وذهب "عماد" إلي الجريدة ودخلها والفرحة تملئ كيانه وكله بعدما حقق
جزء كبير من هدفه وهو إخراج "عبدالفتاح" من صمته؛ وكلما يقابل
أحد من زملائه يداعبه ويضحك معه؛ لدرجة أن زملائه أستعجبوا هذا
الامر منه؛ فمعروف عنه الرزانة والكياسه والهدوء؛ ولكن الذي عرف سر هذه
الفرحة العارمة صديقة الحميم"محسن" الذي قفز إلي راسه مباشرة إلي ان الخطة التي
وضعناها معاً نجحت وأن "عبدالفتاح" تكلم.
وينادي عماد علي "محسن" بفرحة ويقول له- يااستاذ محسن فؤاد المهندس
في الفليم قال إيه؟
محسن- الحلوة أتكلمت.
عماد- صح؛ الحلوة أتكلمت.
- بجد؛ طيب أحكي ؛ أتكلم إزاي.
- علي مهلك شوية يا "محسن" اسمعك كل حاجة. ويسمع "محسن"
كل ما قاله "عبدالفتاح" وأستغرب عندما سمع أنه كان يملك أرض وأخا له قد
مات علي الرغم ان هذا الكلام لم يذكر في تحريات النوليس أو تحقيقات النيابة.
- هو ده الجديد الكلام ده كان أول مرة يطلعه لحد.
- ده واثق فيك جداً.
- ما هو إذا ما كان واثق كان عمره ما هيتكلم؛ بعدين المحبة دي من عند ربنا.
- ونعمه بالله؛ كده بقي القصة خلصت.
- لسه أهم شئ فيها.
- أهم شئ ؛إيه هو؟
- سرق إزاي؛ وإزاي كان بيصرف إللي بيسرقه.
عبد الفتاح- إيه إللي جابك؛ أمال فين "حامد" حصله حاجة.
فاطمة- لا"حامد" كويس والحمد لله؛ انا إللي كلبت منه ما يجيش الزيارة ده.
- لأ أكيد في حاجة تانية؛ وبعدين أنا قلت أنتي ما تجيش أبداً السجن.
- ليه مش أنا برده مراتك؛ ومن حقي أشوفك هو أنا مش وحشاك.
- لا يا ستي أنتي وحشاني؛ بس أنتي عارفة الظروف؛
عائلة "عبدالمجيد"حافظين مواعيد الزيارة؛ وممكن يمشوا واركي؛ علي الأقل
"حامد" كان بيقدر يفلت منهم بس أنتي....
- بس إيه؛ فكرك مش أقدر أفلت منهم؛ لا متخفيش أنا عامله حسابي اطمئن.
- أنا مطمئن لأنك ست ولا كل الستات بـــ100 راجل؛ صابرة لحد دلوقتي؛ كانت
واحدة غيرك كانت طلبت الطلاق.
- أنت راجلي؛ ولازم أكون معاك علي الحلوة والمرة؛ المهم "حامد" قالي كلام
غريب عايزه افهمه منك.
- كلام إيه؟
- الراجل ده بتاع المكتبة؟
- اطمئني أنا واثق فيه قوي؛ ده راجل زي الفل جدع وكلاممه يوزن العقل.
- بس أنا خايفه عليك منه؛ ليطلع حد بعته ليعرف مكاننا.
- هو ده إللي قلقك؛ لا انا قلت لك اطمئني؛ أنا ليه نظره في الواحد مش ممكن تخيب.
وينادي الحارس أنتهت الزيارة
- انتهت الزيارة بسرعة قوي؛ خلي بالك من نفسك ومن "حسن".
- المهم تحرس انت من الراجل ده.
ويضحك "عبدالفتاح" ضحكة بسيطة تبعث المطأنينة في قلب "فاطمة".
وتصرخ "زينب" بأعلي صوت لها علي "سيده" التي تفزع من هذا الصوت العالي
وجاءت بسرعة من المطبخ معتقدة أنه قد حصل مكروه لسيدتها"زينب" وعلامات الخوف علي
وجها؛ خير يا ست هانم هو إيه إللي حصل مع سي "رشدي".
زينب- خليكي في حالك؛ وعلي طول دلوقتي تروحي تشوفي فين "راشد" وتقولي له أني
عاوزاه في حاجة مهمه؛ فهمه.
سيده- فهمه يا ستي؛ بس لو تقولي إيه إللي حصل.
زينب- بطلي رغي؛ وروحي أعملي زي ما قلت لك.
سيده- حاضر حاضر أديني رايحه.
وتذهب سيده للبحث عن "راشد" في كل مكان ممكن أن يكون موجود فيه البيت؛
القهوة؛ لأصحابه دون جدوي؛ وذهبت إلي "زينب" وهي لا تستطيع أن تلتقط أنفاسها من
كثرة البحث عن "راشد"؛ ولكن "زينب" لم تنتظرها حتي تلتقط أنفاسها وسألتها
لقتي "راشد" ولا لأ.
سيده- يا ستي حملك عليا شويه ؛ أحد نفسي شويه.
زينب- خلصي يا بت لقيته ولا لأ؟
سيده- لا ؛ دورت عليه في مكان بس كأنه فص ملح وداب.
زينب- يعني إيه ؛ هيكون راح فين يعني؟!
سيده- وأنا إش يعرفني.
وفجأة يأتي صوت "راشد" وهو ينادي من أمام باب السرايا.
وتقول "سيده" بشئ من السخرية-ــ الواحد كان جاب فب سيرة 100 جنيه كان احسن-
ــ ولكن "زينب" نهرتها وقالت لها مش قلت قبل سابق هيجئ لحد عندي؛ يلا روحي دخليه.
وتدخل "زينب" علي "راشد" وعلي وجها علامات الغضب الشديدة؛ فسألها "راشد"
ليه العصبيه ديه كلها؟
زينب- رشدي كان هنا.
راشد- هو ده إللي مزعلك أن أخوك يجيلك.
زينب- يعني أنت مش عارف كان بيتكلم في إيه.
راشد- هو برده أتكلم معاكي.
زينب- هو كان في حد تاني أتكلم؟
راشد- إيوه يا ستي"عبدالحكيم"؛ عرف إنك كنت عندي؛ بس ما تخفيش ما
عرفش يأخد مني لا حق ولا باطل.
زينب- اوعي تفتكر "عبدالحكيم" غبي ؛ ده ممكن بيكون قاعد مستني منك
غلطة يمسكها عليك.
راشد- لا أطمئني إذا كان هو "عبدالحكيم" فأنا "راشد"
زينب- طيب يا سي "راشد" عملت إيه في موضوعنا.
راشد- حامد دلوقتي زي الكتاب المفتوح قدامي.
زينب- إزاي؟
راشد- أقولك.
17- المفاجاة
ويري"عبدالحكيم" الواد "مصليحي" وهو يجري نحوه وينادي بأعلي صوته عليه
إلي أن جاءه وهو لا يستطيع التقاط انفاسه من الجري.
ويقول له "عبدالحكيم"- علي مهلك وفهمني إيه إللي حصل.
مصليحي- مش حضرتك قولت لي خليك وراء "راشد بيه" في كل مكان يروحه
وتشوفه بيعمل إيه وتجئ تقولي.
عبدالحكيم- إيوه وخلص بقي في الكلام.
مصليحي- راشد بيه بيحوم حولين "حامد".
عبدالحكيم في أستغراب ودهشه- حامد؛ حامد مين يا زفت.
مصليحي- "حامد" يا بيه صاحب "عبدالفتاح متولي" الروح بالروح؛ وإللي مراته
وابنه عنده في مصر من ساعة الليله السوده؛ وهو دلوقتي عند الست "زينب" بيقولها
كل حاجة.
عبدالحكيم وعلي وجهه ابتسامه أعجاب من مصليحي- صدق إللي قال عليك تبت ولزقه
وتحب تعرف كل حاجة.
ويرد مصليحي وكأنه محرج- أنا تحت أمرك.
عبد الحكيم- روح دلوقتي وخليك زي ظل "راشد" لا تفارقه أبداً وإي
جديد بلغني علي طول؛ مفهوم.
مصليحي- مفهوم يا عبدالحيكم بيه؛ مفهوم.
بقي كده يا "راشد" لسه إللي في دماغك ما تغيريش أنت مش هاتسكت
إلا لما تحصل مصيبه تولع في البلد كلها وأنت أولها؛ بس مبقاش "عبدالحكيم"
لو سبتك تعمل إللي عايز تعمله؛ وينادي "عبد الحكيم" علي مصباح الغفير.
ويأتي "مصباح" علي الفور ويطلب منه "عبدالحكيم" أن يأتي برشدي وكامل
وإسماعيل علي الفور ويقولهم أن "عبدالحكيم" عاوزهم في حاجة مهمة.
ويذهب "مصباح" علي الفور ينفذ أمر سيده.
وعبد الحكيم يقول لنفسه خلاص الكيل طفح ولازم نشوف حل للاتنين بسرعة.
تصور يا أستاذ "عماد" أن مراتي خايفة منك؛ فكراك واحد من
عائلة"عبدالمجيد" عايز تعرف مكانها في مصر وتروح وتبلغهم ويقتلوا
"حسن" ابننا.
ويرتبك "عماد" من داخله من هذا الكلام وهو لا يدري لماذا هذا الأرتباك
علي الرغم من أنه لا تربطه إي علاقة بهذه العائلة.
ولكن للحظة فكر في أن يصراحة بحقيقة أمرة ولكنه تردد في ذلك الامر؛ وأن
هذا ليس باالوقت المناسب بهذا الأمر ولكن.........
"عبدالفتاح" أنا مش أمين مكتبة ولا حاجة أنا صحفي.
ويفاجأ "عبدالفتاح" من هذا الكلام العجيب وتظهر علي وجهه علامات التعجب
والدهشةح أنت صحفي مش أمين مكتبة طيب إزاي وليه؛ وليه أنا بالذات تعمل
معابا كده؛ ده انا وثقت فيك وأكلمت معاك بكل صراحة وفي الآخر تطلع جاين وكداب
انا مش قادر أصدق.
ويرد "عماد" في أسف- ما هو علشان الثقة ده انا مقدرش أخدعك أكتر من كده
عبدالفتاح- وأنت كل ده لسه ما خدعتني؛ أمال كنت بتعمل إيه الفترة
الفاتت كنت بتسلي بي صح.
عماد- لا أنا عمري ما أتسلي بحد؛ وبعدين عايزك تفهمني.
عبدالفتاح- افهمك؛ افهم إيه يا أستاذ "عماد" ولا ده كمان مش اسمك.
عماد- أنا احكيلك كل حاجة بس لازم تفهمني صح.
عبدالفتاح في تعجب- تحكي إيه؛ وأفهم غيه؛ كدبة جديدة ناوي تقولها.
عماد- لا اقولك انا عملت كده ليه؛ وأرجوك أسمعني للآخر وبعد كده أحكم علي.
ويحكي له "عماد" كل شئ وكيف حصل علي حكايته كلها ولماذا هذه الحادثة بالذات؛ وكيف
عرف أنه لا يتكلم ودائم الصمت؛ وأنه صمم علي أن يكتب هذه القصة بكامل تفاصيلها؛
وكيف فكر وخطط لهذا الأمر وكيف بدأ وكيف خطرت له فكرة أمين المكتبة هو وصديقه
"محسن" وأنها نجحت الي حد كبير في تنفيذها و أهدافها. بس أنت لما قولتلي أن
مراتك خايفة أن أكون من عائلة "عبدالمجيد" خوفت من ان الثقة إللي بينا
تروح وعلشان كده قررت أقولك كل حاجة.
عبدالفتاح- وأنت دلوقتي مش خايف ان الثقة إللي بتقول عليها تروح بعدما
كل إللي قلته.
عماد- لا مش خايف و أنا دلوقتي علي أستعداد أني ما كملش القصة ده بس
المهم أني أكسب صديق جديد.
وينظر "عبدالفتاح" نظرة إلي "عماد" وكأنما يقول له بها أنه قد خذله
وصدمه بعدما وثق به كل هذه الثقة وتركه وأنصرف.
ويرتفع صوت الهاتف في مكتب "محسن" بالجريدة وإذا به "عماد" يتحدث إلي "محسن"
وكأنه يبكي والحزن يملئ نبرات صوته ويطلب "محسن" المجئ إليه في بيته ليتحدث معه.
وعلي الفور ذهب إليه ويفاجأه به وهو في هذه الحالة من الأكتئاب والحزن وهو لا
يدري لماذا كل هذا؛ وسأله إيه إللي حصل إيه إللي عامل فيك كدة.
ويرد "عماد" في حزن عبدالفتاح
- عبدالفتاح إزاي مش فاهم.
- عبدالفتاح عرف كل حاجة.
- عرف كل حاجة إزاي ومين إللي قاله؟
- أنا إللي قلتله.
- في دهشه أنت إللي قلته له كل حاجة طيب ليه؛ هو
إيه إللي حصل ما تتكلم.
- مقدرتش أخون الثقة؛ ده وثق فيه لدرجة أنه خلاص بدأ
يتكلم معابا عن مراته واصحابه.
- ما كده كويس.
- علشان كده ما قدرتش أكمل الخدعة والكدبه؛
وقلت كل حاجة وإللي يحصا يحصل؛ خلاس مش فارقة معايا.
- طيب وهو عمل إيه؟
- ولا حاجة مجرد بصه فيها كل حاجة.
- خلاص سيبك من الحكايه مادام تعبتك بالشكل ده
- ما هو ده إللي هيحصل بالضبط.