24-الموافقة
خلاص يا محسن عبدالفتاح وابنه هيعيشوا في أمان بعد كده
ويندهش محسن- يعني إيه مش فاهم؟
عماد- يعني انا كنت عند عائلة عبدالمجيد وقابلت أخواته وأخوات زينب واتفقت معهم علي كل حاجة.
محسن- اتفقتوا علي غيه ما تفهمني؟
عماد- عبدالفتاح يقدم كفنه
ويندهش محسن أكثر- يقدم كفنه والناس ده وافقت بسهوله علي كده؟
عماد- أيوه لأنهم في الاساس مش عاوزين التأر
محسن- مادام مش عاوزين التأر ليه عبدالفتاح يروح لحد عندهم ويقدم كفنه؟
عماد- علشان في أتنين من عندهم عاوزين التأر؛ فلما عبدالفتاح يروح يقدم كفنه وسط أهل البلد كلهم
يبقي خلاص الموضوع انتهي
محسن- طيب الأتنين دول مش هيفكروا يعملوا حاجة؟
عماد- لا ما اعتقدشي؛ لأن عبدالحكيم كبير عيلتهم مرتب كل حاجة.
محسن- طيب عبدالفتاح هيوافق علي حكاية الكفن ديه؟
عماد- أكيد هيوافق؛ ده مش أكيد ده لأزم.
ويقابل عماد حامد وفاطمة مرة أخري ويحكي لهم ماذا حدث وإلي أين وصل معهم وهم لا ينطقون
بكلمة واحدة.
وينظر حامد إلي فاطمة ويقول لها- إيه رأيك يا أم حسن؟
وهي في حيرةمن أمرها لا تعرف ماذا تقول ولكنها قالت انها موافقتها ليست مهمة المهم موافقة عبدالفتاح
لأنه هو صاحب هذا الموضوع.
ولكن عماد يسألها- طيب إيه رأيك انتي؟
وترد فاطمة- أنا بصراحة نفسي أرجع البلد تاني؛ أنا تعبت وعايزة أرتاح وعايزة أبني يتربي
وسط أهل وبلده
ويقول عماد- يعني موافقة.. كويس؛ وأنت يا حامد.
ويقول حامد- إي حاجة فيها خير ومصلحة لصحبي عبدالفتاح وأبنه أنا موافق عليها.
ويبتسم عماد- خلاص مش باقي الإ عبدالفتاح نروح نزوره في السجن ونحاول نقنعه كلنا.
وفي داخل السجن يحاول عماد وحامد اقناع عبدالفتاح بقبول فكرة الكفن وهو متردد وفاطمة لا تتكلم
بل صامتة ولكتها فاجأه تنفجر في البكاء الشديد والكل ينظراليها لماذا تبكي هكذا ويقول لها عبدالفتاح
أنتي بتبكي ليه؟
وتقول- ببكي علي حالنا سنين طويلة عيشتها بعيد عن البلد وانت في السجن؛ وأبنك بيتربي بعيد
عنك وعن اهله؛ وأبوك وأمك...ماتوا وأنت في السجن
وينظر إليها عبدالفتاح ويصرخ في وجهها أنتي بتقولي إيه
وهي تقول وهي مستمرة في البكاء- زي ما بقولك أبوك وأمك ماتوا وأنت في السجن
وهو يبكي- محدش قالي ليه؛ وينظر إلي حامد مقلتليش ليه؛ وماتوا من أمتي؟
ويقول حامد- تقريباًمن سنة
عبدالفتاح- سنة!.. بقالهم سنة ميتين ومحدش يقولي.
وتقول فاطمة- مرضينياش نقولك وقلنا كفاية إللي أنت فيه.
ويقول عماد- مش ان الأوان بقي أنك توافق علي الأقل تروح تزور قبرهم؛ فكر في الموضوع فكر
في أهم حاجة مصلحة أبنك وحياته وإحنا هنسيبك دلوقتي بس لازم الرد يجئ بسرعة.
وفي داخل الزنزانة يجلس عبدالفتاح سرحان ويبكي علي وفاة والديه دون أن يحضر دفنهما ولا أن
ياخذ عزائهما وير اه مسعد هكذا ويحاول أن يتكلم معه ولكن بلا جدوي فهو ثائر ولا يريد أن يتكلم مع أحد؛
ويفكر ماذا يفعل أيوافق أم يرفض.
ويحاول ان ينام ولكن لا يستطيع السنوات الماضية تاتي إلي مخليته كشريط السينما والده يضرب
وهو يسرق
وهو يقتل وهو يسمع أن والديه ماتوا؛ كلها امور مرت امامه كشريط السينما لا يستطيع التفكير ؛
كأنما عقله
رفض التفكير؛ ومر يومان او ثلاثة علي هذا الحال لا جديد وهو ينتظرون الرد ويريدون
ينتهي هذا
الموضوع سريعاً.
ويذهب اليه عماد ليرأه ولكنه يعلم أنه في حاله غير جيدة تماماً لا يريد التكلم إلي احد؛ ولكن عماد يصر علي
أن يراه لأن الوقت يمر سريعاً.
ويراه عماد وبدأ يكلمه وكأنما يكلم نفسه لا يرد عليه ولا يشاركه في الكلام وعماد لا يستسلم لهذا بل يُصر
علي ذلك؛ وقاطعه عبدالفتاح خلاص أنا موافق بشرط تضمن لي حياتي وحياة أبني.
ويتردد عماد- بس أنت عارف الحاجات ده محدش يقدر يضمنها؛ بس أوعدك اننا نعمل كل إللي نقدر عليه
ويقول عبدالفتاح- خلاص شوف أمتي نقدر نروح البلد وأنا جاهز
عماد- أول ما تخلص الترتيبات اللازمة هنروح علي طول.
ويذهب عماد إلي حامد ليخبره أن عبدالفتاح قد وافق؛ وأنه ذاهب إلي البلد لكي يرتب كل شئ هناك.
ويكلب منه حامد أن يذهب معه ولكن عماد رفض وفضل أن يبقي هذه المرة علي أن يذهب عندما يذهب
عبدالفتاح.
ويذهب عماد إلي البلد ليخبر عبدالحكيم.
وفي خلال يومين قد أُعد كل شئ؛ عبدالحكيم رتب مع مدير الأمن هذا الأمر لأنه أيشاً لا يضمن زينب
ولا راشد
حتي وهو علي الفراش.
وعماد جهز كل المور اللازمة لذهاب عبدالفتاح إلي هناك ؛ إذاً لا يبقي سوي أن يرجع عبدالفتاح
إلي البلد
مرة أخري بعد غياب عشر سنوات عنها ويُقدم كفنه.
25- البلد مرة أخري.
وقبل الموعد الذي يصل إليه عبدالفتاح إلي البلد ليقدم كفنه يُحدث في البلد جلبة وتجهيزات غير عادية
في البلد مأمور المركز يتفقد الترتيبات بنفسه ومعه عبدالحكيم يرتب كل شئ حتي يمرهذا اليوم بأمان.
وفي المقابل كان راشد يسأل ماذا يحدث وهو لا يستطيع الحركة بسبب قدميه المكسورتين ويسأل خادمة الشحات
ويتردد الشحات في أن يخبره؛ ولكن راشد صرخ في وجه ويخبره الشحات بأن الواد مصباح بيقول أن تعبد
الفتاح متولي جئ البلد يقدم كفنه علشان كده البلد كلها وقفه علي رجل.
ويغضب راشد غضباً شديداً لدرجة أن عيناه أصبحت كلها شر وغضب وعلي الفور ذهب الشحات من
وجهه خوفاً من غضبه ومن ان يبطش به.
ولكن راشد حتي وهو في حالته تلك لا يكف عن التفكير في هذا الثأر بل صمم علبيه أكثر من الأول؛
بل قال لنفسه أنه سيضرب عبدالفتاح بالنار وسط أهل البلد كلها ولن يوقفه حتي البوليس؛ وعلي الجانب
الأخر في بيت زينب هي الأخري تسأل وتتردد أيضاً سيده في أخبرها فانها مريضة حزينة علي ابنها
ولا تريدها أن تحزن اكثر إذا عرفت ولكن وسط الحاحها أخبرتها سيده.
ولكن علي عكس ما توقعته سيده فقد توقعت ثورة غضب وهذا ما لم يحدث بل سكتت ولم تنطق بكلمة.
هل هذا هو السكوت الذي يسبق العاصفة؛ أم سيكون الرضا بالأمر الواقع.
وعلي الجانب الأخر عبدالحكيم ورشدي وإسماعيل وكامل يبذلون أقصي جهدهم لانجاح الأمر دون
أزعاج من راشد وزينب.
ولكنهم توقعوا بأنهملم يفعلوا شيئاً وخصوصاً وأن ميدر الأمن سيحضر بنفسه.
تُري هل توقعهم صحيح؛ أم ماذا سيحدث؟
وأتي اليوم الموعود والكل في انتظار قدوم عبدالفتاح عبدالحكيم البلد كلها؛ الكل في ترقب.
ويأتي عبدالفتاح إلي البلد مرة اخري ومعه زوجته وابنه وصديقيه حامد وعماد وايضاً محسن الذي
لم يدع هذه الفرصة تفوته.
وبدأ ينظر عبدالفتاح الي الوجوه التي عرفها وعرفته من سنين وإلي البلد وإلي حالها والكل ينظر
اليه ويترقبون ماذاسيحدث.
وكان أول طلب طلبه عبدالفتاح هو زيارة قبر والديه ليقرأ لهما الفاتحة ويترحم علي روحمهما؛ وذهب
إلي هناك وبكي بحرارة وبحرقة شديدة وبدأ وكأنه يحدثهما ويطلب منهما السماح وأن يعذروه فيما فعل.
وبعد ذلك ذهب إلي بيت عبدالحكيم بأعتباره كبير العائلة فهو الذي سيتقبل الكفن من عبدالفتاح وكان بجواره
رشدي وكامل وإسماعيل ومعتز.
الكل في ترقب يبتظرون هذه اللحظة.
ويأتي عبدالفتاح ويستقبله عبدالحكيم بترحاب شديد لم يكن يتوقعه عبدالفتاح وسلم الأبناءعلي بعضهم
معتز وحسن.
وسلم عبدالفتاح كفنه إلي عبدالحكيم أمام اهل البلد كلهم؛ إلإ شخصيات لم يكونوا موجودين وسط
اهل البلد؛ تُري أين ذهبوا في ذلك اليوم الذي كانوا ينتظرون فيه رؤيه عبدالفتاح وابنه
راشد صمم ان يأخذ بثأره ولو وسط رجال البوليس واهل البلد كلهم وهذا ما يريد فعله؛ فتسلل خلسه إلي
مكان يستطيع فيه رؤي ه عبدالفتاح وابنه ولم تمنعه قدميه علي فعل ذلك الأمر؛ في البداية كان يريد ابن
عبدالفتاح والأن يريد الأثنين؛ وكل هذا والكل سعيد بهذا اليوم؛ عاد عبد الفتاح؛ أصبح لا يوجد ثأر؛ حسن
يمكنه الأن البقاء في البلد هو وامه وكل هذا ولا يدرون ماذا يخطط لهم القدر مع رشاد الأهوج العصبي ولا نبالغ إذا وصف بالغباء.
وزينب سيطر عليها أحساس الأمومة وفقدانها لأبنها جعلها لا تفكر في شئ غيره.
وكانت مفاجئه للجميع ان تأتي وتقول لهم انها أختارت ابنها؛ وقالت لهم انها لا تريد ان تفقده كما فقد زوجها.
والجميع كانوا يتمنون حضور راشد ولكنه لم يحضر.
وحان موعد رحيل عبدالفتاح من البلد ليعودإلي السجن ؛ سلم عليه الجميع وتصافحت
زينب وفاطمة.
ولكن وسط كل هذه الفرحة دوت صوت طلقة نار واصابت.......
26- النهاية.
دوي صوت الطلق الناري في الأسماع وكأنها قنبله أنفجرت أو زلازل هز الجميع. فأسرع
الجميع ليروا من اطلق النار لأن عبدالحكيم كان محذر من أطلاق النار فدخل في نفسه الشك تجاه
راشد فذهبوا......... لكن أقدامهم تسمرت وذهلت العقول وجحظت العيون وبدا الجميع في البكاء لأنهم
وجدوا طفل صغير في حدود العاشرة من العمر أصيب بهذا الطلق وأن الرصاصة قد قضيت عليه؛ وأمسك
رجال البوليس براشد لأنه لم يستطع الهرب بسبب قدميه وهو في حالة فزع زهلع لأنه لا يصدق ما فعل
لقد قتل.. قتل.. أبن اخيه "معتز" بدلاً من ان يقتل ابن عبدالفتاح لقد خانته يديه وعُمي قلبه وبصره
فبدلاً من ان يقتل ابن عبدالفتاح يقتل معتز.
وزينب في حالة ذهول تام وتحضتن أبنها وهي لا تنطق بكلمة واحدة.
وعبدالفتاح يحضن ابنه بشده هو وزوجته ويحمدان ربهما أن نجي ابنهما من هذا الشخص.
وأنفجرت زينب في بكاء هيستري وتردد كلمات غير مفهومة وتقول أن معتز لم يمت ابني عايش
هيقوم دلوقتي بصوا قوم يا معتز قوم خليهم يشوفوا أنك لسه عايش.
والجميع واقفون يضربون كف علي كف
هذا هو القدر؛ قدر زينب بأن يموت زوجها مقتولاً وايضاً يموت ابنها مقتولا وليس علي يد شخص
غريب بل علي يد عمه الذي امتلي بالحقد والكراهية.
ومدير الأمن يقول لعبدالحكيم اعذرني لازم اخد راشد ديه قضية قتل وانا مقدرش
اتغاضي عنها
ويقول عبدالحكيم – شوف شغلك حضرتك؛ بس انا عاوز اقوله كلمتين
مدير الأمن- اتفضل
وينظر عبدالحكيم إلي راشد وهو ساخط منه- ده نهاية تفكيرك الغبي تقتل ابن أخوك وتخلي امه تتجنن عليه؛
استفدت إيه من ده كله دلوقتي اتقضي بقيت عمرك في السجن تدفع ثمن تهورك وغبائك
ويقول راشد وهو يبكي- كفايه يا عبدالحكيم كفاية أعمل معروف
عبدالحكيم- دلوقتي بتقول كفاية؛ ودلوقتي بتبكي كان فين الكلام ده من الأول كان فين.
وأخيراً يا عبدالفتاح انتهيت من الكابوس ده
عبدالفتاح بفرحة- اخيراً يا استاذ عماد انتهيت وخلاص ابني دلوقتي يقدر يعيش في أمان ويقدر يروح
البلد في أي وقت يحبة
ويبتسم عماد- ل يك عندي مفاجاة
ويندهش عبدالفتاح- مفاجأة إيه؟
عماد- انا قدمت طلب لوزارة الداخلية علشان يفرجوا عنك بعد3/4 المدة وانت بالذات حسن
السير والسلوك
عبدالفتاح بفرحة- بجد يا استاذ عماد
عماد- أيوه وهم دلوقتي بيدرسوا الطلب
عبدالفتاح- انا مش عارف أشكرك إزاي انت وقفت معاي كتير انا مش عارف أودي جمايلك
ديه كلها فين
عماد- جمايل إيه يا راجل وهو في بين الصحاب جمايل.
وأخيراً يا محسن الموضوع خلص
محسن- خلص والحمد لله؛ دلوقتني أنت اكيد عايز اجازة شهر ترتاح فيها من كل المتاعب
إللي شفتها.
عماد- أنت بتقول فيها أنا فعلاً عايز اجازة أرتاح فيها؛ بس المهم في الموضوع ده كله ان كل واحد اخد
جزائه ودفع تمن غلطته.
عبدالفتاح: دفع تمن غلطة السرقة والقتل
راشد: دفع تمن غبائه وعناده بأنه قتل ابن اخيه معتز
زينب: هي أيضاً دفعت التمن بموت ابنها لما فكرت تقتل ابن عبدالفتاح؛ علي الرغم من انها تصعب
علي الواحد دلوقتي.
محسن- جري ايه يا عم عماد انت لسه بتفكر في الموضوع انسي بقي.
عماد- عندك حق يلا ياعم أديني مفتاح شقة السكندرية أروح ارتاح
فيها شويه
خلاص يا محسن عبدالفتاح وابنه هيعيشوا في أمان بعد كده
ويندهش محسن- يعني إيه مش فاهم؟
عماد- يعني انا كنت عند عائلة عبدالمجيد وقابلت أخواته وأخوات زينب واتفقت معهم علي كل حاجة.
محسن- اتفقتوا علي غيه ما تفهمني؟
عماد- عبدالفتاح يقدم كفنه
ويندهش محسن أكثر- يقدم كفنه والناس ده وافقت بسهوله علي كده؟
عماد- أيوه لأنهم في الاساس مش عاوزين التأر
محسن- مادام مش عاوزين التأر ليه عبدالفتاح يروح لحد عندهم ويقدم كفنه؟
عماد- علشان في أتنين من عندهم عاوزين التأر؛ فلما عبدالفتاح يروح يقدم كفنه وسط أهل البلد كلهم
يبقي خلاص الموضوع انتهي
محسن- طيب الأتنين دول مش هيفكروا يعملوا حاجة؟
عماد- لا ما اعتقدشي؛ لأن عبدالحكيم كبير عيلتهم مرتب كل حاجة.
محسن- طيب عبدالفتاح هيوافق علي حكاية الكفن ديه؟
عماد- أكيد هيوافق؛ ده مش أكيد ده لأزم.
ويقابل عماد حامد وفاطمة مرة أخري ويحكي لهم ماذا حدث وإلي أين وصل معهم وهم لا ينطقون
بكلمة واحدة.
وينظر حامد إلي فاطمة ويقول لها- إيه رأيك يا أم حسن؟
وهي في حيرةمن أمرها لا تعرف ماذا تقول ولكنها قالت انها موافقتها ليست مهمة المهم موافقة عبدالفتاح
لأنه هو صاحب هذا الموضوع.
ولكن عماد يسألها- طيب إيه رأيك انتي؟
وترد فاطمة- أنا بصراحة نفسي أرجع البلد تاني؛ أنا تعبت وعايزة أرتاح وعايزة أبني يتربي
وسط أهل وبلده
ويقول عماد- يعني موافقة.. كويس؛ وأنت يا حامد.
ويقول حامد- إي حاجة فيها خير ومصلحة لصحبي عبدالفتاح وأبنه أنا موافق عليها.
ويبتسم عماد- خلاص مش باقي الإ عبدالفتاح نروح نزوره في السجن ونحاول نقنعه كلنا.
وفي داخل السجن يحاول عماد وحامد اقناع عبدالفتاح بقبول فكرة الكفن وهو متردد وفاطمة لا تتكلم
بل صامتة ولكتها فاجأه تنفجر في البكاء الشديد والكل ينظراليها لماذا تبكي هكذا ويقول لها عبدالفتاح
أنتي بتبكي ليه؟
وتقول- ببكي علي حالنا سنين طويلة عيشتها بعيد عن البلد وانت في السجن؛ وأبنك بيتربي بعيد
عنك وعن اهله؛ وأبوك وأمك...ماتوا وأنت في السجن
وينظر إليها عبدالفتاح ويصرخ في وجهها أنتي بتقولي إيه
وهي تقول وهي مستمرة في البكاء- زي ما بقولك أبوك وأمك ماتوا وأنت في السجن
وهو يبكي- محدش قالي ليه؛ وينظر إلي حامد مقلتليش ليه؛ وماتوا من أمتي؟
ويقول حامد- تقريباًمن سنة
عبدالفتاح- سنة!.. بقالهم سنة ميتين ومحدش يقولي.
وتقول فاطمة- مرضينياش نقولك وقلنا كفاية إللي أنت فيه.
ويقول عماد- مش ان الأوان بقي أنك توافق علي الأقل تروح تزور قبرهم؛ فكر في الموضوع فكر
في أهم حاجة مصلحة أبنك وحياته وإحنا هنسيبك دلوقتي بس لازم الرد يجئ بسرعة.
وفي داخل الزنزانة يجلس عبدالفتاح سرحان ويبكي علي وفاة والديه دون أن يحضر دفنهما ولا أن
ياخذ عزائهما وير اه مسعد هكذا ويحاول أن يتكلم معه ولكن بلا جدوي فهو ثائر ولا يريد أن يتكلم مع أحد؛
ويفكر ماذا يفعل أيوافق أم يرفض.
ويحاول ان ينام ولكن لا يستطيع السنوات الماضية تاتي إلي مخليته كشريط السينما والده يضرب
وهو يسرق
وهو يقتل وهو يسمع أن والديه ماتوا؛ كلها امور مرت امامه كشريط السينما لا يستطيع التفكير ؛
كأنما عقله
رفض التفكير؛ ومر يومان او ثلاثة علي هذا الحال لا جديد وهو ينتظرون الرد ويريدون
ينتهي هذا
الموضوع سريعاً.
ويذهب اليه عماد ليرأه ولكنه يعلم أنه في حاله غير جيدة تماماً لا يريد التكلم إلي احد؛ ولكن عماد يصر علي
أن يراه لأن الوقت يمر سريعاً.
ويراه عماد وبدأ يكلمه وكأنما يكلم نفسه لا يرد عليه ولا يشاركه في الكلام وعماد لا يستسلم لهذا بل يُصر
علي ذلك؛ وقاطعه عبدالفتاح خلاص أنا موافق بشرط تضمن لي حياتي وحياة أبني.
ويتردد عماد- بس أنت عارف الحاجات ده محدش يقدر يضمنها؛ بس أوعدك اننا نعمل كل إللي نقدر عليه
ويقول عبدالفتاح- خلاص شوف أمتي نقدر نروح البلد وأنا جاهز
عماد- أول ما تخلص الترتيبات اللازمة هنروح علي طول.
ويذهب عماد إلي حامد ليخبره أن عبدالفتاح قد وافق؛ وأنه ذاهب إلي البلد لكي يرتب كل شئ هناك.
ويكلب منه حامد أن يذهب معه ولكن عماد رفض وفضل أن يبقي هذه المرة علي أن يذهب عندما يذهب
عبدالفتاح.
ويذهب عماد إلي البلد ليخبر عبدالحكيم.
وفي خلال يومين قد أُعد كل شئ؛ عبدالحكيم رتب مع مدير الأمن هذا الأمر لأنه أيشاً لا يضمن زينب
ولا راشد
حتي وهو علي الفراش.
وعماد جهز كل المور اللازمة لذهاب عبدالفتاح إلي هناك ؛ إذاً لا يبقي سوي أن يرجع عبدالفتاح
إلي البلد
مرة أخري بعد غياب عشر سنوات عنها ويُقدم كفنه.
25- البلد مرة أخري.
وقبل الموعد الذي يصل إليه عبدالفتاح إلي البلد ليقدم كفنه يُحدث في البلد جلبة وتجهيزات غير عادية
في البلد مأمور المركز يتفقد الترتيبات بنفسه ومعه عبدالحكيم يرتب كل شئ حتي يمرهذا اليوم بأمان.
وفي المقابل كان راشد يسأل ماذا يحدث وهو لا يستطيع الحركة بسبب قدميه المكسورتين ويسأل خادمة الشحات
ويتردد الشحات في أن يخبره؛ ولكن راشد صرخ في وجه ويخبره الشحات بأن الواد مصباح بيقول أن تعبد
الفتاح متولي جئ البلد يقدم كفنه علشان كده البلد كلها وقفه علي رجل.
ويغضب راشد غضباً شديداً لدرجة أن عيناه أصبحت كلها شر وغضب وعلي الفور ذهب الشحات من
وجهه خوفاً من غضبه ومن ان يبطش به.
ولكن راشد حتي وهو في حالته تلك لا يكف عن التفكير في هذا الثأر بل صمم علبيه أكثر من الأول؛
بل قال لنفسه أنه سيضرب عبدالفتاح بالنار وسط أهل البلد كلها ولن يوقفه حتي البوليس؛ وعلي الجانب
الأخر في بيت زينب هي الأخري تسأل وتتردد أيضاً سيده في أخبرها فانها مريضة حزينة علي ابنها
ولا تريدها أن تحزن اكثر إذا عرفت ولكن وسط الحاحها أخبرتها سيده.
ولكن علي عكس ما توقعته سيده فقد توقعت ثورة غضب وهذا ما لم يحدث بل سكتت ولم تنطق بكلمة.
هل هذا هو السكوت الذي يسبق العاصفة؛ أم سيكون الرضا بالأمر الواقع.
وعلي الجانب الأخر عبدالحكيم ورشدي وإسماعيل وكامل يبذلون أقصي جهدهم لانجاح الأمر دون
أزعاج من راشد وزينب.
ولكنهم توقعوا بأنهملم يفعلوا شيئاً وخصوصاً وأن ميدر الأمن سيحضر بنفسه.
تُري هل توقعهم صحيح؛ أم ماذا سيحدث؟
وأتي اليوم الموعود والكل في انتظار قدوم عبدالفتاح عبدالحكيم البلد كلها؛ الكل في ترقب.
ويأتي عبدالفتاح إلي البلد مرة اخري ومعه زوجته وابنه وصديقيه حامد وعماد وايضاً محسن الذي
لم يدع هذه الفرصة تفوته.
وبدأ ينظر عبدالفتاح الي الوجوه التي عرفها وعرفته من سنين وإلي البلد وإلي حالها والكل ينظر
اليه ويترقبون ماذاسيحدث.
وكان أول طلب طلبه عبدالفتاح هو زيارة قبر والديه ليقرأ لهما الفاتحة ويترحم علي روحمهما؛ وذهب
إلي هناك وبكي بحرارة وبحرقة شديدة وبدأ وكأنه يحدثهما ويطلب منهما السماح وأن يعذروه فيما فعل.
وبعد ذلك ذهب إلي بيت عبدالحكيم بأعتباره كبير العائلة فهو الذي سيتقبل الكفن من عبدالفتاح وكان بجواره
رشدي وكامل وإسماعيل ومعتز.
الكل في ترقب يبتظرون هذه اللحظة.
ويأتي عبدالفتاح ويستقبله عبدالحكيم بترحاب شديد لم يكن يتوقعه عبدالفتاح وسلم الأبناءعلي بعضهم
معتز وحسن.
وسلم عبدالفتاح كفنه إلي عبدالحكيم أمام اهل البلد كلهم؛ إلإ شخصيات لم يكونوا موجودين وسط
اهل البلد؛ تُري أين ذهبوا في ذلك اليوم الذي كانوا ينتظرون فيه رؤيه عبدالفتاح وابنه
راشد صمم ان يأخذ بثأره ولو وسط رجال البوليس واهل البلد كلهم وهذا ما يريد فعله؛ فتسلل خلسه إلي
مكان يستطيع فيه رؤي ه عبدالفتاح وابنه ولم تمنعه قدميه علي فعل ذلك الأمر؛ في البداية كان يريد ابن
عبدالفتاح والأن يريد الأثنين؛ وكل هذا والكل سعيد بهذا اليوم؛ عاد عبد الفتاح؛ أصبح لا يوجد ثأر؛ حسن
يمكنه الأن البقاء في البلد هو وامه وكل هذا ولا يدرون ماذا يخطط لهم القدر مع رشاد الأهوج العصبي ولا نبالغ إذا وصف بالغباء.
وزينب سيطر عليها أحساس الأمومة وفقدانها لأبنها جعلها لا تفكر في شئ غيره.
وكانت مفاجئه للجميع ان تأتي وتقول لهم انها أختارت ابنها؛ وقالت لهم انها لا تريد ان تفقده كما فقد زوجها.
والجميع كانوا يتمنون حضور راشد ولكنه لم يحضر.
وحان موعد رحيل عبدالفتاح من البلد ليعودإلي السجن ؛ سلم عليه الجميع وتصافحت
زينب وفاطمة.
ولكن وسط كل هذه الفرحة دوت صوت طلقة نار واصابت.......
26- النهاية.
دوي صوت الطلق الناري في الأسماع وكأنها قنبله أنفجرت أو زلازل هز الجميع. فأسرع
الجميع ليروا من اطلق النار لأن عبدالحكيم كان محذر من أطلاق النار فدخل في نفسه الشك تجاه
راشد فذهبوا......... لكن أقدامهم تسمرت وذهلت العقول وجحظت العيون وبدا الجميع في البكاء لأنهم
وجدوا طفل صغير في حدود العاشرة من العمر أصيب بهذا الطلق وأن الرصاصة قد قضيت عليه؛ وأمسك
رجال البوليس براشد لأنه لم يستطع الهرب بسبب قدميه وهو في حالة فزع زهلع لأنه لا يصدق ما فعل
لقد قتل.. قتل.. أبن اخيه "معتز" بدلاً من ان يقتل ابن عبدالفتاح لقد خانته يديه وعُمي قلبه وبصره
فبدلاً من ان يقتل ابن عبدالفتاح يقتل معتز.
وزينب في حالة ذهول تام وتحضتن أبنها وهي لا تنطق بكلمة واحدة.
وعبدالفتاح يحضن ابنه بشده هو وزوجته ويحمدان ربهما أن نجي ابنهما من هذا الشخص.
وأنفجرت زينب في بكاء هيستري وتردد كلمات غير مفهومة وتقول أن معتز لم يمت ابني عايش
هيقوم دلوقتي بصوا قوم يا معتز قوم خليهم يشوفوا أنك لسه عايش.
والجميع واقفون يضربون كف علي كف
هذا هو القدر؛ قدر زينب بأن يموت زوجها مقتولاً وايضاً يموت ابنها مقتولا وليس علي يد شخص
غريب بل علي يد عمه الذي امتلي بالحقد والكراهية.
ومدير الأمن يقول لعبدالحكيم اعذرني لازم اخد راشد ديه قضية قتل وانا مقدرش
اتغاضي عنها
ويقول عبدالحكيم – شوف شغلك حضرتك؛ بس انا عاوز اقوله كلمتين
مدير الأمن- اتفضل
وينظر عبدالحكيم إلي راشد وهو ساخط منه- ده نهاية تفكيرك الغبي تقتل ابن أخوك وتخلي امه تتجنن عليه؛
استفدت إيه من ده كله دلوقتي اتقضي بقيت عمرك في السجن تدفع ثمن تهورك وغبائك
ويقول راشد وهو يبكي- كفايه يا عبدالحكيم كفاية أعمل معروف
عبدالحكيم- دلوقتي بتقول كفاية؛ ودلوقتي بتبكي كان فين الكلام ده من الأول كان فين.
وأخيراً يا عبدالفتاح انتهيت من الكابوس ده
عبدالفتاح بفرحة- اخيراً يا استاذ عماد انتهيت وخلاص ابني دلوقتي يقدر يعيش في أمان ويقدر يروح
البلد في أي وقت يحبة
ويبتسم عماد- ل يك عندي مفاجاة
ويندهش عبدالفتاح- مفاجأة إيه؟
عماد- انا قدمت طلب لوزارة الداخلية علشان يفرجوا عنك بعد3/4 المدة وانت بالذات حسن
السير والسلوك
عبدالفتاح بفرحة- بجد يا استاذ عماد
عماد- أيوه وهم دلوقتي بيدرسوا الطلب
عبدالفتاح- انا مش عارف أشكرك إزاي انت وقفت معاي كتير انا مش عارف أودي جمايلك
ديه كلها فين
عماد- جمايل إيه يا راجل وهو في بين الصحاب جمايل.
وأخيراً يا محسن الموضوع خلص
محسن- خلص والحمد لله؛ دلوقتني أنت اكيد عايز اجازة شهر ترتاح فيها من كل المتاعب
إللي شفتها.
عماد- أنت بتقول فيها أنا فعلاً عايز اجازة أرتاح فيها؛ بس المهم في الموضوع ده كله ان كل واحد اخد
جزائه ودفع تمن غلطته.
عبدالفتاح: دفع تمن غلطة السرقة والقتل
راشد: دفع تمن غبائه وعناده بأنه قتل ابن اخيه معتز
زينب: هي أيضاً دفعت التمن بموت ابنها لما فكرت تقتل ابن عبدالفتاح؛ علي الرغم من انها تصعب
علي الواحد دلوقتي.
محسن- جري ايه يا عم عماد انت لسه بتفكر في الموضوع انسي بقي.
عماد- عندك حق يلا ياعم أديني مفتاح شقة السكندرية أروح ارتاح
فيها شويه
8 comments:
تحياتى
اخيرا النهايه
نهايه منطقيه جدا
ياله اكتب حاجه جديده
تسلم ايدك
حكاية جميلة ومؤثرة بس طويلة شوية
تقبل مرورى ، تحياتى
الحمد لله ان عبد الفتاح فاق من الكابوس ده كابوس راشد والتار هذا الموروث الأعوج للأسف مازال يقطن كثير من نفوس وبيوت عائلات كثيرة في صعيد مصر رغم تعلم الكثير من أبنائه وخروج الصعيد لحياة مختلفة نوعا ما إلا أنه مازال جزء كبير من الصعيد يقع عليه أشد الظلم في حقوقه المهضومة من خدمات وخلافه
تحياتي على قصتك التي أتعبتني في مارثون حوارها المتدفق والساخن
تحياتي
حسن أرابيسك
قصه مشوقه:)
احييك
واعتذر على عدم الرد
اخى . son's Egypt
السلام عليكم
شكرا لزيارتك والتعليق
تحياتى لشخصك الكريم
انت كتبت النهايه ودي كانت النهايه والا ايه
انت فين بطل كسل واكتب لنا حاجه جديده من ابداعاتك
انت حتي مارديتش علي حد
وكمان مارديتش علي تعليقي في البوست السابق للقصه
ارجع احسن لك
المدونه محاصره
Post a Comment