Saturday, April 19, 2008

الثمن

4-القصة.

كان جالساً في فناء السجن منفرداً شارد الذهن مهموم كعاداته؛ لا يتكلم الا قليلا جداً؛

كلما حاول أحد التقرب منه تجنبه؛ كان لا يريد التكلم كثيراً عن قضيته؛ لانه أعتبرها

ليست قضية بل أنه أعتقد أنه ظلم فيها.

وكان علي درجة معقولة من التعلمح فكان معظم الأوقات يقضيها في مكتبة السجن يطلع

علي الكتب فتكونت لدية ثقافة لا بأس بها.

وكان متزوجاً و لديه ابن لم يره عند ولادته؛ لم ير تلك اللحظات الاولي للولادة التي ينتظرها كل اب؛

عندما ينتظر بلهفة و ترقب و خوف ولي العهد الذي سيحمل اسم العائلة؛ فكانت لها

أثر كبير في حياته إذ لم ير

تلك اللحظات.

دعونا نتخيل أب لم ير لحظات الولادة لم يشعر بلحظات و ساعات القلق عند الولادة؛ أب

لم يشاهد أبنه يكبر أمامه ولم يَربه.

ولكن مع كل هذا كان يري ابنه اثناء الزيارات؛ حيث أن زوجته لم تتركه

لشعور بداخلها انها تحبه

ولا تستطيع تركه؛ هل لانه مظلوم؛ و أنه فعل ذلك لاجل شئ ما؟!...





علاء- التحريات أثبت انه شخص هادئ الطبع؛ وحبوب بين الناس؛

لا يتعارك يحب أن يسود العدل المجتمع؛ أسرة معدمه؛ يعمل كأجير في الأراضي الزراعية

بيومية لا يستطيع معها تدبر نفقات الحياة.

عماد- هذه حياة كثير من الناس؛ ولكن لا أري حتي الان سبب لما فعل؟

- والدة مزارع يعما فب أرض أحد الاثرياء؛ ذلك الثري ضرب أبوه و لكن "عبد الفتاح"

لم يستطع فعل شئ لحمايته؛ فقرر الانتقام!

- القتل!!

- لا... السرقة

- كيف؟

- الهدف ليس السرقة لنفسة فقط بل لكل أهله الذين ذلهم ذلك الرجل بماله

- هدف غريب!

- بالفعل هدف غريب؛ ولكنه سعي اليه

- كيف؟

- لم يبدأ بذلك الرجل بل بدا بعمدة البلد

- لماذا؟!

- لأن العمدة مشارك الرجل في هذه الأعمال؛ يأتي بالفلاحين بالقوة و الضرب يجعلهم

يزرعون في أرض ذلك الثري باجور زهيده جداً.

فبدا بسرقة المواشي وذهب بهم الي السوق وباعهم ووزع المال علي اهل البلد؛ فكلما

أستيقظ أحد وجد عنده مبلغ من المال لا يعلم من أين

أتي ولا يريد أن يعلم.

- وهو لم يأخذ شئ لنفسه

- قلت لك أنه كان لا يهتم بنفسه اكثر من اهلهو بلده؛ وكان يأخذ ما يكفيه فقط.

- أكمل فأنا متشوق لسماع الباقي.

- فبعدما سرق العمدة؛ سرق شيخ البلد وأي أحد يظلم شخص يسرقة ليحزنه علي ما سَرق منه.

- شخص غريب يسرق ولا يتمتع بما يسرق!!

- فعلا هو كذلك

- و لكن الرجل الثري ماذا فعل به؟

- أقول لك أولا أنه كان يترك رسالة عند كل شخص يترك عنده مال

- ما هي هذه الرسالة؟

- لا تدعوا أحد يظلمكم و لا يتحكم فيكم هم الذين يحتاجون اليكم.

فطريقة الكلام و الكتابة تدل علي انه من أهل البلد؛ فبدانا التحريات عن كل شخص في البلد.

في البداية وجدنا صعوبة لتحديد هذا الشخص و لكن الغريب في الامر

أن الذي يترك المال يترك رساله لكن"عبد الفتاح" لم يحدث معه ذلك.

- كيف؟

- كان المال بدون رسالة

- وتلك كانت البداية؟

- بالضبط فبدانا جمع التحريات أكثر دقة عنه و لكن اسفرت عن عدم وجود دليل ضده.




حامد- لسه عايزين بالثأر يا "عبد الفتاح"

عبد الفتاح- "حسن" امانه معاك يا"حامد" هو وأمه

- في عنيه.

- "حسن" عامل اية في المدرسة؟

- شاطر و المدرسن بيشكروا فيه

- مجاش معاك ليه المرة دية؟

- عنده امتحانات الشهر و بيذاكر

- ربنا معاه

- قولتك بلاش؛ ونسيبه لربنا

- ده كان حقي و حق اهلي و بلدي؛ مقدرش اشوف الظلم وأسكت

- ما الناس كانت راضيه و ساكته و كفيه خيرها شرها

- أنا بدات وغيري هيكمل

- أمتي؟

- كل شئ بآوان

- ليه قتلت الباشا طيب؟

- هو الي بدا الضرب

- بدأ و انت تقتله؛ وعائلته طلبه الثأر منك ومن ابنك

- انا في السجن؛ وابني ربنا يحميه

- و نعم بالله بس

- بس ايه!

- ولا حاجة




عماد- هو كان بيعمل بمفرده؟

علاء- ايوه

- كيف؟

- هذا ما اثبته تحريات المباحث يعمل بمفرده.

- شخص يسرق و يبيع ما يسرق بمفردة؛شئ عجيب!!

- كان له صديق اسمه"حامد" شكت فيه المباحث و لكن بدون دليل فتم تبرائته

- فهمت؛ وطيب السرق و فهمنها؛ و القتل؟

- قتل الثري صاحب العزبة.

- اللي ضرب ابوه

- ايوه

- كيف؟

- كان عايز يسرق قصره من فلوس وذهب و تحف بمعني"كل ما خف وزنه وثقل ثمنه" و لكن.............

- ولكن.. ماذا؟

عبد الفتاح- لا أكيد في حاجه؟

حامد- عايز أسالك سؤال محيرني؟

- أيه هو؟

- أنت ليه تركت "عبد المجيد باشا" للاخر؟

- كنت عايز أدمره نهائياً؛ كنت عايز احرق زرعه و قصره و اسرق فلوسه و كل ما يملك

بمعني"أدمر اعصابه و يفقد توازنه"

- بس ده أخد احتياطه بعدما ما فعلت بالعمدة و شيخ البلد؛ وأنت كنت عارف كده؛

و أستعان بالمطاريد؛ وانت رأيتهم و علي الرغم من ذلك ذهبت تسرقه؛ حاجه غريبه!!

- كان همي الاكبر أن أثأر لابويه؛ لم أخف من المطاريد علي الرغم من انهم أقوي و

أكبر عدد مني؛ كان نفسي أخد بالثأر لابويه ولكل أهل البلد

- وكانت نهايتك السجن؛ انت كنت رايح تسرق اية اللي جعلك تقتل؟

- هو اللي رفع السلاح الاول

- طيب قتلته إزاي وكان معاه بندقية و أنت كنت أعزل من غير سلاح؟

- قاومته؛ وكان علي المكتب فتاحه ورق قتلته بها.




كان "محسن" يفكر في صديقة "عماد" طوال الوقت و قد مضي وقت طويل و لم يتصل

وكلما أتصل به لم يرد علي الهاتف؛ وكان "محسن" منزعجاً جدا من ذلك الأمر؛ و أراد بشتي

الطرق الاتصال به حتي انه فكر في الذهاب اليه في الأسكندريه ليري ما يحدث هناك؛

وكان زملائه في المكتب يلاحظون ذلك فمن عادة"عماد"ً إذا غاب يتصل بهم ليطمئنهم عليه؛

و شاركوا"محسن" فكرة و بداوا يخمنون ماذا يفعل الان "عماد" أحقاً أنها قصة ذهب للبحث

عنها أم انه مجرد هروب من العمل و الاستجمام في عروس الأبيض المتوسط؛ لدرجة

أن "مجدي" ضحك من هذا التخمين و بدا يقول "عماد"

ده راجل خبيث طلب اجازة لقصة و هو ذهب يستجم هناك و ضحك ضحكاً عالياً جداّ

جعل المكتب كله يضحك معه حتي "محسن"


وأنتهي موعدالزيارة و غادر "حامد" السجن عائداً الي بيته في القاهرة؛

ورجع "عبد الفتاح" الي الزنزانة مرة أخريح ولكن هذه المرة

كان يتذكر ما حدث في هذه الليله السوداء عندما قتل"عبدالمجيد"في قصره.

و شرد ذهن "عبدالفتاح" متذكراً ما حدث؛ حيث بدأ الامر وكأنه طبيعياً في حديقة القصرح

لم ير المطاريد؛ يبدوا انهم ذهبوا لسرقة أو قطع طريق؛ لم يتركوا الإ رجلاً واحداً تغلب

عليه"عبدالفتاح" بضربه علي الرأس فاغشي عليه و ربطه جيداً ثم قفز الي المكتب فلم

يجد أحد فوجدها فرصة للسرقة.

وكان "عبدالفتاح" لص غير متمرس علي سرقة القصور و الخزائن بل

جعل السرقة وسيلة للوصول الي غايته الا وهي الانتقام فدفعته حماسته

الي ذلك الامر.

فيبدوا عليه انه لم يدرك ان "عبدالمجيد" كان دائم التنقل بالليل بين غرفته

و مكتبه للأطمنئنان علي الخزنه والأوراق؛ وكان يحمل بندقيته دائماً لا يتركها

وفجأة دخل علي "عبدالفتاح" وهو يسرق.




5- الحوار.

بعدما ترك"حامد""عبدالفتاح" بعد أنتهاء موعد الزيارة متوجهاً الي بيته بمنطقة

القلعة بالقاهرة و هو يشعر بالندم لأنه ترك صديقه يواجهه هذه المحنه

و علي الرغم من أن "عبدالفتاح" جعله يتحمل مشئوليه أكبر و هي حماية زوجته

و ابنه"حسن" و ابويه الكبيرين المرضين؛ فهذه مسئوليه كبيرة جداً قد حملها"حامد".

وعندما عاد"حامد" الي بيته وجد من يقول له أن "أم حسن" تريده؛

و قد أشاع أنه عم"حسن" و أن والده مسافر و لا يوجد لهم أقارب

في البلد؛ فأتي بهم الي القاهرة لكي يكونوا في رعاية"حامد"؛حتي لا يتشكك في أمرهم أحد.

و ذهب"حامد" علي الفور الي "أم حسن" ووجدها كما يقولون"علي أحر

من الجمر" لمعرفة ما دار بينه و بين "عبدالفتاح" في الزيارة؛ فقال لها ما دار بينهما

من حوار؛ وفجأة رأن الصمت بين الأثنين.

بعدما أكتشف"عبدالمجيد" وجود"عبدالفتاح" في مكتبه و هو يسرقه؛ قال

له العبارات المعتادة في مثل هذه المواقف؛ قف مكانك يا حرامي يا لص؛

و بدأ يسبه بأغلظ الشتائم؛ وكان يقول له يا فلاح يا بن الفلاح الذي كان يبدو من مظهر "عبدالفتاح".

هنا بدا الغضب يظهر علي وجهة"عبدالفتاح" وقال ل"عبدالمجيد":

الفلاحين الذين تسبهم هم السبب في ذلك الثراء الذي تنعم به أنت وعائلتك كلها؛

بدون الفلاحين لا تصبح شئ؛ بعروقنا و سواعدنا نزرع و نفلح و نسقي و نحرث

و نحصد الزرع في برودة الشتاء و أنت تنعم بدفء نار المدفئة؛ و في حر الصيف

و أنت تنعم بجو المرواح و المكيفات؛ لا تشعر بما يشعر به الفلاحين من عناء و جهد؛

و انت تعطي مقابل ذلك مجرد ملاليم لا تكفي ليوم واحد.

- قاطعه "عبدالمجيد" من علمكم ذلك الكلام يا فلاح؛ كيف تجرؤ علي أن تكلمني هكذا؛

أنتم نسيتم أنفسكم أنكم مجرد فلاحين و ده شغلكم و نحن أسيادكم؛ لا تعتقدوا بمجرد

ان أتت فرة و تملكتم فيها بعض الاراضي أنكم أصبحتم أسياد؛ لا أنتم مجرد حثاله

لا تسوا شيئاً؛ و أنا و اهلي في هذه البلد من سنوات طويله؛ سُحبت منا أراضي كثيرة

و لكني أستطعت ان أعيدها منكم أنتم لا من غيركم؛ و رجعتم كما كنتم فلاحين نآمركم

فتطيعوا و لا يستطيع أحد منكم علي العصيان .

و بعدين هل أنت من أهل هذه البلد؛ و إذا كنت من أهلها فما الذي دفعك الي ذلك؟

- أنت!!

- أنا! يا فلاح يا حرامي.

- ايوه أنت.

لما ضربت أبويه وسط رجالك الي بتحمي نفسك بهم؛ فلن ينفعوك اليوم بعدما تركوك وحدك.

- كيف تركوني؟ و بعدين اولاً أبوك مين؟

- أبويه"متولي" ضربته لمجرد أنه طلب زيادة الاجر حتي يتناسب مع جهده؛ فضربته

أنت و رجالك و هو رجل كبير شيخ لا يستطيع مقاومة رجالك و لكني سثأر له منك.

- ضحك"عبدالمجيد" ضحكاً عالياً و أخذ يقول ساخراً أنت يا حرامي يا بن الفلاح هتضربني

أنت مجرد حشرة تضرب بالحذاء و هذا مقامك و أنا لا احتاج الي هولاء الرجال الذين تركوني

لا يهم؛ فأنك ضعيف مهما تظاهرت بالقوة و الشجاعة؛ فأنتم أيها الفلاحين جبناء مجرد عص

ا تفرقكم جميعاً؛ ولكن لن أضربك بالعصا بل بالنار لانك مجرد حرامي حاولت سرقتي فدافعت

عن نفسي و أطلق رصاصة نحو"عبدالفتاح".




قطع"حامد" حاجز الصمت الذي ران عليهما أثناء الحديث موجهاً حديثه الي "أم حسن"

ما الذي شغل بالك ؛ هل هناك شئ حدث اثناء غيابي و انا في زيارة "عبدالفتاح".

أم حسن- هل قلت له أن "حسن" مريض و لذلك لم يستطع المجئ الي الزيارة كالعادة.

حامد- لا أطمئني ام اخبره بل قلت له أن "حسن" مشغول بأمتحانات الشهر و المذاكرة

و لذلك لم ياتي هذه المرة؛ و اطمئني أيضاً لم اخبرة بمرض والديه الشديد؛ هل كل هذا يطمئن قلبك.

-لا

-لا!!..لماذا؟

-لان والدية توفيا بالامس

- توفيا!! من قال لك ذلك؟

- الشخص الذي ترسله عند أول كل شهر قد جاء أثناء زيارتك ل"عبدالفتاح" و قال لي الخبر؛

و قد دفنا بالامس

- الاثنين!! لا حول و لا قوة إلا بالله.

بدأ صوت الهاتف في الرنين في منزل "محسن" بعد منتصف الليل؛ وكان "محسن" نائماً

صوت الهاتف؛ فإذا به"عماد" و يعتذر علي هذا الاتصال المتاخر و هذا الازعاج.

ولكن"محسن" قاطعه و قال له أين أنت لماذا لم تتصل كل هذه الفترة؛ لا نعرف عنك شئ؛

ولما لا ترد علي الهاتف.

- اطمئن؛ فأنا بخير؛ وما هي أخبار الجريدة و الزملاء.

- الحمد لله؛ قليقون عليك؛ أخبرني ما هي أخبار قصتك؟

- الحمد لله؛ قد قطعت شوطاً لا بأس به هنا؛ و لكن يبدو أني ساذهب الي مكان أخر

لأستكمال ما بدات.

- إلي أين؟

- لم أحدد بعد من أين ابدا هذه المرة؛ و علي كل حال أنا بخير اطمئن.

و في الصباح ذهب "محسن" الي الجريدة يطمئن زملائه علي "عماد" و أنه قد أتصل به بالأمس؛

وفرح الزملاء بهذا الاتصال و أطمئنوا علي "عماد".


Friday, March 21, 2008

الثمن 2


2-البداية.

وهكذا بعدما طرح"محسن" الفكرة علي "عماد" بدأ في أخذ الخطوات الجادة

في البحث بدءاً من الارشيف الخاص بالجريدة أو عن طريق الأنترنت.

بدأ البحث خلال فترة عشر سنوات ماضية ووجد العديد من الحوادث التي من

الممكن ان تصلح أن تكون قصة مثل ابن يقتل امه بسبب المال أو الطعام؛زوجه

تقل زوجها وهكذا و لكن هذه الحوادث لم تشغل باله كثيراً؛ ولكن ما شغل

باله قصة غريبة من نوعها لا يعلم إذا كانت حقيقة أم لا أم إنها من واقع الخيال.

أصبحت هذه القصة تملك عقل و تفكير"عماد" حتي أصبح لا يتكلم إلا عنها.

و يبدوا أن "عماد" قد قرر بالفعل كتابة هذه الحادثة.

فوجد أسم وكيل النيابة الذي كان مكلف بالتحقيق في هذه الحادثة

وكان يدعو"علاء عبد الخالق".

وهكذ بدأ في وضع كما يقولون الخطوط الرئيسة لقصته؛ بدا بالحكاية فالأشخاص

التي من الممكن ان تساعده في هذه القصة.

وبدا اولاً في تحديد مكان بطل القصة ثم تحديد مكان وكيل النيابة.

ولان"عماد" صحفي متميز أستطاع من خلال علاقته الطيبة بالضباط من تحديد

بطل القصة حيث أنه مسجون في سجن "مزرعة طرة" و محكوم عليه

بالأشغال الشاقة المؤبدة.

وبدأ البحث عن مكان وكيل النيابة"علاء عبد الخالق" و استطاع تحديد

مكانه حيث أنه

يعمل الان رئيساً لنيابة باب شرق بالأسكندرية.

وقد قرر "عماد" السفر الي الاسكندرية لمعرفة التفاصيل.

أنا مسافر الي الاسكندرية هكذا قالهالزميله "محسن" الذي كان من المقربين اليه.

ولقد تعجب محسن من هذه الكلمة وسأل "عماد" انت مسافرالاسكندرية لية؟

قال له"عماد" انت نسيت فكرتك البحث عن الحوادث الماضية؛ وأنا وجدت البداية

في الاسكندرية لذلك أنا مسافر النهاردة.

لم يفهم "محسن" معني هذا الكلام ولانه أحس كما يقولون- بالحس الصحفي-

أن هناك شئ مهم جداً جعل"عماد" يسافر بهذه السرعة؛ لابد إنها حكاية

السفر و لم يشأ "محسن" معرفة المزيد لانه من المؤكد أن"عماد"

سوف يحكي له كل شئ.

وعرض علي"عماد" توصيلة الي محطة القطار متمنياً له

التوفيق في هذه الرحلة.

وشكر "عماد" صديقه علي توصيله الي محطة القطار

و علي

هذه الأمنية الجميلة.

3-اللقاء.

وصل"عماد" الي الأسكندرية في حوالي الساعة السابعة مساءاً؛ وقد أدرك

أن الوقت متأخر للذهاب الي النيابة لقاء"علاء عبد الخالق" رئيس النيابة

ومن يظن أنه سيساعده؛ ولحسن الحظ أنه كان معه مفتاح شقة يملكها صديقة "محسن"

فذهب اليها للراحة حتي يبدأ رحلة القصة.




في حوالي الساعة التاسعة صباحاً ذهب "عماد" الي النيابة

رئيس النيابة"علاء عبد الخالق".

وفي داخل سرايا النيابة كان ينتظر "عماد" لقاء"علاء" حيث أنه كان مشغول

في قضية كان يحقق فيها؛ و أخيراً بعد طول أنتظار وفق"علاء"

علي مفابلة"عماد" الصحفي حيث تعجب في بداية الامر من إصرار هذا الصحفي

علي مقابلته.

بدأ"علاء" محدثاً"عماد"- أهلا بك في سرايا النيابة

عماد- أهلا بك؛ والله يكون في العون.

علاء- هذا عملنا و نحن نفوم به و هذا هو واجبنا؛ و الان ماذا تريد مني بالضبط مني ياأستاذ.........

عماد- عماد..عماد يا أفندم

علاء- تمامح ماذا تريد؟

عماد- و الله يا أفندم أنا صحفي في جريدة"حول العالم" و أعمل في قسم الحوادث؛

و أهوي كتابة القصص و نشر لي بعض من القصص.

- من فضلك أبدأ في الموضوع مباشراً

- منذ حوالي شهر أردت كتابة قصة من الواقع فوقع عيني علي حادثة تصلح

لان تكون قصة و حضرتك كنت المحقق فيها.

- أنا قد حققت في كثير من القضايا؛ ماهي القضية بالضبط؟

- قضية من عشر سنوات.

- عشر سنوات!

- نعم

- ما هي؟




أصبح"محسن" شارد الذهن يفكر في قصة"عماد" الجديدة و بدأ يخمن في

عديد من الافكار التي من الممكن أن تكون قصة و لكنه لم يتوصل

الي شئ مما قد يكون فكر به"عماد"؛ و قد لاحظ زملائه أنه شارد

الذهن منذ سفر"عماد" فنادي عليه زميله"مجدي" ماذا بك يا "محسن" لماذا أنت هكذا؟

محسن-لا شئ يا مجدي

مجدي- لا من المؤكد أن هناك شئ يجعل حالتك هكذا.

محسن- لا؛ و من فضلك أتركني وحدي.

مراد- اكيد سفر تؤائم الروح "عماد"

محسن- أيوه سفر "عماد" و قالها و هو في قمة الغضب من كثرة الالحاح.

عزت- لما كل هذا الغضب يا "محسن" ده كان مجرد سئال و علي كل

حال إحنا متاسفون لازعاجك.

هكذا كان حال "محسن" شارد؛ متعصب؛ فما بالكم بحال صاحب القصة ذاته.




عماد- قضية"عبد الفتاح متولي"

علاء- عبد الفتاح متولي!

عماد- القضية التي كان متهم فيها "عبد الفتاح" بالسرقة و القتل منذ عشر سنوات.

علاء- يحاول التذكر .... نعم تذكرت هذه القضية؛ ولكن ماذا تريد منها بالضبط؟

- أنا قد اخبرتك في البداية أنني أهوي كتابة القصص؛ وأري أن هذه

القضية يمكن كتابتها في صورة قصة

- لا يهم بالنسبة لي؛ و لكن ما هو المطلوب مني بالضبط؟

- المساعدة؟

- كيف؟

- معرفة الظروف المحيطة بهذه القضية من بداية التحريات و الشهود

عليه؛ ولماذا قتل في النهاية؟

- وقف "علاء" متردداً لا يدري أيحدثه بما يعرف ام لا

- يا "علاءبك" ماذا بك؛ ماذا يعني هذا التردد الذي اراه؟

- بدأ يفكر بجديه في هذا الموضوع و مدي الاستفادة من ذلك؛ لا شئ

سوي التحدث مع ذلك الصحفي فقط.

وقد لاحظ "عماد" هذا التردد و قد خَيل له أن رئيس النيابة لا يريد المساعدة و هم بالانصراف لولا.......

أن قطع عليه"علاء" هذه التخيلات وقال له متي تريد أن تبدأ قصتك؟

فنزلت تلك الكلمات علي "عماد" كالماء الذي جري في الارض البور

غير

مصدق ذلك

-أستاذ "عماد" ماذا بك؛ لما لا ترد علي سؤالي؟

- لا شئ اقترح أن نبدأ اليوم وبه هو؟

- من ؟

- "عبد الفتاح متولي" لمعرفة ما هي الدوافع التي ادت به الي ذلك

الحال من الاجرام.

- و لكني سوف أفيدك بالقليل في ذلك الصدد

- و لو حتي القليل القليل

Friday, March 7, 2008

الثمن

الموضوع عبارة عن قصة كنت كتبتها من مده
ففكرت اني اعرضها عليكم واعرف ايه رايكم فيها
هي قصة طويله شويه ففكرت اني انزلها هلي عدة مرات
هي اسمها الثمن

الشخصيات.

1- عماد: صحفي في قسم الحوادث وهو الباحث عن القصة.

2- عبدالفتاح: صاحب القصة التي يبحث عنها عماد.

3- محسن: صديق عماد بنفس القسم.

4- حامد: صديق عبدالفتاح.

5- عبدالمجيد: صاحب العزبة.

6- زينب: زوجة عبدالمجيد وذات شخصية قوية.

7- فاطمة: زوجة عبدالفتاح وذات شخصية هادئة جداً ومتزنة.

8- طاهر: رئيس تحرير الجريدة.

9- عبدالحكيم: اخو عبدالمجيد؛ شخصية عقلانية تفكر بالمنطق والعقل.

10- راشد: الاخ الثاني لعبد المجيد؛ ذات شخصية عدوانية ومندفع لدرجة كبيرة جداً.

11- إسماعيل: الأخ الثالث لعبدالمجيد ومثل شخصية عبدالحكيم.

12- كامل: أخو زينب.

13- رشدي: الأخ الثاني لزينب وهو مثل عبدالحكيم تماماً.

14- معتز: ابن عبدالمجيد.

15- حسن: ابن عبدالفتاح.

16- علاء عبدالخالق: رئيس النيابة وهو المحقق في هذه القضية.

17- مسعد: صديق عبدالفتاح المقرب في السجن.

18- صالح مختار: مأمور السجن.

19- سعفان: عمدة البلد؛ وهو رجل ظالم يساعد "عبدالمجيد" في ظلمه.

20- طلبة: شيخ البلد وهو مثل سعفان في ظلمه.

21- سيده: خادمة زينب وسرها الأمين.


1-المقدمة.

كان الأستاذ "عماد" الصحفي في قسم الحوادث في جريدة"حول العالم"

يعشق كتابة القصص

التي يستمد أفكارها من واقع الحياة و من واقع عمله في هذا القسم؛

وقد كانت تنشر له بعض

القصص في نفس الجريدة في صفحة الأدب؛ و قد أعجب كثير من النقاد

و الزملاء بهذه القصص

التي كانت تبعد بحد كبير عن الخيال و الرومانسية و التفاؤل المفرط فيه؛ و

أصبح لديه رصيد

من القصص لا بأس به.

و كان"عماد" في هذا الوقت يبحث عن فكرة قصة جديدة؛ فأخذ يتنقل

بين هذا القسم

وذاك القسم"قسم الشرطة طبعاً" بحثاً عن قصة تصلح للكتابة فكانت تقع

عينيه علي

تجار المخدرات

و الأداب و تجار الأسلحة؛ ولكن كان يقول دائما ًإانه أصبحت قصص ممله؛

ضابط شرطة

يتنكر في هيئه لص و يدخل السجن مع صبي المعلم " حسن" تاجر المخدرت

ليتعرف علي

ه و يندمج معه حتي يصبح عضواً في العصابة حتي يتم المراد من رب العباد

و يتم القبض

علي المعلم " حسن" و معه المخدرات و تنتهي القصة علي ذلك؛

و لا تخلو من بعض

ا لرومانسيه الفياضة بين الضابط و زوجة المعلمحتي يقعا في الحب حتي

و لو عرفت انه ضابط.

قصص ممله راكدة هكذا قالها لزميله"محسن في القسم ذاته.

أصبح "عماد" شارد الذهن بعدما تملكت عليه رغبة في كتابة قصة جديدة

حتي أنه حاول

و لكنه فشل في ذلك لاحساسه بأنها غير واقعية.

حتي أشار عليه زميله"محسن" بأن يسترجع بعض الحوادث من السنوات

الماضية

عن طريق الأرشيفالخاص بالجريدة أو الجرائد الأخري ؛ و

بالفعل أعجب "عماد"

بالفكرة و بدأ رحلة البحث عن القصة.