Friday, October 24, 2008

النهاية

24-الموافقة

خلاص يا محسن عبدالفتاح وابنه هيعيشوا في أمان بعد كده
ويندهش محسن- يعني إيه مش فاهم؟
عماد- يعني انا كنت عند عائلة عبدالمجيد وقابلت أخواته وأخوات زينب واتفقت معهم علي كل حاجة.
محسن- اتفقتوا علي غيه ما تفهمني؟
عماد- عبدالفتاح يقدم كفنه
ويندهش محسن أكثر- يقدم كفنه والناس ده وافقت بسهوله علي كده؟
عماد- أيوه لأنهم في الاساس مش عاوزين التأر
محسن- مادام مش عاوزين التأر ليه عبدالفتاح يروح لحد عندهم ويقدم كفنه؟
عماد- علشان في أتنين من عندهم عاوزين التأر؛ فلما عبدالفتاح يروح يقدم كفنه وسط أهل البلد كلهم
يبقي خلاص الموضوع انتهي

محسن- طيب الأتنين دول مش هيفكروا يعملوا حاجة؟
عماد- لا ما اعتقدشي؛ لأن عبدالحكيم كبير عيلتهم مرتب كل حاجة.
محسن- طيب عبدالفتاح هيوافق علي حكاية الكفن ديه؟
عماد- أكيد هيوافق؛ ده مش أكيد ده لأزم.

ويقابل عماد حامد وفاطمة مرة أخري ويحكي لهم ماذا حدث وإلي أين وصل معهم وهم لا ينطقون
بكلمة واحدة.

وينظر حامد إلي فاطمة ويقول لها- إيه رأيك يا أم حسن؟
وهي في حيرةمن أمرها لا تعرف ماذا تقول ولكنها قالت انها موافقتها ليست مهمة المهم موافقة عبدالفتاح
لأنه هو صاحب هذا الموضوع.

ولكن عماد يسألها- طيب إيه رأيك انتي؟
وترد فاطمة- أنا بصراحة نفسي أرجع البلد تاني؛ أنا تعبت وعايزة أرتاح وعايزة أبني يتربي
وسط أهل وبلده

ويقول عماد- يعني موافقة.. كويس؛ وأنت يا حامد.
ويقول حامد- إي حاجة فيها خير ومصلحة لصحبي عبدالفتاح وأبنه أنا موافق عليها.
ويبتسم عماد- خلاص مش باقي الإ عبدالفتاح نروح نزوره في السجن ونحاول نقنعه كلنا.
وفي داخل السجن يحاول عماد وحامد اقناع عبدالفتاح بقبول فكرة الكفن وهو متردد وفاطمة لا تتكلم
بل صامتة ولكتها فاجأه تنفجر في البكاء الشديد والكل ينظراليها لماذا تبكي هكذا ويقول لها عبدالفتاح
أنتي بتبكي ليه؟

وتقول- ببكي علي حالنا سنين طويلة عيشتها بعيد عن البلد وانت في السجن؛ وأبنك بيتربي بعيد
عنك وعن اهله؛ وأبوك وأمك...ماتوا وأنت في السجن

وينظر إليها عبدالفتاح ويصرخ في وجهها أنتي بتقولي إيه
وهي تقول وهي مستمرة في البكاء- زي ما بقولك أبوك وأمك ماتوا وأنت في السجن
وهو يبكي- محدش قالي ليه؛ وينظر إلي حامد مقلتليش ليه؛ وماتوا من أمتي؟
ويقول حامد- تقريباًمن سنة
عبدالفتاح- سنة!.. بقالهم سنة ميتين ومحدش يقولي.
وتقول فاطمة- مرضينياش نقولك وقلنا كفاية إللي أنت فيه.
ويقول عماد- مش ان الأوان بقي أنك توافق علي الأقل تروح تزور قبرهم؛ فكر في الموضوع فكر
في أهم حاجة مصلحة أبنك وحياته وإحنا هنسيبك دلوقتي بس لازم الرد يجئ بسرعة.

وفي داخل الزنزانة يجلس عبدالفتاح سرحان ويبكي علي وفاة والديه دون أن يحضر دفنهما ولا أن
ياخذ عزائهما وير اه مسعد هكذا ويحاول أن يتكلم معه ولكن بلا جدوي فهو ثائر ولا يريد أن يتكلم مع أحد؛
ويفكر ماذا يفعل أيوافق أم يرفض.

ويحاول ان ينام ولكن لا يستطيع السنوات الماضية تاتي إلي مخليته كشريط السينما والده يضرب
وهو يسرق
وهو يقتل وهو يسمع أن والديه ماتوا؛ كلها امور مرت امامه كشريط السينما لا يستطيع التفكير ؛
كأنما عقله
رفض التفكير؛ ومر يومان او ثلاثة علي هذا الحال لا جديد وهو ينتظرون الرد ويريدون
ينتهي هذا
الموضوع سريعاً.

ويذهب اليه عماد ليرأه ولكنه يعلم أنه في حاله غير جيدة تماماً لا يريد التكلم إلي احد؛ ولكن عماد يصر علي
أن يراه لأن الوقت يمر سريعاً.

ويراه عماد وبدأ يكلمه وكأنما يكلم نفسه لا يرد عليه ولا يشاركه في الكلام وعماد لا يستسلم لهذا بل يُصر
علي ذلك؛ وقاطعه عبدالفتاح خلاص أنا موافق بشرط تضمن لي حياتي وحياة أبني.

ويتردد عماد- بس أنت عارف الحاجات ده محدش يقدر يضمنها؛ بس أوعدك اننا نعمل كل إللي نقدر عليه
ويقول عبدالفتاح- خلاص شوف أمتي نقدر نروح البلد وأنا جاهز
عماد- أول ما تخلص الترتيبات اللازمة هنروح علي طول.
ويذهب عماد إلي حامد ليخبره أن عبدالفتاح قد وافق؛ وأنه ذاهب إلي البلد لكي يرتب كل شئ هناك.
ويكلب منه حامد أن يذهب معه ولكن عماد رفض وفضل أن يبقي هذه المرة علي أن يذهب عندما يذهب
عبدالفتاح.

ويذهب عماد إلي البلد ليخبر عبدالحكيم.
وفي خلال يومين قد أُعد كل شئ؛ عبدالحكيم رتب مع مدير الأمن هذا الأمر لأنه أيشاً لا يضمن زينب
ولا راشد
حتي وهو علي الفراش.

وعماد جهز كل المور اللازمة لذهاب عبدالفتاح إلي هناك ؛ إذاً لا يبقي سوي أن يرجع عبدالفتاح
إلي البلد
مرة أخري بعد غياب عشر سنوات عنها ويُقدم كفنه.



25- البلد مرة أخري.

وقبل الموعد الذي يصل إليه عبدالفتاح إلي البلد ليقدم كفنه يُحدث في البلد جلبة وتجهيزات غير عادية
في البلد مأمور المركز يتفقد الترتيبات بنفسه ومعه عبدالحكيم يرتب كل شئ حتي يمرهذا اليوم بأمان.

وفي المقابل كان راشد يسأل ماذا يحدث وهو لا يستطيع الحركة بسبب قدميه المكسورتين ويسأل خادمة الشحات
ويتردد الشحات في أن يخبره؛ ولكن راشد صرخ في وجه ويخبره الشحات بأن الواد مصباح بيقول أن تعبد
الفتاح متولي جئ البلد يقدم كفنه علشان كده البلد كلها وقفه علي رجل.

ويغضب راشد غضباً شديداً لدرجة أن عيناه أصبحت كلها شر وغضب وعلي الفور ذهب الشحات من
وجهه خوفاً من غضبه ومن ان يبطش به.

ولكن راشد حتي وهو في حالته تلك لا يكف عن التفكير في هذا الثأر بل صمم علبيه أكثر من الأول؛
بل قال لنفسه أنه سيضرب عبدالفتاح بالنار وسط أهل البلد كلها ولن يوقفه حتي البوليس؛ وعلي الجانب
الأخر في بيت زينب هي الأخري تسأل وتتردد أيضاً سيده في أخبرها فانها مريضة حزينة علي ابنها
ولا تريدها أن تحزن اكثر إذا عرفت ولكن وسط الحاحها أخبرتها سيده.

ولكن علي عكس ما توقعته سيده فقد توقعت ثورة غضب وهذا ما لم يحدث بل سكتت ولم تنطق بكلمة.
هل هذا هو السكوت الذي يسبق العاصفة؛ أم سيكون الرضا بالأمر الواقع.
وعلي الجانب الأخر عبدالحكيم ورشدي وإسماعيل وكامل يبذلون أقصي جهدهم لانجاح الأمر دون
أزعاج من راشد وزينب.

ولكنهم توقعوا بأنهملم يفعلوا شيئاً وخصوصاً وأن ميدر الأمن سيحضر بنفسه.
تُري هل توقعهم صحيح؛ أم ماذا سيحدث؟
وأتي اليوم الموعود والكل في انتظار قدوم عبدالفتاح عبدالحكيم البلد كلها؛ الكل في ترقب.
ويأتي عبدالفتاح إلي البلد مرة اخري ومعه زوجته وابنه وصديقيه حامد وعماد وايضاً محسن الذي
لم يدع هذه الفرصة تفوته.

وبدأ ينظر عبدالفتاح الي الوجوه التي عرفها وعرفته من سنين وإلي البلد وإلي حالها والكل ينظر
اليه ويترقبون ماذاسيحدث.

وكان أول طلب طلبه عبدالفتاح هو زيارة قبر والديه ليقرأ لهما الفاتحة ويترحم علي روحمهما؛ وذهب
إلي هناك وبكي بحرارة وبحرقة شديدة وبدأ وكأنه يحدثهما ويطلب منهما السماح وأن يعذروه فيما فعل.

وبعد ذلك ذهب إلي بيت عبدالحكيم بأعتباره كبير العائلة فهو الذي سيتقبل الكفن من عبدالفتاح وكان بجواره
رشدي وكامل وإسماعيل ومعتز.

الكل في ترقب يبتظرون هذه اللحظة.

ويأتي عبدالفتاح ويستقبله عبدالحكيم بترحاب شديد لم يكن يتوقعه عبدالفتاح وسلم الأبناءعلي بعضهم
معتز وحسن.

وسلم عبدالفتاح كفنه إلي عبدالحكيم أمام اهل البلد كلهم؛ إلإ شخصيات لم يكونوا موجودين وسط
اهل البلد؛ تُري أين ذهبوا في ذلك اليوم الذي كانوا ينتظرون فيه رؤيه عبدالفتاح وابنه

راشد صمم ان يأخذ بثأره ولو وسط رجال البوليس واهل البلد كلهم وهذا ما يريد فعله؛ فتسلل خلسه إلي
مكان يستطيع فيه رؤي ه عبدالفتاح وابنه ولم تمنعه قدميه علي فعل ذلك الأمر؛ في البداية كان يريد ابن
عبدالفتاح والأن يريد الأثنين؛ وكل هذا والكل سعيد بهذا اليوم؛ عاد عبد الفتاح؛ أصبح لا يوجد ثأر؛ حسن
يمكنه الأن البقاء في البلد هو وامه وكل هذا ولا يدرون ماذا يخطط لهم القدر مع رشاد الأهوج العصبي ولا نبالغ إذا وصف بالغباء.

وزينب سيطر عليها أحساس الأمومة وفقدانها لأبنها جعلها لا تفكر في شئ غيره.
وكانت مفاجئه للجميع ان تأتي وتقول لهم انها أختارت ابنها؛ وقالت لهم انها لا تريد ان تفقده كما فقد زوجها.
والجميع كانوا يتمنون حضور راشد ولكنه لم يحضر.
وحان موعد رحيل عبدالفتاح من البلد ليعودإلي السجن ؛ سلم عليه الجميع وتصافحت
زينب وفاطمة.

ولكن وسط كل هذه الفرحة دوت صوت طلقة نار واصابت.......


26- النهاية.

دوي صوت الطلق الناري في الأسماع وكأنها قنبله أنفجرت أو زلازل هز الجميع. فأسرع
الجميع ليروا من اطلق النار لأن عبدالحكيم كان محذر من أطلاق النار فدخل في نفسه الشك تجاه
راشد فذهبوا......... لكن أقدامهم تسمرت وذهلت العقول وجحظت العيون وبدا الجميع في البكاء لأنهم
وجدوا طفل صغير في حدود العاشرة من العمر أصيب بهذا الطلق وأن الرصاصة قد قضيت عليه؛ وأمسك
رجال البوليس براشد لأنه لم يستطع الهرب بسبب قدميه وهو في حالة فزع زهلع لأنه لا يصدق ما فعل
لقد قتل.. قتل.. أبن اخيه "معتز" بدلاً من ان يقتل ابن عبدالفتاح لقد خانته يديه وعُمي قلبه وبصره
فبدلاً من ان يقتل ابن عبدالفتاح يقتل معتز.

وزينب في حالة ذهول تام وتحضتن أبنها وهي لا تنطق بكلمة واحدة.
وعبدالفتاح يحضن ابنه بشده هو وزوجته ويحمدان ربهما أن نجي ابنهما من هذا الشخص.
وأنفجرت زينب في بكاء هيستري وتردد كلمات غير مفهومة وتقول أن معتز لم يمت ابني عايش
هيقوم دلوقتي بصوا قوم يا معتز قوم خليهم يشوفوا أنك لسه عايش.

والجميع واقفون يضربون كف علي كف
هذا هو القدر؛ قدر زينب بأن يموت زوجها مقتولاً وايضاً يموت ابنها مقتولا وليس علي يد شخص
غريب بل علي يد عمه الذي امتلي بالحقد والكراهية.

ومدير الأمن يقول لعبدالحكيم اعذرني لازم اخد راشد ديه قضية قتل وانا مقدرش
اتغاضي عنها

ويقول عبدالحكيم – شوف شغلك حضرتك؛ بس انا عاوز اقوله كلمتين
مدير الأمن- اتفضل
وينظر عبدالحكيم إلي راشد وهو ساخط منه- ده نهاية تفكيرك الغبي تقتل ابن أخوك وتخلي امه تتجنن عليه؛
استفدت إيه من ده كله دلوقتي اتقضي بقيت عمرك في السجن تدفع ثمن تهورك وغبائك

ويقول راشد وهو يبكي- كفايه يا عبدالحكيم كفاية أعمل معروف
عبدالحكيم- دلوقتي بتقول كفاية؛ ودلوقتي بتبكي كان فين الكلام ده من الأول كان فين.

وأخيراً يا عبدالفتاح انتهيت من الكابوس ده
عبدالفتاح بفرحة- اخيراً يا استاذ عماد انتهيت وخلاص ابني دلوقتي يقدر يعيش في أمان ويقدر يروح
البلد في أي وقت يحبة

ويبتسم عماد- ل يك عندي مفاجاة
ويندهش عبدالفتاح- مفاجأة إيه؟
عماد- انا قدمت طلب لوزارة الداخلية علشان يفرجوا عنك بعد3/4 المدة وانت بالذات حسن
السير والسلوك

عبدالفتاح بفرحة- بجد يا استاذ عماد
عماد- أيوه وهم دلوقتي بيدرسوا الطلب
عبدالفتاح- انا مش عارف أشكرك إزاي انت وقفت معاي كتير انا مش عارف أودي جمايلك
ديه كلها فين

عماد- جمايل إيه يا راجل وهو في بين الصحاب جمايل.

وأخيراً يا محسن الموضوع خلص
محسن- خلص والحمد لله؛ دلوقتني أنت اكيد عايز اجازة شهر ترتاح فيها من كل المتاعب
إللي شفتها.

عماد- أنت بتقول فيها أنا فعلاً عايز اجازة أرتاح فيها؛ بس المهم في الموضوع ده كله ان كل واحد اخد
جزائه ودفع تمن غلطته.

عبدالفتاح: دفع تمن غلطة السرقة والقتل
راشد: دفع تمن غبائه وعناده بأنه قتل ابن اخيه معتز
زينب: هي أيضاً دفعت التمن بموت ابنها لما فكرت تقتل ابن عبدالفتاح؛ علي الرغم من انها تصعب
علي الواحد دلوقتي
.

محسن- جري ايه يا عم عماد انت لسه بتفكر في الموضوع انسي بقي.
عماد- عندك حق يلا ياعم أديني مفتاح شقة السكندرية أروح ارتاح
فيها شويه

Saturday, October 11, 2008

الثمن 11

22- المقابلة.

ويأخذ "عماد" الخطاب من "عبدالفتاح" وبهذا الخطاب سيرد "حامد" علي جميع تساؤلات "عماد"؛
ولكن "عماد" لم يذهب مباشراً غلي "حامد" بل سيذهب إلي بيت صديقه "محسن" ليخبره
بما يحدث وقد تفائل "محسن" قليلاً ولكنه ةأظهر قلقاً من "حامد" حيث من الممكن ان يشك في "عماد"؛
وعماد لم يكذب هذا القلق بل شاركه فيه؛ ولكنه أراد أن يجازف وعلي راي المثل-ــ ياصابت يا خابت-ــ
وأراد "محسن" ان يذهب مع "عماد" لمقابلة "حامد" ولكنه رفض وفضل ان يذهب لوحده لمقابلته.


وفي بيت "حامد" جلس هو و"فاطمة" يفكران في هذه الرسالة ومدي جديتها وماذا سيفعلان.
وقالت فاطمة- اسمع يا حامد المكتوب مفيش من مفر.
حامد بدهشه- يعني إيه؟
فاطمة- يعني أنروح فين تاني؛ كفاية سبنا البلد وأهلنا وجينا علي هنا؛ وحسن أتربي هنا وسط الناس ديه
وبقي واحد منهم؛ ولما نمشي أنقوله إيه؟

حامد بأستنكار- يعني نقعد نستني قدرنا.
فاطمة بضيق- قول أنت نعمل إيه؟
ولكن حامد لا يرد علي السؤال لأنه فعلاً لا يدري ماذا يفعل؛ وفاطمة تُلح عليه بهذا السؤال وهو كل ما عليه
يقول لا أعرف…لا أعرف؛ وصمت الأثنين ولكن قطع صمتهما هذا طرقات علي الباب الشقة وذهب
حامد ليفتح الباب فإذا به واحد من جيرانهم يقول له أن هناك شخص يريده ويسأل عليه.

ويرد حامد علي جاره وهو يتغلثم في الكلام- مين الشخص ده؛ وعاوز إيه؟
ويشير جاره ‘لي عماد؛ ويدعوه حامد إلي الدخول وهو متخوف منه هو وفاطمة.
ولاحظ عماد ذلك التخوف والقلق منه؛ ولكنه يعلم أن هذا سيحدث ولكنه لم يبالي وقال لهما ان معه خطاب
من عبدالفتاح وأظهره لحامد وفتح الجواب وبدأ يقرأ بصوت مرتفع وفيه:

صديقي العزيز حامد…
"الشخص الذي معه الجواب شخص موثوق فيه وهو الأستاذ"عماد" وهو صحفي وأنا أعرف ذلك؛ وهو
يريد منك بعض الأجابات علي بعض الأسئله فساعده علي ذلك؛ وسلمني علي زوجتي وعلي ابني حسن..

اخوك عبدالفتاح"
وبعدما قرأ "حامد" الجواب قالت فاطمة- أنت بقي الأستاذ عماد.
ويرد عماد- أيوه انا الأستاذ عماد.
وتقول فاطمة- عبدالفتاح بيحبك قوي وبيثق فيك لدرجة أن هو بعت معاك جواب
عماد بابتسامه خفيفة- الحمد لله علي كده.
فاطمة- المهم أنت عايز إيه؟
- زي ما قال الجواب.
ويقول حامد- أسئلة إيه إللي أنت عايز عليها إجابات؟
وتقوم فاطمة لتخرج من الغرفة ولكن عماد طلب منها البقاء
وتقول فاطمة بضيق- وأنت عايز مني إيه؛ أنت عايز حامد مش عاوزني.
ويرد عماد- يمكن أعوزك؛ علشان كده أنا بأطلب منك أنك تبقي معانا.
وتجلس فاطمة وهي تكاد تختنق من الضيق.
ويبدأ عماد في الكلام ويقول لهم- أنا تقريباً عرفت كل حاجة عن عبدالفتاح سبب دخوله السجن وحياته
قبل السجن كانت إزاي؛ بس ناقص بعض الأمورإللي عايزه توضيح؛ وأتوضح منك انت يا حامد.

وحامد بدهشه- من انا؛ مش فاهم؟
عماد- عبدالفتاح لما كان بيسرق المواشي أنت إللي كنت بتصرفاه صح.
وينظر إليه حامد ولا يرد.
ويكمل عماد- التجار غللي كانوا بيشتروا منك كانوا بيخدوا المواشي من غير ما يسألوا
حامد- بص يا أستاذ"عماد" أكيد عبدالفتاح قال لك أني كنت أعرف ناس كتير وعلاقتي بهم كويسه
وكانت في ثقة بينا.

ويقاطعه عماد- يعني كده كان مفيش حد بيسأل
حامد باستنكار- هو لو كان حد بسال كان زماني مع عبدالفتاح في السجن.؛ وبعدين أنا كنت ببيع لتجار
أعرفهم قوي علشان ما يسألوش وكان زيادة في الحرص كنت بقول أنا مجرج وسيط.

عماد- وكانوا بيصدقوا؟
حامد- كان المهم عندي يأخدوا المواشي واخد الفلوس.
عماد- طيب المواشي إللي كان عبدالفتاح بيسرقها ويخليك تبعها ما كنش في لجنه او كمين
شرطة في السكة.

حامد- عبدالفتاح كان بيجيب المواشي قرب الفجر وكان سوق المواشي علي بعد ساعتين تقريباً من البلد؛
يعني لو مشيت الفجر محدش يأخد باله ولا حتي كمين ولا لجنه؛ وربك كان بيسترها؛ وبعدين الواحد ماكنش
بيسرق كل يوم علشان الأمور ما تنفضحش.

ويقول عماد- طيب عبدالفتاح كان بيسرق لوحده؛ ولا كان معاه حد ؟
ويرد حامد- الله أعلم.
عماد في ضيق- ونعم بالله؛ بس إزاي واحد لوحده يسرق كل ده من غير ما حدج يساعده.
وتقاطعه فاطمة وتقول له- لا كان في واحد بيساعده.
وعماد بلهفه- مين هو يا ست فاطمة.
وعلي الرغم من عماد يعلم ولكنه يريد ان يتأكد من ان زوجته تعلم شئ لاخر أم لأ
وترد فاطمة- واحد من المطاريد
وبدأ عماد يوجهه حديثه إلي فاطمة- يعني يا ست فاكمة أنتي كنتي عارفة كل حاجة
فاطةة بمرارة- إيوة…
عماد- وسكتي طيب ليه
فاطمة- مش عارفة ما قدرتش امنعه؛ كان مصمم علي كل حاجةبيعملها؛ انا كنت كل ليلية يخرج فيها بحس
أن هو مش هيرجع تاني؛ كنت ببقي مرعوبه وخايفة عليه وحاولت كتير معاه وبالذات لما قالي أن
واحد من المطاريد بيساعده.

ويقاطعها عماد- يعني حامد كان فاكر ان عبدالفتاح كان شغال لوحده.
فاطمة- مش كده.
عماد بتساؤل- طيب إزاي؟
فاطمة- ما رضيش يقول له أن واحد من المطاريد بيساعده؛ كان عاوز حامد ما يعرفش مين بيساعده.
عماد موحهاً حديثه إلي حامد- وانت يا حامد ما حاولتش مرة تسألهخ مين بيساعده؟
حامد- حاولت بس كان بيقولي واحد مش مهم تعرفه؛ يعني كان بتهرب من سؤاليمكن التعامل معهي.
عماد- وانت يا يت فاطمة في الليله إللي خرج فيها يسرق "عبدالمجيد" ليه سبتيه يخرج
فاطمة وهي تبكي- ما قدرتش أمنعه كان عايز ياخد بتار أبوه غللي انضرب قدام أهل البلد كلها؛ وقال لي
لو حصلي حاجة حامد هيتصرف.

ويقاطعها حامد بخزن- أنا حاولت امنعه كمان بس كان مصمم؛ والبلد كلها عارفة أن في واحد من المطاريد
بيحميه؛ بس ما كنشي في فيده من الكلام؛ وقالي لو اتخرت عليك أكتر من ربع ساعة أمشي علي طول

ويقول عماد- وهو خرجك من القضية كلها علشان تحمي مراته وابنه
حامد بمرارة- أيوه…أيوه
ويسأل عماد- طيب مفيش حد من عائله عبدالمجيد عرفوا مكانكم
حامد- لا عرفوا مكاننا
عماد باستغراب- إزاي!
حامد- مش مهم إزاي المهم عرفواز
وطرأ علي ذهن حامد أن يرسل عماد إلي البلد ليتأكد من صحة الرسالة التي وصلته؛ وتردد حامد ولكنه يتشجع-
أسمع يا استاذ عماد طالما أن عبدالفتاح وثق فيك ممكن انا كمان أثق فيك

عماد- أكيد ممكن تثق في
حامد- إللي قالي أن اتنين من عائله عبدالمجيد عرفوا مكاننا واحد من عائله عبدالمجيد نفسها أخوهم الكبير
"عبدالحكيم"

ويندهش عماد- أن الأخ الكبير يحذر حامد من أخوة
ولكن حامد قطع أندهاشه وقال له أن عبدالحكيم مختلف تماماً عن اخوه عبدالمجيد وراشد؛ وأنا عايز
ك تتأكد من صحة الكلام ده ممكن..

عماد بدون نتردد فقد اتت الفرصة للذهاب إلي البلد بسبب قوي من وجهه نظره فوافق عماد علي الفور؛
وقد قرر مساعة عبدالفتاح؛ طالما ان عبدالحكيم مختلف فيمكن التعامل والتفاهم معه.

وسافر عماد إلي بلد عبدالفتاح ليلتقي عبدالحكيم.
فهل سينجح فيما يسعي إليه؛ أم سيفشل في ذلك؟


23-عماد والصلح.

وتري فاطمة حامد وهو يحدث نفسه ولا يردري بوجودها وكان يقول لنفسه هل سينجح في أقناعهم بتقبل
كفن عبدالفتاح ونسيان الثأر نهائياً أم سيرفضوا؛ لكن فاطمة لم تطق أن تراه هكذا فنادت عليه حامد...حامد.
ويفزع حامد ويخرج من سرحانه هذا وهو يقول لها- إيه في حاجة حصلت؟
وتقول له- انت إللي في إيه وكنت سرحان في إيه؟
ويلوح حامد بيده- لا مفيش حاجة
وهي تقول- لا أكيد في حاجة تخليك كده.
ويقول حامد- بصراحة إيوه في حاجة لو حصلت كل حاجة هترجع لمكانها الصح ونعيش في أمان.
وفاطمة باستغراب- حاجة إيه ديه؟
حامد- لا مش وقته لما تحصل اتفرحك قوي؛ أنا متأكد من كده.

وسافر عماد إلي البلد وفي عقله كثير من المخاوف من هذه المقابلة وأول شخص قابلة سأله عن بيت
عبدالحكيم مهران؛ ودله هذا الشخص علي البيت.
ودخل عماد البيت وأنتظر عبدالحكيم.
وذهب مصباح ليخبر سيده أن هناك شخص من مصر يريد مقابلته في حاجة مهمة؛ وعبدالحكيم يقول
له من هو يا مصباح ومصباح يرد ما قلش أسمه وقال ان هو عاوزك بنفسك.
عبدالحكيم- خلاص روح أنت وانا جي وراك.
ويقول عبدالحكيم لنفسه من الرجل ده وعاوز مني إيه علشان يجئ من مصر لحد هنا.
ويدخل عبدالحكيم علي عماد ويسلم عليه ويرحب به.
عماد- أهلاًبك
عبدالحكيم- الواد مصباح قالي أنت عاوزني خير ان شاء الله.عماد- كل خير انا جئ من طرف
"حامد" أكيد تعرفة
وعبد الحكيم بتساؤل- حامد مين يا أستاذ
ويبتسم عماد- ليك حق تقلق مني بس انا أديك أمارة علي كده الراجل إللي بعته بالرسالة لــ"حامد"
اقتاله أن الرساله ايتاكدوا منها.
ويبتسم عبدالحكيم- انت بقي إللي جي تتاكد من الرسلة.
ويرد عماد- إيوه انا.
عبد الحكيم- نتعرف ببعض الأول.
ويعرفه عماد علي نفسه وعلي مهنته.
ويستغرب عبدالحكيم ويندهش- وحامد عرفك منين
ويرد عماد- عرفني عن طريق صاحبه
عبدالحكيم- صاحبه مين.
عماد- عبدالفتاح متولي.
ويندهش عبدالحكيم- عبدالفتاح... انت تعرف عبدالفتاح؟
عماد- أيوة أعرفه.
عبدالحكيم- تعرفه إزاي
عماد- مش مهم إزاي المهم في إللي أنا جئ علشانه
عبدالحكيم- وأنت جئ في إيه؟
عماد- في كل خير أن شاء الله؛ بص يا عبدالحكيم بيه أنا عرفت وسمعت عنك كل خير وأنت
راجل عاقل وكبير عائلتك.
ويشكره عبدالحكيم.
ويكمل عماد- عايزين نخلص من الموضوع ده
وعبدالحكيم بدهشه- موضوع إيه؟
عماد- موضوع التار؛ خلاص عبدالفتاح أخد جزائه علي إللي عمله وكفاية ان أبنه اتربي بعيد عنه
وعايش بعيد عن أهله وبلده.
عبدالحكيم- في غير كده.
ويسأل عماد- إيه تاني؟
عبدالحكيم- أبوه وأمه ماتوا وهو تقريباً معرفش.
ويرد عماد- ده أكيد لأنه مجبش سيرة خالص عن موت أبوه وأمه وده عقاب تاني.
عبدالحكيم- بص يا أستاذ عماد الكلام ده لأزم يكون في ناس تاني معانا؛ أحنا نتغدي الأول وبعد
كده نكمل كلامنا لحد ما الناس تجئ.
ويسأل عماد- ناس مين تاني؟
عبدالحكيم- أخويا إسماعيل وأخوات زينب كامل ورشدي.
ويظهر القلق علي وجه عماد ولكن عبدالحكيم في أبتسامه يقول له أطمن دول زي تمام.
وبعت عبدالحكيم مصباح لينادي عليهم؛ وعلي الفور أتي الثلاثة ووجدوا عماد وعرفهم به عبدالحكيم.
وبدأ عماد الكلام وشرح ماذا يريد؛ يريد الصلح والتنازل عن الثأر وكفايه إللي قضاه عبدالفتاح
في السجن وضياع عمره كله في السجن وبعدين هو دفع ثمن غلطته إيه ذنب أبنه يدفع ثمن
غلطة معملهاش ابوه هو إللي عملها وبعدين انتم ممكن تقبلوا كفنه.
وينظر الأربعة إلي بعضهم وفجأة ينفجرون في الضحك وعماد ينظر إليهم ويندهش ويقول لنفسه
هو كلامه في حاجة تضحك للدرجة ديه ولا إيه إللي حصل.
ويقول له رشدي- إيه إللي يخليك تقول الكلام ده؟
عماد- أحساس أن طفل برئ معملش إي حاجة ممكت يقتل في إي لحظه وأحساس بأن واحد أعترف
بغلطته وأخد عقابه ودفع عمره ثمن وأبوه وأمه ماتوا من غير ما يشفهم.
ويقاطعه عبدالحكيم- يبقي أنت وحامد مفهمتوش الرسالة أنا قلت زينب وراشد في حد من إللي
قاعد قدامك أسمه زينب ولا راشد.
وينظر إليهم عماد ولا يستطيع الرد
ويقول كامل- بص يا استاذ أحنا مش عاوزين التار ده والكلام إللي انت قلتله كله مضبوط كفايه
إللي شافه عبدالفتاح.
عماد- أنتم مش عاوزين؛ طيب زينب وراشد
ويقول عبدالحكيم- أحنا ممكن نخليهم قدام الأمر الواقع؛ بمعني إحنا موافقين علي حكاية الكفن وأنا
شخصياً مستعد أروح لمدير الأمن وأدبر معاه الموضوع ده
ويكما إسماعيل- اما بالنس به لراشد هو دلوقتي مقدرش يتحرك من السرير علشان رجليه التنين
في الجبس؛ وزينب زيه في السرير زعلانه علي أبنها إللي معانا دلوقتي.
وعماد بدهشة- يعني إيه معاكم.
ويرد كامل- يعني زي ما بيقولوا ورقة ضغط؛ تبطل تفكر في التار ابنها يرجعها غير كده
مش اتشوف ابنها
ويقول عبدالحكيم- ده كل إللي عملناه الباقي عليك أنت تقنع عبدالفتاح وتخليه يوافق وأحنا
هنرتب كل حاجة
ويقول عماد بثقة- تأكدوا تماماً أن عبدالفتاح هيوافق
رشدي- خلاص نستني منك تليفون عاشان نرتب الموضوع.