Saturday, June 7, 2008

الثمن 5

بداية الصداقة

قد اختار "عماد" الطريق الصحيح لصداقة "عبدالفتاح" بمصاحبة أقرب الأشخاص إليه وهو "مسعد" وتقرب "عبدالفتاح" إلي "عماد" بحذر شديد؛ ولكن مع مرور الوقت شعر أن "عماد" شخص عادي جداً لا متكبر ولا متعجرف.

وقد حاول "عماد" عدم التطرق إلي موضوع "عبدالفتاح" إلا عندما يبدأ هو بالحديث عنه ولكن "عماد" لم يطق صبراً لمعرفة الأحداث من صاحب الاحداث؛ فبدا في سرد حكايات مفتعلة عن الظلم الاجتماعي وما اثره علي المجتمع كمحاولة منه لجذب الحديث مع "عبدالفتاح" لسرد حكايته هو؛ وأخذ كل يوم يؤلف ويحيك الحكايات والقصص ولكن بون فائدة حتي الآن علي الرغم من انهما اصبحا صديقين.

وما ان دخل "عماد" الجريدة وذهب إلي مكتبه بالقسم الذي يعمل به حتي قابله "محسن" يسأله عن الأخبار في السجن وماذا فعل مع "عبدالفتاح" ولكن "عماد" قال له علي مهلك يا "محسن" وسوف احكي لك كل شئ بالتفصيل؛ ولكن قل لي ما هي أخبار الجريدة والشغل.

فكرتني يا "عماد" رئيس التحرير يريدك بعدما عرف ماذا تفعل ولماذا تأخذ كل تلك الأجازات.

- مين قال له؟ أكيد أنت يا "محسن".

- هو كان عاوز يعرف السبب مش أكتر؛ وبعدين روح شوف عاوز إيه.

وعند مكتب رئيس التحرير يطلب " عماد" الأذن بالدخول لمقابلته.

طاهر- أهلاً يا أستاذ "عماد".

عماد- أهلاً بك يا ريس؛ أنا عارف أن حضرتك زعلان مني لأني لم أخبرك بما يدور في رأسي من أفكار

وقصتي الجديدة.

- أنا بالفعل زعلان؛ بس ازعل أكتر لو طلعت القصة مش كويسة.

- لا اطمئن حضرتك إن شاء الله تعجبك.

- أتمني ذلك؛ قولي ما هي أذن.

- قصة غريبة من وجهة نظري؛ ولكنها قصة ممتعة جداص في احداثها وشخصيتها.

- غريبة إزاي؟! فهمني.

ويحكي له "عماد" الحكاية كلها من أولها إلي ما وصل إليه من مقابلة "عبدالفتاح" في السجن.

طاهر- فعلاً قصة غريبة؛ نادر جداً حُدوثها علي أرض الواقع علي الرغم من وجودها بصور مختلفة في حياتنا

العادية ليس فقط في الفلاحين أو الصعايدة؛ المهم كدة مهمتك خلصت داخل السجن

عماد- لسه يا ريس "عبدالفتاح" لسه متكلمش معايا؛ وده المهم كلامه معايا.

طاهر- طيب إذا أتكلم معاك؛ أتكشف له شخصيتك الحقيقية؟

عماد- لسه مش عارف؛ ومبفكرش في الموضوع ده الآن؛ لكن هذه نقطة مهمة جداً بس لازم يعرف حقيقتي

لأن لسه المشوار طويل؛ فلابد منه وجود ثقة بيننا.

طاهر- المهم تكون شخصية "عبدالفتاح" تكون شخصية تتقبل هذا الأمر بسهولة.

عماد- حتي الآن لم أتاكد من ذلك؛ ولكن عندما أتاكد من ذلك سأحكي له حقيقة أمري.

طاهر- خلاص ولو اجتجت لأي شئ أخبرني فوراً مفهوم.

عماد- مفهوم يا ريس.





بعدما وصلت أخبار الأجتماع العائلي الذي عقده"عبدالحكيم" في منزله؛ لم تهتم بما دار في هذا الأجتماع

من كلام لانها تعلم ماذا يقولون هو نفسه الكلام كل مرة؛ ولكن هذه المرة كان هناك رأي مخالف ورأي

اخر غير موجود ولكنه معروف مسبقاً فهو نفسه رأي "عبدالحكيم".

فأخذت تفكر هذه المرة بجدية حول هذا الكلام علي عكس كل مرة.

وفجأة نادت"زينب" علي "سيده" خادمتها. وما أن جاءت "سيده" وجدت شئ غريب علامات

لم تراهما من قبل علي وجه "زينب" ومن طبع" سيده" الفضول؛ تحب تعرف كل شئ يعني إللي ليها فيه

وإللي مالهاش فيه؛ وقالت:خير يا ستي انا اول مرة أشوفك كده هو في حاجة حصلت؛ لاقوا "عبدالفتاح"

وابنه؛

لاقوهم فين؛ الله بس "عبدالفتاح" في السجن أكيد المخفي ابنه لاقوه فين.

زينب- أخرسي ؛ أكتمي شويه انتي إيه مبتطليش كلام أبداً.

سيده- خلاص يا ستي أسكت خالص.

زينب- إللي أقولك عليه تعمليه من سكات فهمه.

سيده- فهمه؛ أعمل ايه بقي.

زينب- تجيبي الواد "مصليحي" الغفير لحد هنا من غير ما حد يشوفه فهمه.

سيده- فهمه؛ أمتي يا ستي؟

زينب- بليل؛ يلي بسرعة.

سيده- فرارة.

وجلست "زينب" وكأنها قائد في معركة حربية يخطط لها لينتصر.

11- الصداقة الحقيقية.

وفي الزيارة التالية لـــ"عبدالفتاح" حكي "عبدالفتاح" لــــ"حامد" عن هذا الشخص

وهو بالطبع يقصد "عماد" عن ثقافته وحبه للآخرين وتواضعه وكيف انه قد أستراح له وللكلام معه؛

ولكن "حامد" حذر "عبدالفتاح" من مجارته له في الحديث ليكون من عائلة "عبدالمجيد" ويريد معرفة

مكان ابنه وزوجته في مصر؛ ولكن "عبدالفتاح" طمأنه؛ ولكن "حامد" حذره علي كل حال؛

ولكن "عبدالفتاح" لم يهتم بهذا التحذيلر وانتهت الزيارة.

وبدا "عبدالفتاح" هو الذي يذهب الي "عماد" في المكتبة ليتكلم معه ويحاوره

وهذا ما كان يريده "عماد" بالضبط.

وبدأ "عبدالفتاح" التكلم مع "عماد" بصراحة شديده فبدا حديثه عن الظلم في المجتمع وخاصة

في الأرياف حيث الفقر والجهل وأستغلال الغني للفقير ويعتبر البلد أو القرية عزبة خاصة له لملكة كل

من فيها تحت امره هو؛ ومن الممكن ان يكون مركز الشرطة تحت امره كل ذلك بنفوذه وأمواله.

وبدأ علي "عماد" علامات الأرتياح الداخلي وأخذ يحدث نفسه بأنه قد بدأ وأنه سينجح في خطته

وأنه سوف يتكلم معه عن قضيته أخيراً.

وشرد "عماد" مع هذه التخيلات ومازال "عبدالفتاح" يتكلم معه عن الظلم الاجتماعي

وما رائه في السجن من أُناس ظلمهم المجتمع.





عندما طلبت "زينب" من "سيده" أن تأتي بــــ"مصليحي" لها علي الفور ذهبت وقالت له أن الهانم تطلبه

وعليه أن يأتي بالليل وبالفعل أتي "مصليحي"

مصليحي- تحت امرك يا هانم.

زينب- عايزاك تعمل حاجة بس في السر.

- في السر يا هانم؛ ليه! هي حاجة مهمه؟!

- مهمة بالنسبة لي وما تسالش كتير؛ تروح إلي "راشد" وتقوله أنا عايزه أشوفه بكرة ضروري.

- أروحله دلوقتي يا هانم

- أيوه؛ وأعطت له مبلغاً من المال

وذهب "مصليحي" إلي منزل"راشد" ليبلغ الرسالة؛ وما أن وجده "راشد" أمامه حتي صرخ في وجهه

وقال له عاوز أيه يا زفت علي الليل.

- مش أنا اللي عاوز ده الست "زينب" هانم اللي عاوزك.

- وعايزاني في إيه الست بتعتك ديه.

- وأنا أيه اللي يعرفني.

- روح قولها اللي عايز "راشد" يجي لحد عنده؛ وأمشي غور.

- خلاص ماشي وأنا مالي.

وما أن قال "مصليحي" هذا الرد لــ"زينب" حتي أشتاطت غضباً ولكنها سرعان ما

الذهاب إلي "راشد" ؛ لكن لماذا تريد الذهاب إليه وهي علي خلاف معه وأخوته وأخوتها أيضاً؛

هل تضمر شيئاً بداخلها؟





وأخيراً ظهرت يا "رشدي" فينك يا راجل؛ أيه أنت نسيتنا وعجبتك القعدة في مصر يا راجل.

هكذا قالها "عبدالحكيم" ل"رشدي" بمجرد رؤيته له؛ فقد كانوا ليسوا فقط أقارب بل كانوا أصدقاء

مقربين جداً لبعضهم البعض.

وكان "رشدي" مهندس زراعي يعني رجل متعلم وفاهم؛ وكان "عبدالحكبم"يشاوره في كل شئ

علي الرغم من قدرته علي أتخاذ القرارات السليمه التي يحكمها العقل والمنطق وليست العصبية والتشدد.

وشرح له "رشدي" لماذا تأخر في مصر؛ وأنه ذهب لشراء جرار جديد يساعده في الزراعة

ولكن اجراءاته أخذت وقت كبير حتي أنتهت.

وسأله عن أخبار "معتز" و"زينب" حيث لم يكن رآهم بعد. وحكي له "عبدالحكيم" أن "زينب"

مازالت مصرة علي ما في عقلها من عند وكبرياء وتربية الولد علي هذه الطريقة؛ وعن الأجتماع

العائلي وكيف كان "راشد"متشدد في رأيه مثل "زينب".

وتعجب "رشدي" من هذا الأمر؛ حيث أن "رشدي" كان دائماً مهمتم بالزراعة فقط ولا يهتم بالأمور الأخري كالثأروخلافه؛ وكان لا يتدخل أبدأ في مثل هذه الأمور ولا يتكلم مع "زينب".

ولكنه رأي ان الوقت حان للتدخل حيث من الممكن أن يضع "راشد" و"زينب" يديهما في يد بعض

ويحاولان تنفيذ ما بداخلهما وتحل المصيبة علي الكل؛ وأخذ يلعن الثأر إللي ضيع أولادنا وأجدادنا

والاباء ورمل النساء ويتم الأطفال.

ويبدو من ذلك أن "رشدي" متفق مع "عبدالحكيم؛ إسماعيل؛ وكامل" علي رفض فكرة الثأر.

ومن هنا تبدأ معركة بين الرفض والإصرار علي الفكرة.

5 comments:

عاشــــــ النقاب ـقــــة"نونو" said...

القصة لازم اقراها من الاول
مغزاها وهدفها مش بسيط
بس واضح جدا ان حضرتك بتوصلنا فيها لهدف
لازم اقراها تاني بس من الاول علشان اقدر اربط الاحداث ببعضها
متاااااابعة
تحياتي

momken said...

حلوة بس صعبه
كان ممكن تكون على حلقات اقصر من كده علشان التشتيت

بس محوله جميله وحلوة


تحياتى

عـــفـــراء said...

السلام عليكم
اولا شرفتنى بزيراتك لي
اما من ناحية القصة فالمفروض انها تتقرا من البداية
لان بجد لما قرات مافهمتش حاجة
بس واضح اسلوبك الجميل وطريقة سردك مميزة
تحياتى وتقديرى

محمد حمدي said...

القصه دى عاوزه قعده وقرايه على رواقه
نصيحه اجمعها فى ملف بى دى اف ونزلها مره واحده .. ولو مش عارف ازاى راسلنى وانا اقولك

Empress appy said...

عارف الصداقه بقى شئ نادر قوى قوى فى الزمن ده
وبعدين ممكن تقسم دى على مرتين على فكرة
تسلم ايديك على الكلام