَنـَا

وَالـْعُمْرُ يبْكِي .. وَالـْحَنِينُ ينَادِي

مَا بَينَ عُمْـــــر ٍ فـَرَّ مِنـِّي هَاربـــــًـا

وَحِكايةٍ يزْهـُــو بـِهـَـــا أوْلادِي

عَنْ عَاشِق ٍهَجَرَ البـِلادَ وأهْلـَهـــــــَـــا

وَمَضي وَرَاءَ المَال ِوالأمْجـَـــادِ

كـُلُّ الحِكـَايةِ أنَّهـــَـــا ضَاقـَتْ بـِنـَـــــا

وَاسْتـَسْلـَمَتَ لِلــِّـصِّ والقـَـــوَّادِ!

في لـَحْظـَةٍ سَكـَنَ الوُجُودُ تـَنـَاثـَـــرَتْ

حَوْلِي مَرَايا المَوْتِ والمِيـَـــلادِ

قـَدْ كـَانَ آخِرَ مَا لـَمَحْتُ عـَلـَي الـْمَـدَي

وَالنبْضُ يخْبوُ .. صُورَة ُالجـَلادِ

قـَدْ كـَانَ يضْحَـكُ وَالعِصَابَة ُحَوْلـَــــــهُ

وَعَلي امْتِدَادِ النَّهْر يبْكِي الوَادِي

وَصَرَخْتُ ..وَالـْكـَلِمَاتُ تهْرَبُ مِنْ فـَمِي:

هَذِي بـِلادٌ .. لمْ تـَعُـــدْ كـَبـِلادِي

كتبها فاروق جويده