8- في السجن.
بعدما أتفقا"عماد" و "محسن" علي هذه الفكرة بداالخطوات في تنفيذها.
.فذهب الي النائب العام لاخذ التصريح بذلك بعدما شرح له"عماد" الموقف كاملاً و بعدما تأكد النائب
العام
من صدق كلام "عماد" أعطي له التصريح بذلك الأمر؛ حتي يكون وجوده داخل السجن طبيعاً غير
مشكوك فيه.
و في السجن قابل"عماد" مأمور السجن العميد" صالح مختار" في البداية كان المأمور
غير مستريح
لـــ"عماد" .
ولكن "عماد" كشف له عن شخصيته الحقيقيه بأنه صحفي و يقوم بتاليف قصة عن "عبدالفتاح متولي"
و لكن مع مرور الوقت تركة المأمور لحالة و لقصته.
و في المكتبة بدأ"عماد" عملة الجديد اميناً للمكتبة.
كان "حامد" يعمل كهربائياً مع أحد المقاولين وكان في نفس الوقت يملك محلاً لبيع الأدوات الكهربائية؛
وهكذا كان ينفق علي نفسه وعلي "أم حسن" فكان يعمل بالنهار وتجلس هي بالنهار
وهو يجلس باليلاً؛
وهكذا قسموا وقتهم حتي يستطيعوا تدبير نفقات الحياة.
وكان "حسن" كثير السؤال لماذا دخل والده السجن؛ هل فعل شئ؛ أنا منذ ولادتي وجدته في السجن
لا ألقاه إلا لدقائق معدودة.
وكانت أمه تقول له دائماً أنه ظُلم وأنه دخل السجن ظلم؛ وكانت تقول له عندما تكبر سوف تفهم
كل شئ عن هذه الظروف التي نحن فيها؛ وكانت تقول له ذاكر جيداً؛ أريدك شئ مهم
وعندك شهادة
عليا دكتور مهندس؛ ضابط. وكان يقول لها أوعدك يا أمي؛ وحذرته من أن يقول لأحد أن أبوه
في السجن بل مسافر بالخارج للعمل؛ وكانت تكرر ذلك دائماً وفي كل وقت.
وفي الجريدة طلب رئيس التحرير لقاء "محسن" فذهب الساعي يقول لــ"محسن" أن الاستاذ"طاهر"
رئيس التحرير يريد مقلبلته.
فذهب "محسن" علي الفور إلي مكتب رئيس التحرير.
طاهر- ما هو موضوع صديقك "عماد" تاني مرة يطلب أجازة في أقل من شهرين؛ وأنا لولا أني
متاكد أنه يحضر لشئ مهم لمل وافقت علي طلب أجازته.
محسن- تمام يا ريس "عماد" بيحضر شئ مهم جداً.
- تحقيق جديد؟
- لا يا ريس.
- لا؟!
- أيوة؛ بصراحة أنه موضوع قصة جديدة يقوم "عماد" بجمع معلومات عنها.
- قصة؟! ما هي؟
فحكي له "محسن" تفاصيل القصة كلها إلي أن أنتهي إلي فكرة أمين المكتبة بالسجن.
طاهر- فعلاً قصة غربية و إللي عملوا "عماد" أغرب يفعل كل هذا و لا يحدثني بشئ
محسن- ما حضرتك عارف لما يكون "عماد" مشغول بقصة جديدة يحب أن يكملها للنهاية ثم يُحدث
بها للآخرين هذه هي طبيعته.
طاهر- فعلاً طبيعته؛ وعلي كل حال عندما يتصل بك أجعله يتصل بي فوراً مفهوم.
محسن- مفهوم يا ريس.
وفي السجن تأكد "عماد" تماماً من كل ما قال له "علاء عبد الخالق" عن الهدوء وعدم التكلم.
فعندما وجد "عبد الفتاح" رجلاً جديداً بالمكتية تجنبه تماماً و هو يقصد "عماد" فكلما دخل
المكتبة للقراءة أخحذ الكتاب وجلس بعيداً.
وقد مر علي ذلك الأمر أسبوع تقريبا؛ إلي أن لاحظ "عماد" أن هناك رجل يتكلم مع "عبد الفتاح"
كثيراً جداً وتقريباً هذا هو الشخص الوحيد الذي يتكلم معه "عبد الفتاح" في السجن.
فبدأ "عماد" التقرب إليه فيمكن عن طريقه يصل إلي "عبد الفتاح" ويكلمه؛ ورويداً رويداً تقرب "عماد"
إلي "مسعد" هذا الشخص البسيط و استراح "مسعد" إلي "عماد" وكلما تقابلا تحدثا كثيراً؛ ولكن "عماد"
في بداية الأمر لم يسأله علي "عبد الفتاح" بل تكلم معه هو وعرف حكايته وكيف دخل السجن
وحكي له
"مسعد" حكاية كل من يعرفه في السجن و بالطبع حكاية "عبد الفتاح" لم يكن يعرفها جيداً.
وقد لاحظ "عبد الفتاح" أن "مسعد" يجلس كثيراً مع هذا الشخص الجديد فتكلم معه في هذا الموضوع
- لما أراك كثيراً مع هذا الرجل انت تقريباً صاحبته.
- ده راجل زي العسل؛ وكلامه حلو؛ مش متكبر وشايف نفسه؛ شخص عادي جداً.
- شخص عادي أزاي؛ مش فاهم؟
- يتكلم معاك ببساطة جداً؛ ويدخل قلبك عل طول وعلي فكرة هو أمين مكتبة مش عادي؛
بيحب يقرأ كتير زيك؛ وأنت لو تكلمت معاه هتشعر براحة كبيرة جداً.
- أنا أتكلم معاه؛ أنت بتقول أيه؟!
- بقول الحق؛ انت لو أتكلمت معاه هيفهمك أكتر و هيفهم قضيتك؛ وشرد ذهن"عبد الفتاح" يفكر
في هذا الكلام بجدية وبحذر شديد؛ وقد لاحظ"مسعد" هذا الشرود وأعتقد أن "عبدالفتاح"
يفكر في هذا
ولأول مرة منذ قدوم "عماد" للسجن وعمله كأمين للمكتبة يتكلم معه "عبدالفتاح"
ولكن بحذر شديد
فقد سأله عن بعض الكتب إذا كان يستطيع إحضارها أم لأ؛ وفكر "عماد" أن هذا الكلام هو
في الطريق؛ وتمسك بالفرصة وبحث وجاء بالكتب التي طلبها "عبدالفتاح".
وشعر "عبدالفتاح" ببعض الارتياح تجاه"عماد" وكانت هذه هي البداية.
9- عائلة عبدالمجيد.
وفي داخل القصر كانت "زينب" زوجة "عبدالمجيد" تتذكر ما حدث لزوجها وقتله وتُمني نفسها
بالأنتقام من "عبدالفتاح" وتتخيل هذا اليوم كل يوم وكل ساعة؛ وتعد ابنها "معتز" لذلك الامرح
ذلك الصبي الذي يبلغ من العمر العشر سنوات؛ فأتت له ببندقية لتعلمه كيف يرمي الهدف
كما يقولون في مقتل ولا يخطئه وكانت غذا راته يلعب أو يلهو مع أحد أو حتي مع نفسه تنهره
وتحذره من فعل ذلك ثانية فقد تملكت لديها الرغبة في الانتقام.
تخيلوا معى طفل في سن الطفولة لا يلعب ولا يلهوا كباقي الاطفال في سنه؛ كل حياته
في غرس بذور الأنتقام والكره فقط لا غير؛ فكيف يصبح هذا الطفل شئ من اثنين
أما طفل معقد نفسياً تمتلك لديه رغبة الانتقام وكره الآخرين وذُلهم؛ والشئ الثاني
تتولد ليده طفوله متأخرة كما يقول علماء النفس والأجتماع.
وهنا للأسف يحيا في جو ملئ بالكره والكبرياء علي الفقراء.
وكان لـــ"معتز" ثلاثة من الاعمام واثنين من الاخوال كانوا يحاولون أئثناء "زينب" مما تفكر
فيه من إدخال "معتز" في هذه الدائرة.
وكان أعمامه"عبدالحكيم؛ راشد؛ وإسماعيل" وأخواله"كامل؛ ورشدي" يحاولون ذلك وكان "عبدالحكيم"
هو كبير العائلة بعد مقتل "عبدالمجيد" وعلي الرغم من ذلك لم تسمع له "زينب" بأن تصرف نظر
من دخول "معتز" في دائرة الانتقام لأنه مازال صبياً والأحق بالثأر هو احد
"عبدالحكيم" مع اخوته واخوال "معتز" لوضع حد لهذا الموضوع.
عبدالحكيم- يا جماعه لازم نوضع حد لـــ"زينب" وتماديها في تربية "معتز" بهذا الشكل؛
الولد صغير ومش حمل هذا الضغط.
كامل- واحنا هانعملها غيه؛ كلمناها كتير وعلي يديك ولكن مفيش فيده منها.
راشد- يعني إيه مفيش فيدة؛ نسيب واحده ست تمشي كلامها علينا.
إسماعيل- يا راشد احنا مش في واحده ست تمشي كلامها علينا ولااحنا إللي نمشي
في إزاي نحمي أبن أخونا منها ومن فكرها؛ زي ما قال "عبدالحكيم" الولد صغير.
كامل- معك حق يا إسماعيل يا ولد عمي.
راشد- يعني إيه نقعد نفكر إزاي نخلص إبن اخونا منها ونترك "عبدالفتاح" و ابنه.
عبدالحكيم- كفاية يا "راشد" كفاية تهور كفاية ثأر ودم؛ ياما راح مننا رجاله كتير وفي
عز شبابهم بسبب الثار اللعين؛ أخوك راح بسبب كبريائه وظُلمه للناس وذُله ليهم.
راشد- يعني إيه نسيب دو اخونا يروح هدر.
كامل- كفاية إللي حصل لـــ"عبدالفتاح" هو في السجن وابنه ومراته هربوا علي فين الله اعلم؛
وابوه وامه ماتوا من غير ما يشفهم كفاية عليه كده.
راشد- لا مش كفاية؛ لازم نحرق دمه وقلبه زي ما حرق قلوبنا.
إسماعيل- تحرق دمه علي مين ابنه ما بنعرفس مكانه ولا ابوه وامه غللي ماتوا ولا علي الأرض
إللي ما يمتكلش منها ولو سهم واحد؛ انت بتفكر إزاي سيبك من هذه الخرافات والافكار القديمة اللي
ياما خربت بيوت ويتمت عيالنا ورملت نسائنا.
عبدالحكيم- الله ينور عليك يا إسماعيل قلت المفيد والخلاصة وعلي الله تفهم يا "راشد"
وسيبك من إللي في دماغك. الله اُمال فين "رشدي" يا "كامل" ما جاش ليه النهارده.
كامل- "رشدي" مسافر مصر يخلص شويه شغل ويخلص إجراءات شراء الجرار الجديد.
عبدالحكيم- علي خيرة الله وبالتوفيق.
فكان من الواضح أن هذه العائلة قد أعتظت وأخذت الدرس والعبرة من الثأر كما وضح في هذا الحوار؛
ولكن للأسف هناك دائماً أشخاص يقفون عقبات أمام الخير مثل "راشد" الذي مازال تفكيرة في الثار
مستحوذ عليه وعلي فكره.
ولقد وصلت اخبار هذا الاجتماع العائلي الي مسامع "زينب" عن طريق خادمتها "سيده" ووصل
إليها كل حرف وكلمه.
سيده- اتعملي إيه يا هانم في الكلام ده أتسكتي عليه.
زينب- سيبيهم يتكلموا زي ماهما عايزين هو الكلام عليه جمرك المهم الفعل مدام "راشد" رايه
من رأي يبقي هنكمل بعض
سيده- هتكملوا بعض إزاي مش فاهمه؟
زينب- مش مهم تفهمي؛ المهم إحنا نلاقي مكان "حامد" صاحب الملعون "عبدالفتاح"
لأنه هو المفتاح والدليل لابن "عبدالفتاح" بس إزاي لسه مش عارفه.