Thursday, July 17, 2008

الثمن7أ

14-وأخيراً اتكلم.

أنت وعدتني يا أستاذ "عماد" أنك تفهمني وتقدر إللي أنا عملته علشان كده أنا أحكيلك حكايتي مع الزمن إللي ملهوش أمان.
- أحكي يا "عبدالفتاح" وانا أسمعك للآخر علشان أقدر احكم.
- أنا فلاح بن فلاح عيشتي كلها في الفلاحين يعني زراعة وطين؛ ياما عشنا ليالينا في البرد؛ إحنا كان عندنا فدان

ملك كنا بنزرعه ونعيش منه وكان سترنا والحمد لله بس.......

- بس غيه كمل.
- ابويا رهن الفدان علشان أجوز من غير ما يقول لحد؛ رهنه لراجل طماع بيستغل بالربا؛ بس أبويا مقدرش يكمل مبلغ
الرهنية؛ فحجز عليه ووقتها عرفنا بس أنه رهن الأرض علشاني.

- أنت ما عندكش أخوات غيرك.
- كان عندي أخ ومات.
- مات! إزاي؟
- بضربة شمس؛ مقدرش يستهمل الحر والتعب والشمس طوال النهار فمات.
- أنا أشف ما اقصدش.
- ولا يهمك؛ المهم بعدما الراجل حجز علي الارض؛ بقينا نشتغل أنا وأبويا بالاجرة؛ والاجره كانت بتكفينا بالعفايا
أنا وأبويا وأمي ومراتي بس كانت ماشيه.

- واكن في البلد راجل غني قوي عنده عزبة حوالي 200 فدان غير المواشي ومصانع تغليف الفاكهة؛ وكان العمدةبدل
ما يجيب حق الغلابة كان بياكل حقهم.

- إزاي مش فاهم؟
- كان شغال لحساب "عبدالمجيد" صاحب العزبة؟
- كان شغال لحسابة! إزاي يعني؟
- كان بيجيب أهل البلد كلهم بالعافية وقت جمع المحصول ويرميهم في أرض "عبدالمجيد" وكنا بناخد ملاليم بعد كل
الشقي ده مجرد ملاليم وهو كان بياخد الوف من "عبدالمجيد".

- وأهل البلد كانوا فين من كل ده؟
- أهل البلد غلابه يا أستاذ"عماد" يعملوا إيه قدام السلطة والنفوذ والمال.
- كمل يا "عبدالفتاح" كمل.
- كنا علي الحال ده وإللي كان بيتكلم منا كان يضربه ويحبسه لمجرد غعتراضه أو مجرد طلبه زيادة الاجرة؛
ولكن الحق من غير قوة تحمية في الزمن ده إللي بتحكمه شريعة الغابه والسلطان والفلوس يبقي ضغيف سهل
يضيع وسط التعالب والديابة؛ وبالذات ديابة الجبل.

- يعني إيه ديابه الجبل؟!
- المطاريد؛ يا أستاذ المطاريد.
- المطاريد؟!
- أيوه المطاريد كانوا بيحموا "عبدالمجيد بيه"
- بيحموه إزاي؟! وفين البوليس والعمدة؟!
- ما قلت قبل سابق أن الفلوس بتمشي إيه حاجة في الزمن ده.
- فلوس إيه إللي تخلي البوليس والعمدة يغفلوا عن المطاريد؟!
- البوليس بصر احة كان قائم بواجبه؛ يعني كان كل فترة تيجي حملة للجبل؛ بس لما يروحوا ما يلقوش
حد كأنهم فص ملح ودابوا في بطن الجبل. ولما كان بيجلهم خبر أن المطاريد أو واحد ةمنهم عند "عبدالمجيد بيه"
يسالوا "عبدالمجيد" بس مفيش فيده؛ المهم أنا كنت في حالي يعني كنت ماشي جنب الحيط وكنت بقول يا حيط داريني داريني يا حيط؛ وكنت بسمع أهل البلد بيتكلموا إزاي يقفوا ضد "عبدالمجيد؛ والعمدة سعفان؛ وشيخ البلد طلبه".

- طيب إيه إللي حصل بعد كده؛ فضلت علي نفس الحال في حالك.
- لا يا أستاذ؛ كل حاجة أتغيرت في يوم وليله.
- إزاي؟
- كنت قاعد علي القهوة؛ وفجأة سمعتا أن "عبدالمجيد بيه" هو والعمدة وشيخ البلد بيضربوا واحد من البلد؛
كل ما أسال حد مين إللي ببيضرب يقولوا منعرفش؛ رحت أنا بنفسي أشوف لا قيت......

- سكت ليه؛ رحت لاقيت مين إللي بينضرب؟
- أبويا
- أبوك!
- أيوه أبويا-ــ ويقولها وعينيه تزرف بالدموع.
- طيب أبك عمل إيه علشان "عبدالمجيد" يضربه.
- ولا حاجة.
- ولا حاجة! يعني ضربه من الباب للطق كده.
- كا إللي طلبه زيادة في الأجرة من العمدة وكان "عبدالمجيد" واقف وسمعه وهو يطلب الزيادة؛ راح ضرب
أبويا وسط أهل البلد كلها علشان يكون عبرة لكل واحد أتجرئ ويطلب الزيادة؛ وأنا واقف اتفرج
وهو بينضرب وأنا مش قادر أعمل حاجة؛ العمدة وشيخ البلد متحامين في الخفر؛ و"عبدالمجيد" متحامي في اثنين من المطاريد.

- ومن ساعتها اتغيرت؛ وأبدل الحال من واحد ماشي جنب الحيط إلي واحد تاني خالص.
- ايوه اتغيرت؛ اتحسرت علي نفسي وعلي رجولتي لما أشوف أبويا بينضرب قدامي وأنا واقف اتفرج؛ بقيت اقعد مع
اهل البلد اتكلم معاهم وافهم بيقولوا إيه لحد بيقت انا إللي بيحرضهم ؛ ويا العمدة حبسني بسبب الكلام ده.

بقول لك إيه كفاية كدة النهاردة أنا تعبت من الكلام.
- خلاص يا "عبدالفتاح" وقت تاني نكمل فيه.
وما أن خرج "عبدالفتاح" حتي طار"عماد" فرحاً وأخد يدور حول نفسه مرات ومرات فرحاً؛ وهو يقول أخيرا أتكلم؛
بس لسه ناقص الجزء الأهم هو إزاي فكر في السرقة والقتل.

وبدأ "عماد" في تسجيل وتدوين ما قاله "عبدالفتاح".

زينب كانت بتعمل إيه عندك يا "راشد" وكانت عايزاك في إيه.
راشد- ولا حاجة يا "عبدالحكيم" ولاحاجة.
عبدالحكيم- ولا حاجة إزاي؛ كانت عندك بشاهد جمالك.
راشد- قصدك إيه.
عبدالحكيم- أنت عارف قصدي إيه.
راشد- قصدك أني أنا وزينب بندبر لحاجة؛ لا أطمئن أنت عارف أنا وزينب مش زي بعض؛ كل واحد منا رأيه
وفكرة وعمرنا ما نتفق علي شي واحد.

عبدالحكيم- أنا اصدقك علي الرغم أني مش مقتنع بكلامك؛ بس علي الله أعرف أو احس إنك انت وهي
بتدبورا حاجة؛ أنا وأخواتك وأخواتها أنقف ضدكم فاهم يا راشد

راشد- فاهم يا "عبدالحكيم" فاهم.
ويبنصرف "راشد" وهو مسرور بداخله لأنه أعتقد أنه ضحك علي "عبدالحكيم" وأوهمه أنه لا يدبر شئ مع زينب؛
ولكن "رشدي" الذي كان موجود بالجلسة لم يصدق حرف واحد مما قاله "راشد" حتي أنه تعجب من أسلوب "عبدالحكيم" معه وأتسامه بالهدوء ولاول مرة مع "راشد".

لكن "عبدالحكيم" طمأنه وقال لهأن عينه لن تغفل عن "راشد" و"زينب" وسيمنع الخطر في الوقت المناسب
وقبل فوات الاوان

1 comment:

son's egypt said...

السلام عليكم
ايه اخباركم
انا بعد اذنكطم اضطر انزل الحلقة السابعة علي جزئين مؤقتا