6- القبض علي عبدالفتاح.
عندما أطلق"عبدالمجيد" الرصاصة الاولي أصابت ذراع"عبدالفتاح" وعندما أراد"عبدالمجيد"
أطلاق الرصاصة الثانية تفادها"عبدالفتاح" بسرعة متخفياً وراء المكتب الخاص بــــ"عبدالمجيد".
فكان يبدو علي "عبدالمجيد" أنه يريد قتل"عبدالفتاح" فعلاً بلا هوادة أو رحمة لنزيفه؛
فبدأ في تعمير البندقية مرة أخري؛ ولكن هذه المرة فأجئه "عبدالفتاح" بطعنه عن طريق
فتاحة للورق كانت موجودة علي المكتب وحاول"عبدالمجيد" التخلص من ر قبة"عبدالفتاح"
و من طعناته المتتابعة التي وجهت اليه ولكن بدون جدوي؛ فبدأ بالصراخ و الأستغاثة الي أن جاء
خدم القصر الذين قد أستيقظواعلي صوت الرصاصه و الصراخ؛ ولكن ذهبوا متأخرين بعد
أن نفذت روح"عبدالمجيد" بسبب الطعنات الكثيرة؛ و أستطاع الخدم و
ذلك الرجل من المطاريد بعد أن حل وثاقه الأمساك بــــ"عبدالفتاح" و تسليمه الي الشرطة
بعد فرار ذلك الرجل خوفاً من القبض عليه؛ فقبض علي "عبدالفتاح" وإيداعه السجن و التحقيق معه.
فكانت مفاجأة لكل أبناء البلد أن يكون الشخص الذي ساعدهم كثيراً و أعطي لهم المال هو "عبدالفتاح"
الرجل الطيب الذي قد لا تسمع له صوت
فجأة يتحول الي هذا الشخص سارق و قاتل؛ ولكن علي الرغم من كل هذا بدأوا يشفقون عليه
و علي والديه و زوجته من أهل"عبدالمجيد" الأقوياء الأشداء و هو لا حول لهم و لا وقوة.
وكان بيت "عبدالمجيد" كله زوجته والديه مذهولين لما حدث؛ وكانت زوجته أكثر تماسكاً تجاه
هذه المصيبه؛
فلم تهتز لذلك.
وبدأت التحقيق مع"عبدالفتاح" و أستمر التحقيق لمدة تزيد عن الشهر و نصف الشهر؛
ثم بدأت محاكمته التي حكمت عليه بالأشغال الشاقة المؤبدة.
وأصر "عبدالفتاح" أن تترك زوجته البلد و تذهب الي صديقه"حامد" بالقاهرة
و هو سوف يتولي كل شئ.
هذا هو كل موضوع "عبدالفتاح" وهذا كل ما لدي من معلومات و ما توافر لدي من معلومات.
عماد- هذا جيد وأنا أشكرك علي سعت صدرك لهذا الموضوع الذي أغلق من سنين؛
و لكني أود أن أسالك سؤال؟
علاء- ما هو؟
- من خلال تحقيقك مع "عبدالفتاح"هل وجدته شخص أجرامي بطبعة أم أن الظروف
هي التي فرضت عليه ةهذا الأجرام؟
- "عبدالفتاح" كان يعيش فب أوهام المثالية و المجتمع العادل و لا فرق بين عني و لا فقير؛
فمن خلال التحقيقات و التحريات وجد أن "عبدالفتاح" شخص مسالم؛ كان كافي خيرة شرة؛
كأي شخص أخر يبحث عن لقمة العيش فقط و زوجه و اولاد؛و لكن عجزه بأن يدافع عن
والده عندما ضربه"عبدالمجيد" فجر لديه أحساس بالعجز و الذل و المهانه و خرج
من أوهامه و مثاليته و تحول الي النفيض تماماً و حدث ما حدث.
- قضية"عبدالفتاح"قضية مجتمع بآسرة؛ لأن المجتمع ظلم "عبددالفتاح"
و أمثاله بالتفريق بين الغني و الفقير؛ بين القوي و الضعيف؛ وتناسي الاخلاق تماماً؛
فاذا كان الشخص غني يحترم و لم لم يملا الاخلاق؛ و إذا كان فقير لا يحترم حتي و لم يمتلك الاخلاق؛
هذه النظرة لابد أن تتغير تماماً.
- أنا معك أنها قضية مجتمع؛ ولكن لا يستطيع الفرد بمفردة أن يغيرها؛ لابد من
تكاتف جميع فئات المجتمع كله من اساتذه جامعة و مثقفين و صحفيين.
- أحنا محتاجين نشر وعي أجتماعي لتقليل الفروق الضخمه بين طبقات المجتمع؛ فلا طبقة تسود
علي
طبقة أخري لمجرد أمتلاكها المال و السطوة.
أنا سعيد جداً لمقابلتك و الحديث معك طوال الايام الماضية.
- أنا أسعد؛ و أتمني أن تكمل هذه القصة علي ما يرام؛ و حينما تنتهي منها أود
الحصول علي نسخة منها لاقرأها.
- و أنا أوعدك.
7- العودة إلي القاهرة.
و عاد"عماد" الي القاهرة بعدما أنتهت مهمهت في الأسكندرية و لقاء"علاءعبدالخالق"" الذي
كان متعاون معه جداً و تكلم معه بدون تذمر أو ضيق.
و ما أن دخل"عماد" باب الجريدة حتي أستقبله الزملاء بكل الترحاب و كلمات العتاب
لطول فترة الغياب عنهم؛
و لكن الذي كان أكثر عتاباً هو "محسن" الذي لم يتلق منه غير مكالمة واحدة فقط منذ سفرة
الي الأسكندرية.
محسن- طول الفترة السابقة لم أتلق منك غير مكالمة واحدة لما؟
عماد- كنت مشغول جداً؛ لا تتضايق مني؛فأنت تعرف عندما أركز في عمل ما أنسي الدنيا كلها.
- صحيح مهمه الأسكندرية أنتهت بنجاح كبير و لكن المهمة الأكثر صعوبة سوف تأتي
من هنا في القاهرة ثم الصعيد.
- القاهرة و الصعيد!لما؟ أنت قلت الان أن المهمة أنتهت بنجاح؟
- صحيح و لكن باقي المهمة بالقاهرة و الصعيد؟
- هويوجد باقي؟
- أيوه؛ محور الموضوع كله.
- محور الموضوع! و الذي كان في الأسكندرية كان ايه بالضبط؟
- كان شخصية هامة كان لابد من البدء بها؛ لانها تعتبر المقدمة للموضوع؛ و كانت شخصية
متعاونة جداً لاقصي حد.
- و أنت متي سوف تبدأ؟
- غداً؛ اليوم فقط للراحة لترتيب المعلومات التي حصلت عليها.
- بسرعة؛ الافضل أنك تستريح علي الاقل يومين أو ثلاثة.
- لا وقت للراحة؛ هذا موضوع مشوق جداً.
- طيب أشركنا معاك في الموضوع يمكن نقدر نساعد
فحكي له"عماد" القصة التي حصل عليها من "علاءعبدالخالق" بكافة تفاصيلها مهما يتناولان
طعام الغداء باحد المطاعم.
- فعلاً قصة غريبة؛ يسرق لغيره و في النهاية مكانه السجن؛ ده يعتبر ضحية مجتمع و
ضحية طبقات المجتمع.
- هو فعلا ضحية؛ و لكن ليس كل من تواجه مشكلة او موقف صعب يسرق؛ السرقة ذاتها ضعف
عن المواجهة؛ لانك تسرق في الخفاء؛ و المواجهة تحتاج الي الظهور.
- معك حق؛ المهم من أين ستبدا من القاهرة أم الصعيد.
- القاهرة ثم الصعيد
-هتبدأ بمن عبدالفتاح ولا حامد ولا أم حسن؟
-هأبدأ بعبدالفتاح.
-لما؟ أنا اعتقد أنك تبدا بحامد او أم حسن حتي يكون لديك فكرة عن شخصيته أكثر؟
- لا أود أن أفاجئ به و بشخصيته وأحاول أنا ان استخلص طباعة و شخصيته بنفسي.
- ممكن؛ وعلي بركة الله؛ هو مسجون فين؟
- سجن طرة؛ و انا غداً سوف أستخرج تصريح زيارة له؟
- ولكنك قلت أنه قليل الكلام مع الغرباء؛ كيف تستخرج منه ما تريد؟
- هذه ما افكر فيه حتي الان و لم أصل الي شئ؛ ساعدني يا "محسن"
و جلسا طوال الليل يفكرون في طريقة لاخراج الكلام منه؛ و اقترحا العديد من الحلول
و لكن كانت حلول غير مجدية.
هو أمين المكتبة فمن خلال هذه الوظيفة سيحاول صداقة "عبدالفتاح" و يجعله يطمئن له ليحكي
له قصته كاملة.
ملحوظة
عماد باللون الاحمر
علاء باللون الاسود
محسن باللون الازرق