Friday, November 7, 2008

الاتوبيس


الاتوبيس
مالك يا "عبدالمتجلي" بتعيط كده ليه زي ما تكون مات ليك ميت كده.
عبدالمتجلي بحرقة وبكاء شديد: الأتوبيس...... الله يسامحه.
حسن بدهشة: أتوبيس ايه يا راجل أنت؟! أهدا كده وفهمني.
عبدالمتجلي محاولاً تهدئه نفسه بأنفاس عميقة: أصل انا قولت الحق الأتوبيس علشان أروح.......
ولا يستطيع الكف عن البكاء ويعاود البكاء مرة اخري.
حسن بغضب: أنت يا راجل انت إذا مسكتش وبطلت عياط أنا أقوم اسيبك وامشي ؛ أنت فاهم ولا لأ.
عبد المتجلي مشوحاً يده لحسن: ياأخي ما تقدر ظروفي شوية؛ هو ايه خلاص مبقاش في رحمة
حسن وهو ينظر اليه نظره تعجب: ظروف ايه يا بني آدم؛ مش اعرفها الأول وبعد كده أقرر إذا كنت اقدر ولا لأ؛
وبعدين خلاص يا سيدي أنا أستني لحد ما انت تبطل عياط خالص وبعد كده اسمع ايه اللي حصل من الأتوبيس.
عبدالمتجلي وهو يرفع وجه للسماء وهو يدعو : يارب اللي سرق ما يتهنئ ولا يوعي.
حسن وكانه أكتشف شئ عظيم: اوعي تقول ان اللي في بالي هو اللي حصل
عبدالمتجلي بحسرة وحرقة: ايوة هو اللي حصل يا حسن يا اخويا.
حسن بلهفة: طيب أحكي يااخويا.
عبدالمتجلي وهو يستعيد انفاسه بعد كثرة البكاء: أبداً كعادتي كل يوم مروح من الشغل للبيت بعد يوم شغل
طويل ومرهق ما انت عارف طبيعة شغلي.
حسن بزهق: ايوة عارف؛ خلص علشان انا قربت ازهق منك
عبدالمتجلي: خلاص براحة شوية كده؛ للأسف ماحقتيش عربية الشغل والسواق مقدرش يستني شوية لحد
ما أجي راح ماشي علي طول مع أني دافع الاشتراك.
حسن: وانت كنت فين طالما أنت عارف أن في ميعاد للعربية؟
عبدالمتجلي بتلقائية: كنت بلي نداء الطبيعة ياأخي ... بلاش البي؟
حسن وهو يضحك: خلاص لبي براحتك؛ بس خلص بقي.
عبدالمتجلي: ابدا قولت اروح اخد تاكسي؛ حاكم انت عارف أن اخوك نزهي شوية والفلوس مش فارقة معاه
؛ قلت للسواق تاخد كام قالي 30 جنيه.. قمت قلبت معاه خناقه.
حسن بدهشة: خناقة ليه يا بيني آدم .... أنت ركبت معاه؟
عبدالمتجلي: لأ..
حسن: يبقي خناقة ليه؟!
عبدالمتجلي: أصلي أنا أغتظت أوي-ويلاحظ عبد المتجلي الضيق علي وجه حسن- قلت سيبك من التاكسي؛
قلت ناخد ميكروباص .... أقف أستني المكيروباص يجب أكتر من نص ساعة ولا في حاجة ظاهرة خالص
وتحس ان الاسفلت بقي كله بشر مرة واحده لحد ما زهقت قلت اخد الأتوبيس...
حسن بضيق: وبعدين خلص في يومك ده ؟
عبدالمتجلي محاولاً هذه المرة تهدئه حسن: لقيت اتوبيس بيوصل لحد البيت تقريباً قلت أركبه وخلاص؛ مع
اني معرفش أركب حاجة اسمها أتوبيس .. ما انت عارف بقي .....
حسن بنظرة اشتمئزاز: أيوة عارف... اقرع ونزهي..
عبدالمتجلي بضحك: أيوة عليك نور ؛ المهم لسه أروح علي الاتوبيس لقيته بيتحرك قلت لأ ان للاتوبيس؛
جريت لحد ما لحقيت الأتوبيس. والاتوبيس كان زحمة أوي ؛ وأنت عارف الحر واللي بيعمله في الناس. المهم استحملت؛ وأنا ايه واقف مخنوق من الحر والزحمة ومحدش حاسس بحاجة.. اللي عاوز يعدي شوية يأاستاذ
ويدوس علي الجزمة عادي... ولا في مشكلة. والبنطلون والقميص كانوا مكويين و100 فل وعشرة. المهم
جت محطتي ونزلت وياريتني ما نزلت و .....
حسن بدهشة: بتعيط ليه تاني حصل ايه بعد ما نزلت؟
عبدالمتجلي وهو يبكي: ياريتني ما جريت ورا الاتوبيس ولا لحقته.. يا ريتني؛ نزلت بحط ايدي في جيبي
ويا ريتني ما حطت
حسن : ايه اللي حصل؟
عبدالمتجلي بحرقة: ملقتهوش..
حسن: ملقتيش ايه يابني آدم؟
عبدالمتجلي: الموبايل يا بني آدم ماقتيش الموبايل
حسن وهو في قمة ضيقه وغضبه: بتقول ملقتيش ايه؟
عبدالمتجلي بعد أن هدا من بكائه: الموبايل....
حسن: الموبايل؛ بقي انت عامل المناحة ديه كلها علشان الموبايل؟!
عبدالمتجلي بدهشة: امال انت كنت فاكر ايه يا حسن؟
حسن بضيق: عبدالمتجلي أقوم من قدامي دلوقتي.....
عبدالمتجلي باستغراب: ليه يا حسن مش المفروض تقف حنبي في حاجة زي ديه؟
حسن باستغراب: أنا قلت المحفظة ولا حاجة طلع الموبايل...!!!
عبدالمتجلي: ماشي يا حسن مكنش العشم فيك تكون كده..!!
حسن: موبايل وبيعيط ... امال لو اتسرق منه حاجة تانيه حيعمل ايه؟


Friday, October 24, 2008

النهاية

24-الموافقة

خلاص يا محسن عبدالفتاح وابنه هيعيشوا في أمان بعد كده
ويندهش محسن- يعني إيه مش فاهم؟
عماد- يعني انا كنت عند عائلة عبدالمجيد وقابلت أخواته وأخوات زينب واتفقت معهم علي كل حاجة.
محسن- اتفقتوا علي غيه ما تفهمني؟
عماد- عبدالفتاح يقدم كفنه
ويندهش محسن أكثر- يقدم كفنه والناس ده وافقت بسهوله علي كده؟
عماد- أيوه لأنهم في الاساس مش عاوزين التأر
محسن- مادام مش عاوزين التأر ليه عبدالفتاح يروح لحد عندهم ويقدم كفنه؟
عماد- علشان في أتنين من عندهم عاوزين التأر؛ فلما عبدالفتاح يروح يقدم كفنه وسط أهل البلد كلهم
يبقي خلاص الموضوع انتهي

محسن- طيب الأتنين دول مش هيفكروا يعملوا حاجة؟
عماد- لا ما اعتقدشي؛ لأن عبدالحكيم كبير عيلتهم مرتب كل حاجة.
محسن- طيب عبدالفتاح هيوافق علي حكاية الكفن ديه؟
عماد- أكيد هيوافق؛ ده مش أكيد ده لأزم.

ويقابل عماد حامد وفاطمة مرة أخري ويحكي لهم ماذا حدث وإلي أين وصل معهم وهم لا ينطقون
بكلمة واحدة.

وينظر حامد إلي فاطمة ويقول لها- إيه رأيك يا أم حسن؟
وهي في حيرةمن أمرها لا تعرف ماذا تقول ولكنها قالت انها موافقتها ليست مهمة المهم موافقة عبدالفتاح
لأنه هو صاحب هذا الموضوع.

ولكن عماد يسألها- طيب إيه رأيك انتي؟
وترد فاطمة- أنا بصراحة نفسي أرجع البلد تاني؛ أنا تعبت وعايزة أرتاح وعايزة أبني يتربي
وسط أهل وبلده

ويقول عماد- يعني موافقة.. كويس؛ وأنت يا حامد.
ويقول حامد- إي حاجة فيها خير ومصلحة لصحبي عبدالفتاح وأبنه أنا موافق عليها.
ويبتسم عماد- خلاص مش باقي الإ عبدالفتاح نروح نزوره في السجن ونحاول نقنعه كلنا.
وفي داخل السجن يحاول عماد وحامد اقناع عبدالفتاح بقبول فكرة الكفن وهو متردد وفاطمة لا تتكلم
بل صامتة ولكتها فاجأه تنفجر في البكاء الشديد والكل ينظراليها لماذا تبكي هكذا ويقول لها عبدالفتاح
أنتي بتبكي ليه؟

وتقول- ببكي علي حالنا سنين طويلة عيشتها بعيد عن البلد وانت في السجن؛ وأبنك بيتربي بعيد
عنك وعن اهله؛ وأبوك وأمك...ماتوا وأنت في السجن

وينظر إليها عبدالفتاح ويصرخ في وجهها أنتي بتقولي إيه
وهي تقول وهي مستمرة في البكاء- زي ما بقولك أبوك وأمك ماتوا وأنت في السجن
وهو يبكي- محدش قالي ليه؛ وينظر إلي حامد مقلتليش ليه؛ وماتوا من أمتي؟
ويقول حامد- تقريباًمن سنة
عبدالفتاح- سنة!.. بقالهم سنة ميتين ومحدش يقولي.
وتقول فاطمة- مرضينياش نقولك وقلنا كفاية إللي أنت فيه.
ويقول عماد- مش ان الأوان بقي أنك توافق علي الأقل تروح تزور قبرهم؛ فكر في الموضوع فكر
في أهم حاجة مصلحة أبنك وحياته وإحنا هنسيبك دلوقتي بس لازم الرد يجئ بسرعة.

وفي داخل الزنزانة يجلس عبدالفتاح سرحان ويبكي علي وفاة والديه دون أن يحضر دفنهما ولا أن
ياخذ عزائهما وير اه مسعد هكذا ويحاول أن يتكلم معه ولكن بلا جدوي فهو ثائر ولا يريد أن يتكلم مع أحد؛
ويفكر ماذا يفعل أيوافق أم يرفض.

ويحاول ان ينام ولكن لا يستطيع السنوات الماضية تاتي إلي مخليته كشريط السينما والده يضرب
وهو يسرق
وهو يقتل وهو يسمع أن والديه ماتوا؛ كلها امور مرت امامه كشريط السينما لا يستطيع التفكير ؛
كأنما عقله
رفض التفكير؛ ومر يومان او ثلاثة علي هذا الحال لا جديد وهو ينتظرون الرد ويريدون
ينتهي هذا
الموضوع سريعاً.

ويذهب اليه عماد ليرأه ولكنه يعلم أنه في حاله غير جيدة تماماً لا يريد التكلم إلي احد؛ ولكن عماد يصر علي
أن يراه لأن الوقت يمر سريعاً.

ويراه عماد وبدأ يكلمه وكأنما يكلم نفسه لا يرد عليه ولا يشاركه في الكلام وعماد لا يستسلم لهذا بل يُصر
علي ذلك؛ وقاطعه عبدالفتاح خلاص أنا موافق بشرط تضمن لي حياتي وحياة أبني.

ويتردد عماد- بس أنت عارف الحاجات ده محدش يقدر يضمنها؛ بس أوعدك اننا نعمل كل إللي نقدر عليه
ويقول عبدالفتاح- خلاص شوف أمتي نقدر نروح البلد وأنا جاهز
عماد- أول ما تخلص الترتيبات اللازمة هنروح علي طول.
ويذهب عماد إلي حامد ليخبره أن عبدالفتاح قد وافق؛ وأنه ذاهب إلي البلد لكي يرتب كل شئ هناك.
ويكلب منه حامد أن يذهب معه ولكن عماد رفض وفضل أن يبقي هذه المرة علي أن يذهب عندما يذهب
عبدالفتاح.

ويذهب عماد إلي البلد ليخبر عبدالحكيم.
وفي خلال يومين قد أُعد كل شئ؛ عبدالحكيم رتب مع مدير الأمن هذا الأمر لأنه أيشاً لا يضمن زينب
ولا راشد
حتي وهو علي الفراش.

وعماد جهز كل المور اللازمة لذهاب عبدالفتاح إلي هناك ؛ إذاً لا يبقي سوي أن يرجع عبدالفتاح
إلي البلد
مرة أخري بعد غياب عشر سنوات عنها ويُقدم كفنه.



25- البلد مرة أخري.

وقبل الموعد الذي يصل إليه عبدالفتاح إلي البلد ليقدم كفنه يُحدث في البلد جلبة وتجهيزات غير عادية
في البلد مأمور المركز يتفقد الترتيبات بنفسه ومعه عبدالحكيم يرتب كل شئ حتي يمرهذا اليوم بأمان.

وفي المقابل كان راشد يسأل ماذا يحدث وهو لا يستطيع الحركة بسبب قدميه المكسورتين ويسأل خادمة الشحات
ويتردد الشحات في أن يخبره؛ ولكن راشد صرخ في وجه ويخبره الشحات بأن الواد مصباح بيقول أن تعبد
الفتاح متولي جئ البلد يقدم كفنه علشان كده البلد كلها وقفه علي رجل.

ويغضب راشد غضباً شديداً لدرجة أن عيناه أصبحت كلها شر وغضب وعلي الفور ذهب الشحات من
وجهه خوفاً من غضبه ومن ان يبطش به.

ولكن راشد حتي وهو في حالته تلك لا يكف عن التفكير في هذا الثأر بل صمم علبيه أكثر من الأول؛
بل قال لنفسه أنه سيضرب عبدالفتاح بالنار وسط أهل البلد كلها ولن يوقفه حتي البوليس؛ وعلي الجانب
الأخر في بيت زينب هي الأخري تسأل وتتردد أيضاً سيده في أخبرها فانها مريضة حزينة علي ابنها
ولا تريدها أن تحزن اكثر إذا عرفت ولكن وسط الحاحها أخبرتها سيده.

ولكن علي عكس ما توقعته سيده فقد توقعت ثورة غضب وهذا ما لم يحدث بل سكتت ولم تنطق بكلمة.
هل هذا هو السكوت الذي يسبق العاصفة؛ أم سيكون الرضا بالأمر الواقع.
وعلي الجانب الأخر عبدالحكيم ورشدي وإسماعيل وكامل يبذلون أقصي جهدهم لانجاح الأمر دون
أزعاج من راشد وزينب.

ولكنهم توقعوا بأنهملم يفعلوا شيئاً وخصوصاً وأن ميدر الأمن سيحضر بنفسه.
تُري هل توقعهم صحيح؛ أم ماذا سيحدث؟
وأتي اليوم الموعود والكل في انتظار قدوم عبدالفتاح عبدالحكيم البلد كلها؛ الكل في ترقب.
ويأتي عبدالفتاح إلي البلد مرة اخري ومعه زوجته وابنه وصديقيه حامد وعماد وايضاً محسن الذي
لم يدع هذه الفرصة تفوته.

وبدأ ينظر عبدالفتاح الي الوجوه التي عرفها وعرفته من سنين وإلي البلد وإلي حالها والكل ينظر
اليه ويترقبون ماذاسيحدث.

وكان أول طلب طلبه عبدالفتاح هو زيارة قبر والديه ليقرأ لهما الفاتحة ويترحم علي روحمهما؛ وذهب
إلي هناك وبكي بحرارة وبحرقة شديدة وبدأ وكأنه يحدثهما ويطلب منهما السماح وأن يعذروه فيما فعل.

وبعد ذلك ذهب إلي بيت عبدالحكيم بأعتباره كبير العائلة فهو الذي سيتقبل الكفن من عبدالفتاح وكان بجواره
رشدي وكامل وإسماعيل ومعتز.

الكل في ترقب يبتظرون هذه اللحظة.

ويأتي عبدالفتاح ويستقبله عبدالحكيم بترحاب شديد لم يكن يتوقعه عبدالفتاح وسلم الأبناءعلي بعضهم
معتز وحسن.

وسلم عبدالفتاح كفنه إلي عبدالحكيم أمام اهل البلد كلهم؛ إلإ شخصيات لم يكونوا موجودين وسط
اهل البلد؛ تُري أين ذهبوا في ذلك اليوم الذي كانوا ينتظرون فيه رؤيه عبدالفتاح وابنه

راشد صمم ان يأخذ بثأره ولو وسط رجال البوليس واهل البلد كلهم وهذا ما يريد فعله؛ فتسلل خلسه إلي
مكان يستطيع فيه رؤي ه عبدالفتاح وابنه ولم تمنعه قدميه علي فعل ذلك الأمر؛ في البداية كان يريد ابن
عبدالفتاح والأن يريد الأثنين؛ وكل هذا والكل سعيد بهذا اليوم؛ عاد عبد الفتاح؛ أصبح لا يوجد ثأر؛ حسن
يمكنه الأن البقاء في البلد هو وامه وكل هذا ولا يدرون ماذا يخطط لهم القدر مع رشاد الأهوج العصبي ولا نبالغ إذا وصف بالغباء.

وزينب سيطر عليها أحساس الأمومة وفقدانها لأبنها جعلها لا تفكر في شئ غيره.
وكانت مفاجئه للجميع ان تأتي وتقول لهم انها أختارت ابنها؛ وقالت لهم انها لا تريد ان تفقده كما فقد زوجها.
والجميع كانوا يتمنون حضور راشد ولكنه لم يحضر.
وحان موعد رحيل عبدالفتاح من البلد ليعودإلي السجن ؛ سلم عليه الجميع وتصافحت
زينب وفاطمة.

ولكن وسط كل هذه الفرحة دوت صوت طلقة نار واصابت.......


26- النهاية.

دوي صوت الطلق الناري في الأسماع وكأنها قنبله أنفجرت أو زلازل هز الجميع. فأسرع
الجميع ليروا من اطلق النار لأن عبدالحكيم كان محذر من أطلاق النار فدخل في نفسه الشك تجاه
راشد فذهبوا......... لكن أقدامهم تسمرت وذهلت العقول وجحظت العيون وبدا الجميع في البكاء لأنهم
وجدوا طفل صغير في حدود العاشرة من العمر أصيب بهذا الطلق وأن الرصاصة قد قضيت عليه؛ وأمسك
رجال البوليس براشد لأنه لم يستطع الهرب بسبب قدميه وهو في حالة فزع زهلع لأنه لا يصدق ما فعل
لقد قتل.. قتل.. أبن اخيه "معتز" بدلاً من ان يقتل ابن عبدالفتاح لقد خانته يديه وعُمي قلبه وبصره
فبدلاً من ان يقتل ابن عبدالفتاح يقتل معتز.

وزينب في حالة ذهول تام وتحضتن أبنها وهي لا تنطق بكلمة واحدة.
وعبدالفتاح يحضن ابنه بشده هو وزوجته ويحمدان ربهما أن نجي ابنهما من هذا الشخص.
وأنفجرت زينب في بكاء هيستري وتردد كلمات غير مفهومة وتقول أن معتز لم يمت ابني عايش
هيقوم دلوقتي بصوا قوم يا معتز قوم خليهم يشوفوا أنك لسه عايش.

والجميع واقفون يضربون كف علي كف
هذا هو القدر؛ قدر زينب بأن يموت زوجها مقتولاً وايضاً يموت ابنها مقتولا وليس علي يد شخص
غريب بل علي يد عمه الذي امتلي بالحقد والكراهية.

ومدير الأمن يقول لعبدالحكيم اعذرني لازم اخد راشد ديه قضية قتل وانا مقدرش
اتغاضي عنها

ويقول عبدالحكيم – شوف شغلك حضرتك؛ بس انا عاوز اقوله كلمتين
مدير الأمن- اتفضل
وينظر عبدالحكيم إلي راشد وهو ساخط منه- ده نهاية تفكيرك الغبي تقتل ابن أخوك وتخلي امه تتجنن عليه؛
استفدت إيه من ده كله دلوقتي اتقضي بقيت عمرك في السجن تدفع ثمن تهورك وغبائك

ويقول راشد وهو يبكي- كفايه يا عبدالحكيم كفاية أعمل معروف
عبدالحكيم- دلوقتي بتقول كفاية؛ ودلوقتي بتبكي كان فين الكلام ده من الأول كان فين.

وأخيراً يا عبدالفتاح انتهيت من الكابوس ده
عبدالفتاح بفرحة- اخيراً يا استاذ عماد انتهيت وخلاص ابني دلوقتي يقدر يعيش في أمان ويقدر يروح
البلد في أي وقت يحبة

ويبتسم عماد- ل يك عندي مفاجاة
ويندهش عبدالفتاح- مفاجأة إيه؟
عماد- انا قدمت طلب لوزارة الداخلية علشان يفرجوا عنك بعد3/4 المدة وانت بالذات حسن
السير والسلوك

عبدالفتاح بفرحة- بجد يا استاذ عماد
عماد- أيوه وهم دلوقتي بيدرسوا الطلب
عبدالفتاح- انا مش عارف أشكرك إزاي انت وقفت معاي كتير انا مش عارف أودي جمايلك
ديه كلها فين

عماد- جمايل إيه يا راجل وهو في بين الصحاب جمايل.

وأخيراً يا محسن الموضوع خلص
محسن- خلص والحمد لله؛ دلوقتني أنت اكيد عايز اجازة شهر ترتاح فيها من كل المتاعب
إللي شفتها.

عماد- أنت بتقول فيها أنا فعلاً عايز اجازة أرتاح فيها؛ بس المهم في الموضوع ده كله ان كل واحد اخد
جزائه ودفع تمن غلطته.

عبدالفتاح: دفع تمن غلطة السرقة والقتل
راشد: دفع تمن غبائه وعناده بأنه قتل ابن اخيه معتز
زينب: هي أيضاً دفعت التمن بموت ابنها لما فكرت تقتل ابن عبدالفتاح؛ علي الرغم من انها تصعب
علي الواحد دلوقتي
.

محسن- جري ايه يا عم عماد انت لسه بتفكر في الموضوع انسي بقي.
عماد- عندك حق يلا ياعم أديني مفتاح شقة السكندرية أروح ارتاح
فيها شويه

Saturday, October 11, 2008

الثمن 11

22- المقابلة.

ويأخذ "عماد" الخطاب من "عبدالفتاح" وبهذا الخطاب سيرد "حامد" علي جميع تساؤلات "عماد"؛
ولكن "عماد" لم يذهب مباشراً غلي "حامد" بل سيذهب إلي بيت صديقه "محسن" ليخبره
بما يحدث وقد تفائل "محسن" قليلاً ولكنه ةأظهر قلقاً من "حامد" حيث من الممكن ان يشك في "عماد"؛
وعماد لم يكذب هذا القلق بل شاركه فيه؛ ولكنه أراد أن يجازف وعلي راي المثل-ــ ياصابت يا خابت-ــ
وأراد "محسن" ان يذهب مع "عماد" لمقابلة "حامد" ولكنه رفض وفضل ان يذهب لوحده لمقابلته.


وفي بيت "حامد" جلس هو و"فاطمة" يفكران في هذه الرسالة ومدي جديتها وماذا سيفعلان.
وقالت فاطمة- اسمع يا حامد المكتوب مفيش من مفر.
حامد بدهشه- يعني إيه؟
فاطمة- يعني أنروح فين تاني؛ كفاية سبنا البلد وأهلنا وجينا علي هنا؛ وحسن أتربي هنا وسط الناس ديه
وبقي واحد منهم؛ ولما نمشي أنقوله إيه؟

حامد بأستنكار- يعني نقعد نستني قدرنا.
فاطمة بضيق- قول أنت نعمل إيه؟
ولكن حامد لا يرد علي السؤال لأنه فعلاً لا يدري ماذا يفعل؛ وفاطمة تُلح عليه بهذا السؤال وهو كل ما عليه
يقول لا أعرف…لا أعرف؛ وصمت الأثنين ولكن قطع صمتهما هذا طرقات علي الباب الشقة وذهب
حامد ليفتح الباب فإذا به واحد من جيرانهم يقول له أن هناك شخص يريده ويسأل عليه.

ويرد حامد علي جاره وهو يتغلثم في الكلام- مين الشخص ده؛ وعاوز إيه؟
ويشير جاره ‘لي عماد؛ ويدعوه حامد إلي الدخول وهو متخوف منه هو وفاطمة.
ولاحظ عماد ذلك التخوف والقلق منه؛ ولكنه يعلم أن هذا سيحدث ولكنه لم يبالي وقال لهما ان معه خطاب
من عبدالفتاح وأظهره لحامد وفتح الجواب وبدأ يقرأ بصوت مرتفع وفيه:

صديقي العزيز حامد…
"الشخص الذي معه الجواب شخص موثوق فيه وهو الأستاذ"عماد" وهو صحفي وأنا أعرف ذلك؛ وهو
يريد منك بعض الأجابات علي بعض الأسئله فساعده علي ذلك؛ وسلمني علي زوجتي وعلي ابني حسن..

اخوك عبدالفتاح"
وبعدما قرأ "حامد" الجواب قالت فاطمة- أنت بقي الأستاذ عماد.
ويرد عماد- أيوه انا الأستاذ عماد.
وتقول فاطمة- عبدالفتاح بيحبك قوي وبيثق فيك لدرجة أن هو بعت معاك جواب
عماد بابتسامه خفيفة- الحمد لله علي كده.
فاطمة- المهم أنت عايز إيه؟
- زي ما قال الجواب.
ويقول حامد- أسئلة إيه إللي أنت عايز عليها إجابات؟
وتقوم فاطمة لتخرج من الغرفة ولكن عماد طلب منها البقاء
وتقول فاطمة بضيق- وأنت عايز مني إيه؛ أنت عايز حامد مش عاوزني.
ويرد عماد- يمكن أعوزك؛ علشان كده أنا بأطلب منك أنك تبقي معانا.
وتجلس فاطمة وهي تكاد تختنق من الضيق.
ويبدأ عماد في الكلام ويقول لهم- أنا تقريباً عرفت كل حاجة عن عبدالفتاح سبب دخوله السجن وحياته
قبل السجن كانت إزاي؛ بس ناقص بعض الأمورإللي عايزه توضيح؛ وأتوضح منك انت يا حامد.

وحامد بدهشه- من انا؛ مش فاهم؟
عماد- عبدالفتاح لما كان بيسرق المواشي أنت إللي كنت بتصرفاه صح.
وينظر إليه حامد ولا يرد.
ويكمل عماد- التجار غللي كانوا بيشتروا منك كانوا بيخدوا المواشي من غير ما يسألوا
حامد- بص يا أستاذ"عماد" أكيد عبدالفتاح قال لك أني كنت أعرف ناس كتير وعلاقتي بهم كويسه
وكانت في ثقة بينا.

ويقاطعه عماد- يعني كده كان مفيش حد بيسأل
حامد باستنكار- هو لو كان حد بسال كان زماني مع عبدالفتاح في السجن.؛ وبعدين أنا كنت ببيع لتجار
أعرفهم قوي علشان ما يسألوش وكان زيادة في الحرص كنت بقول أنا مجرج وسيط.

عماد- وكانوا بيصدقوا؟
حامد- كان المهم عندي يأخدوا المواشي واخد الفلوس.
عماد- طيب المواشي إللي كان عبدالفتاح بيسرقها ويخليك تبعها ما كنش في لجنه او كمين
شرطة في السكة.

حامد- عبدالفتاح كان بيجيب المواشي قرب الفجر وكان سوق المواشي علي بعد ساعتين تقريباً من البلد؛
يعني لو مشيت الفجر محدش يأخد باله ولا حتي كمين ولا لجنه؛ وربك كان بيسترها؛ وبعدين الواحد ماكنش
بيسرق كل يوم علشان الأمور ما تنفضحش.

ويقول عماد- طيب عبدالفتاح كان بيسرق لوحده؛ ولا كان معاه حد ؟
ويرد حامد- الله أعلم.
عماد في ضيق- ونعم بالله؛ بس إزاي واحد لوحده يسرق كل ده من غير ما حدج يساعده.
وتقاطعه فاطمة وتقول له- لا كان في واحد بيساعده.
وعماد بلهفه- مين هو يا ست فاطمة.
وعلي الرغم من عماد يعلم ولكنه يريد ان يتأكد من ان زوجته تعلم شئ لاخر أم لأ
وترد فاطمة- واحد من المطاريد
وبدأ عماد يوجهه حديثه إلي فاطمة- يعني يا ست فاكمة أنتي كنتي عارفة كل حاجة
فاطةة بمرارة- إيوة…
عماد- وسكتي طيب ليه
فاطمة- مش عارفة ما قدرتش امنعه؛ كان مصمم علي كل حاجةبيعملها؛ انا كنت كل ليلية يخرج فيها بحس
أن هو مش هيرجع تاني؛ كنت ببقي مرعوبه وخايفة عليه وحاولت كتير معاه وبالذات لما قالي أن
واحد من المطاريد بيساعده.

ويقاطعها عماد- يعني حامد كان فاكر ان عبدالفتاح كان شغال لوحده.
فاطمة- مش كده.
عماد بتساؤل- طيب إزاي؟
فاطمة- ما رضيش يقول له أن واحد من المطاريد بيساعده؛ كان عاوز حامد ما يعرفش مين بيساعده.
عماد موحهاً حديثه إلي حامد- وانت يا حامد ما حاولتش مرة تسألهخ مين بيساعده؟
حامد- حاولت بس كان بيقولي واحد مش مهم تعرفه؛ يعني كان بتهرب من سؤاليمكن التعامل معهي.
عماد- وانت يا يت فاطمة في الليله إللي خرج فيها يسرق "عبدالمجيد" ليه سبتيه يخرج
فاطمة وهي تبكي- ما قدرتش أمنعه كان عايز ياخد بتار أبوه غللي انضرب قدام أهل البلد كلها؛ وقال لي
لو حصلي حاجة حامد هيتصرف.

ويقاطعها حامد بخزن- أنا حاولت امنعه كمان بس كان مصمم؛ والبلد كلها عارفة أن في واحد من المطاريد
بيحميه؛ بس ما كنشي في فيده من الكلام؛ وقالي لو اتخرت عليك أكتر من ربع ساعة أمشي علي طول

ويقول عماد- وهو خرجك من القضية كلها علشان تحمي مراته وابنه
حامد بمرارة- أيوه…أيوه
ويسأل عماد- طيب مفيش حد من عائله عبدالمجيد عرفوا مكانكم
حامد- لا عرفوا مكاننا
عماد باستغراب- إزاي!
حامد- مش مهم إزاي المهم عرفواز
وطرأ علي ذهن حامد أن يرسل عماد إلي البلد ليتأكد من صحة الرسالة التي وصلته؛ وتردد حامد ولكنه يتشجع-
أسمع يا استاذ عماد طالما أن عبدالفتاح وثق فيك ممكن انا كمان أثق فيك

عماد- أكيد ممكن تثق في
حامد- إللي قالي أن اتنين من عائله عبدالمجيد عرفوا مكاننا واحد من عائله عبدالمجيد نفسها أخوهم الكبير
"عبدالحكيم"

ويندهش عماد- أن الأخ الكبير يحذر حامد من أخوة
ولكن حامد قطع أندهاشه وقال له أن عبدالحكيم مختلف تماماً عن اخوه عبدالمجيد وراشد؛ وأنا عايز
ك تتأكد من صحة الكلام ده ممكن..

عماد بدون نتردد فقد اتت الفرصة للذهاب إلي البلد بسبب قوي من وجهه نظره فوافق عماد علي الفور؛
وقد قرر مساعة عبدالفتاح؛ طالما ان عبدالحكيم مختلف فيمكن التعامل والتفاهم معه.

وسافر عماد إلي بلد عبدالفتاح ليلتقي عبدالحكيم.
فهل سينجح فيما يسعي إليه؛ أم سيفشل في ذلك؟


23-عماد والصلح.

وتري فاطمة حامد وهو يحدث نفسه ولا يردري بوجودها وكان يقول لنفسه هل سينجح في أقناعهم بتقبل
كفن عبدالفتاح ونسيان الثأر نهائياً أم سيرفضوا؛ لكن فاطمة لم تطق أن تراه هكذا فنادت عليه حامد...حامد.
ويفزع حامد ويخرج من سرحانه هذا وهو يقول لها- إيه في حاجة حصلت؟
وتقول له- انت إللي في إيه وكنت سرحان في إيه؟
ويلوح حامد بيده- لا مفيش حاجة
وهي تقول- لا أكيد في حاجة تخليك كده.
ويقول حامد- بصراحة إيوه في حاجة لو حصلت كل حاجة هترجع لمكانها الصح ونعيش في أمان.
وفاطمة باستغراب- حاجة إيه ديه؟
حامد- لا مش وقته لما تحصل اتفرحك قوي؛ أنا متأكد من كده.

وسافر عماد إلي البلد وفي عقله كثير من المخاوف من هذه المقابلة وأول شخص قابلة سأله عن بيت
عبدالحكيم مهران؛ ودله هذا الشخص علي البيت.
ودخل عماد البيت وأنتظر عبدالحكيم.
وذهب مصباح ليخبر سيده أن هناك شخص من مصر يريد مقابلته في حاجة مهمة؛ وعبدالحكيم يقول
له من هو يا مصباح ومصباح يرد ما قلش أسمه وقال ان هو عاوزك بنفسك.
عبدالحكيم- خلاص روح أنت وانا جي وراك.
ويقول عبدالحكيم لنفسه من الرجل ده وعاوز مني إيه علشان يجئ من مصر لحد هنا.
ويدخل عبدالحكيم علي عماد ويسلم عليه ويرحب به.
عماد- أهلاًبك
عبدالحكيم- الواد مصباح قالي أنت عاوزني خير ان شاء الله.عماد- كل خير انا جئ من طرف
"حامد" أكيد تعرفة
وعبد الحكيم بتساؤل- حامد مين يا أستاذ
ويبتسم عماد- ليك حق تقلق مني بس انا أديك أمارة علي كده الراجل إللي بعته بالرسالة لــ"حامد"
اقتاله أن الرساله ايتاكدوا منها.
ويبتسم عبدالحكيم- انت بقي إللي جي تتاكد من الرسلة.
ويرد عماد- إيوه انا.
عبد الحكيم- نتعرف ببعض الأول.
ويعرفه عماد علي نفسه وعلي مهنته.
ويستغرب عبدالحكيم ويندهش- وحامد عرفك منين
ويرد عماد- عرفني عن طريق صاحبه
عبدالحكيم- صاحبه مين.
عماد- عبدالفتاح متولي.
ويندهش عبدالحكيم- عبدالفتاح... انت تعرف عبدالفتاح؟
عماد- أيوة أعرفه.
عبدالحكيم- تعرفه إزاي
عماد- مش مهم إزاي المهم في إللي أنا جئ علشانه
عبدالحكيم- وأنت جئ في إيه؟
عماد- في كل خير أن شاء الله؛ بص يا عبدالحكيم بيه أنا عرفت وسمعت عنك كل خير وأنت
راجل عاقل وكبير عائلتك.
ويشكره عبدالحكيم.
ويكمل عماد- عايزين نخلص من الموضوع ده
وعبدالحكيم بدهشه- موضوع إيه؟
عماد- موضوع التار؛ خلاص عبدالفتاح أخد جزائه علي إللي عمله وكفاية ان أبنه اتربي بعيد عنه
وعايش بعيد عن أهله وبلده.
عبدالحكيم- في غير كده.
ويسأل عماد- إيه تاني؟
عبدالحكيم- أبوه وأمه ماتوا وهو تقريباً معرفش.
ويرد عماد- ده أكيد لأنه مجبش سيرة خالص عن موت أبوه وأمه وده عقاب تاني.
عبدالحكيم- بص يا أستاذ عماد الكلام ده لأزم يكون في ناس تاني معانا؛ أحنا نتغدي الأول وبعد
كده نكمل كلامنا لحد ما الناس تجئ.
ويسأل عماد- ناس مين تاني؟
عبدالحكيم- أخويا إسماعيل وأخوات زينب كامل ورشدي.
ويظهر القلق علي وجه عماد ولكن عبدالحكيم في أبتسامه يقول له أطمن دول زي تمام.
وبعت عبدالحكيم مصباح لينادي عليهم؛ وعلي الفور أتي الثلاثة ووجدوا عماد وعرفهم به عبدالحكيم.
وبدأ عماد الكلام وشرح ماذا يريد؛ يريد الصلح والتنازل عن الثأر وكفايه إللي قضاه عبدالفتاح
في السجن وضياع عمره كله في السجن وبعدين هو دفع ثمن غلطته إيه ذنب أبنه يدفع ثمن
غلطة معملهاش ابوه هو إللي عملها وبعدين انتم ممكن تقبلوا كفنه.
وينظر الأربعة إلي بعضهم وفجأة ينفجرون في الضحك وعماد ينظر إليهم ويندهش ويقول لنفسه
هو كلامه في حاجة تضحك للدرجة ديه ولا إيه إللي حصل.
ويقول له رشدي- إيه إللي يخليك تقول الكلام ده؟
عماد- أحساس أن طفل برئ معملش إي حاجة ممكت يقتل في إي لحظه وأحساس بأن واحد أعترف
بغلطته وأخد عقابه ودفع عمره ثمن وأبوه وأمه ماتوا من غير ما يشفهم.
ويقاطعه عبدالحكيم- يبقي أنت وحامد مفهمتوش الرسالة أنا قلت زينب وراشد في حد من إللي
قاعد قدامك أسمه زينب ولا راشد.
وينظر إليهم عماد ولا يستطيع الرد
ويقول كامل- بص يا استاذ أحنا مش عاوزين التار ده والكلام إللي انت قلتله كله مضبوط كفايه
إللي شافه عبدالفتاح.
عماد- أنتم مش عاوزين؛ طيب زينب وراشد
ويقول عبدالحكيم- أحنا ممكن نخليهم قدام الأمر الواقع؛ بمعني إحنا موافقين علي حكاية الكفن وأنا
شخصياً مستعد أروح لمدير الأمن وأدبر معاه الموضوع ده
ويكما إسماعيل- اما بالنس به لراشد هو دلوقتي مقدرش يتحرك من السرير علشان رجليه التنين
في الجبس؛ وزينب زيه في السرير زعلانه علي أبنها إللي معانا دلوقتي.
وعماد بدهشة- يعني إيه معاكم.
ويرد كامل- يعني زي ما بيقولوا ورقة ضغط؛ تبطل تفكر في التار ابنها يرجعها غير كده
مش اتشوف ابنها
ويقول عبدالحكيم- ده كل إللي عملناه الباقي عليك أنت تقنع عبدالفتاح وتخليه يوافق وأحنا
هنرتب كل حاجة
ويقول عماد بثقة- تأكدوا تماماً أن عبدالفتاح هيوافق
رشدي- خلاص نستني منك تليفون عاشان نرتب الموضوع.

Monday, September 29, 2008

عيد سعيد

كل سنه وانتو طيبين

Saturday, September 6, 2008

الثمن10



20- المسامح كريم.

ومن داخل السجن يجلس الأتنين وجهاً لوجه ولكن "عماد" يجلس في خجل من "عبدالفتاح"
وعبدالفتاح ينظر إليه نظرة عتاب لأن الذي وثق به كذب عليه وحاك حكاية ليتعرف
عليه ولكن "عماد" قطع حاجز الصمت بأن سأله- لماذا أتصل به وماذا يريد؟
ونظر "عبدالفتاح" إليه نظرة حادة ثم ضحك ضحكة عالية وقال له- انت مش عاوز تكمل
موضوعك ولا إيه؟
وظهرت علامات الدهشه علي وجهه"عماد" إذ لم يكن يتوقع هذا ابداً وقال له يعني
أنت كده خلاص سمحتني؟
ويرد عليه "عبدالفتاح" بابتسامه هادئه االمسامح كريم؛ وبعدين إحنا مش
عايزين نضيع وقت وخلينا نكمل كلامنا.
ويبدأ "عماد" في التسجيل ما سيرويه "عبدالفتاح" ولكن أراد أن يبدأ كيف سرق
وكيف كان يصرف المسروقات وسأله "عماد".
ويرد عليه "عبدالفتاح"- يا أستاذ "عماد" المثل بيقول أيد لوحدها ما تصقفشي.
ويرد عماد- معني كده كان في حد معاك في الموضوع ده.
عبدالفتاح- إيوه كان في حد معايا؛ واحد كان شغال عند "عبدالمجيد بيه"
واحد من المطاريد كان بينزل من الجبل كل يوم بليل يحميه وبحرسه؛ وأنا
الحمد لله قدرت أخليه معى.
عماد بدهشة- معاك إزاي؟!
عبدالفتاح- القرش صياد؛ أقنعته أن ليه جزء من الفلوس لوحده فوافق.
عماد- يعني كده هو إللي كان بيسرق معاك.
عبدالفتاح- إيوه.
عماد- طيب إزاي وهو كان بيحرس "عبدالمجيد".
عبدالفتاح بابتسامه- سهلة؛ إحنا كنا بنسرق في نص الليل والبلد كلها نايمه
حتي "عبدالمجيد" نايم كالأموات.
عماد- طيب كنتوا بتخبوا إللي بتسرقوه فين؟.
عبدالفتاح- مفيش وقت نخبي فيه؛ كان إللي بتاخد يتباع علي طول.
عماد بأستغراب- إزاي يعني.. مش فاهم؟
عبدالفتاح- أفهمك؛ حامد صاحبي كان بيبقي مستني علي أول البلد بعربية نقل
بتيقي متأجرة لمدة يوم واحد؛ وكان بيأخد البهائم والمواشي وينزل بهم علي السوق
وكان عنده تجار مواشي كتير بيبعلهم؛ وكان بيجبلي الفلوس؛ كنت بدي حاجة للراجل
إللي كان بيساعدني والباقي كنت بوزعه علي أهل البلد.
عماد- يعني كده كنت بتأكل أهل البلد بفلوس حرام؟
عبدالفتاح- فلوس حرام إيه؛ أنت عايز تقنعني أن واحد مش لاقي يأكل وأول
ما يشوف قرشين قدامه يسال ده حرام ولا حلال؛ ويا أستاذ أحنا عايشين في ضنك
ومرارة وغيرنا بيأخد عرقنا؛ وبعدين الغلابة إللي زينا ما تفرقشي معاهم حرام ولا حلال.
عماد- مش منطق ولا كلام معقول؛ علشان انا جعان أكل حرام وأكل عيالي من حرام؛
يعني كده كل إللي مش لاقي يسرق ويقول انا غلبان وعايز أكل واكل عيالي؛ وبعدين انتوا
إللي سكتوا علي الموضوع ده؛ رضيتم بحالكم؛ ورحتم بعتم أرضكم وبعد كل ده تقولوا مش لاقين.
ويردعبدالفتاح- يعني كنت عاوزنا نعمل إيه؛ نرفع السلاح ونقتل كل واحد يأخد عرقنا.
عماد- لا؛ إحنا من غيركم مش هناكل؛ أنتوا إللي بتزرعوا وبتحصدوا وهم كمان مش هياكلوا؛
يعني انتم الأصل والأساس؛ غيروا نفسكم.
عبدالفتاح- خلاص يا أستاذ؛ وبعد إيه يننفع الكلام أنا خلاص أخد جزائي
عماد- يعني أنت كده رضيت وارتحت لما دخات السجن وابنك مهدد بالقتل في كل لحظة.
عبدالفتاح بمرارة- ما خلاص أنا اعترفت بذنبي.
عماد- ما دام أعترفت بذنبك وأخد عقابك تأكد تماماً أن ربنا مسامح وكريم؛ المهم انت
عملت إيه مع الراجل ده.
عبدالفتاح- أنا ما كنتش أثق فيه أبداً.
عماد بدهشه- طيب كنت بتخليه يساعدك ليه.
عبدالفتاح- علشان هو حرامي والحكاية ديه متفرقشي معه؛ وبعدين أنا في
الليله إللي رحت علشان أسرق فيها "عبدالمجيد" ضربته.
عماد- طيب وصاحبك "حامد" كان عارف أن الراجل ده من المطاريد.
عبدالفتاح- لا طبعاً.
عماد- لا .. امال كنت بتقوله إيه؟
عبدالفتاح- هو في الأساس ما كنشي بيشوف ىالراجل ده؛ ده كان بيوصلني عند أول البلد
بعيد عن العربية وكان بيمشي.
عماد- يعني كده ان حامد كان فاكر انك كنت شغال لوحدك؟
عبدالفتاح- إيوه
عماد- مش غريبه شويه؟
عبدالفتاح- ديه ممكن تسأل عليها "حامد" نفسه.
عماد بشغف- وهو يرضي يتكلم معايا.
عبدالفتاح- أنا أبعتله جواب معاك؛ وهو هيفهمك كل حاجة؛ وبالنسبة
لحكاية القتل أكيد أنت قرأتها في تحقيق النيابة؛ يعني مش محتاج اقولها تاني
عماد- ماشي يا "عبدالفتاح.

21-رسالة الي حامد.


ويستقيظ "عبدالحكيم" علي طرقات باب البيت التي تكاد تكسره من شدتها ويسرع
إلي الباب وهو يلعن من يطرق بهذه الطريقة؛ فإذا به "مصباح" يخبره والذعر علي وجهه أن "راشد" وجد
مُلقي علي الأرض وهو مضروب ومسروق أيضاً.

ويتظاهر عبدالحكيم بالدهشة والذعر والخوف علي أخيه ويقول لمصباح- أنت متأكد ان هو "راشد" مش حد تاني.
ويرد مصباح- إيه وانا أتوه عنه.
ويقول عبدالحكيم وهو مازال متظاهر بالخوف علي أخيه- وهو فين دلوقتي.
مصباح- في مستشفي المركز؛ اهل البلد نقلوه هناك.
عبدالحكيم- فيهم الخير؛ مع أنهم كانوا ممكن يسببوه؛ بس والله اهل البلد ديه فيهم ال خير.
روح دلوقتي قول لرشدي وكامل وإسماعيل وخليلهم يحصلوني علي المستشفي.
ويتقابل الأربعة في المستشفي ويتظاهرون بالحزن علي ما أصاب "راشد" من ضرب شديد أدي إلي كسر
كلتا قدميه ووضعهما في الجبس لمده شهرين تقريباً؛ وقد قال لهم الطبيب أنه لا يمكنه مغادرة الفراش خلال
هذه الفترة؛ وقد فرحوا من داخلهم بهذا الخبر.

فحتي الآن كل شئ يسير في التجاه الذي يريدونه؛ معتز مع عبدالحكيم؛ راشد ممدود علي الفراش؛
زينب مريضة لا تستطيع التفكير إلا في ابنها فقط كما أخبرت سيده عبدالحكيم.
ولكن يبقي فقط ان يبلغوا "حامد" عن طريق الحاج"حنفي" تاجر الفاكهة.
وقد دخل الربعة علي "راشد" وعلي وحهه الحسرة والألم والحزن لأنه لم يتطع حمايه نفسه؛ وقد سألوه
ماذا حدث وكيف حدث ذلك؟
وهو يقول- مجرد أربع رجاله طلعوا علي مرة واحدة وأنا راجع من القهوة ومن غير ما يقولوا كلمة واحدة بدأوا يضربوني وفين يوجعك.
ويسأله عبدالحكيم- ودول من أهل البلد؛ يعني تعرفهم؟
راشد- وهو في حد من اهل البلد يقدر يعمل كده؟ ده انا كنت أوريهم شغلهم.
عبدالحكيم في ضيق- أتق ربنا؛ دول لولاهم كنت زمانك مع الأموات؛ مش دول إللي نقولك للمستشفي ولا لأ؟
ولا يستطيع "راشد" الرد لأنه كان علي خطأ وقد أهان أهل البلد حتي بعد أن ساعدوه وقلوه إلي المستشفي؛
ولكن المثل يقول "الطبع غلاب".
وسأله رشدي- هل ضاع منك شئ أو سرق غير الفلوس؟
وظهر التردد والريبة علي وجه "راشد"؛ وقد لاحظوا جميعاً هذا التردد والريبه ولكنه قال لهم مفيش
حاجة غير الفلوس.
وهم يقولون هل انت متأكد من ذلك وهو يقول نعم.
وبعدما تركوه وذهبوا وبعدما تركوه وذهبوا إلي البيت تاكد لديهم سوء نيته وانهم فعلوا ذلك
في الوقت المناسب
.

وفي بيت عبدالحكيم يدخل عليه الحاج حنفي تاجر الفاكهة وسلما علي بعضهما فكانت العلاقة ليست فقط
علاقة بائع ومشتري بل كانت علاقة صداقة ايضاً؛ وتناولا طعام الغداء مع بعضهما ثم أخبره "عبدالحكيم" أنه
يريده في شئ مهم وسر في نفس الوقت
ويرد عليه الحاج حنفي- قول وأعرف تماماً ان سرك في بير.
ويقوم عبدالحكيم ويغلق باب الغرفة التي يجلس فيها ويقول له هايزك توصل رساله لشخص بنفسك ولنفسه.
ويتسأل الحاج حنفي- مين الشخص ده ؟
عبدالحكيم- رساله إلي واحد أسمه "حامد" والرسالة ده مش مكتوبه أنت إللي اتقولها بلسانك
الحاج حنفي- يعني زي ما بيقولوا رسالة شفهيه
عبدالحكيم- بالضبط.
الحاج حنفي- وإيه الرسالة ده؟
عبدالحكيم- راشد وزينب عرفوا مكانك في مصر خد بالك.
ويتسأل الحاج حنفي- وأقول الرسالة ديه منك؟
ويتردد عبدالحكيم- أيوه وقول له كمان أني معاه مش ضده.
الحاج حنفي وهو يستعد للخروج- خلاص اعتبر الرسالة وصلت بس أديني أسمه وعنوانه.
وكان عبدالحكيم لا يعرف أسم"حامد" بالكامل ولكنه عرفه من الواد "مصليحي" وأعطاه للحاج حنفي ؛
وقال عبدالحكيم الرسالة ديه لازم توصل اول ما توصل مصر وترد علي.
ويقول له الحاج حنفي اطمن كل إللي عاوزه هيحصل.

ويذهب "حنفي" إلي العنوان الذي أعطاه إياه"عبدالحكيم" ووسال عن "حامد" ولكنه كان ليس موجود
وقيل له أنه ذهب لأنهاء بعض الأعمال وانه سياتي بسرعة؛ وانتظره الحاج حنفي قرابه الساعتين؛ وعندما
أتي "حامد" اخبرة زملائه ان هذا الرجل وأشار الي "حنفي" ينتظره من ساعتين تقريباً؛ وأندهش
"حامد" وأضطرب ودخل الشك إلي قلب ه وتقدم نحو"حنفي" وما أن رائه "حنفي" حتي بادره
بالسؤال أنت حامد؟
ويرد حامد بتردد- أيوه انا حامد؛ انت مين وعاوز إيه؟
الحاج حنفي- أنا مين مش مهم؛ عاوز إيه عاوز اوصلك رسالة.
ويندهش حامد- رسالة.... رسالة إيه؟
حنفب- رسالة بتقولك أن راشد وزينب عرفوا مكانك في مصر خد بالك.
وتتغير معالم "حامد"كلها ويرتعد جسده لسماع ذلك ويكاد يسقط علي الأرض ولكنه تماسك وقال
للحاج حنفي- انت مين إللي بعتك؟
ويرد الحاج حنفي- عبدالحكيم مهران وبيقولك هو معاك مش ضدك
واراد "حامد" أن يتاكد من ذلك وقال للحاج حنفي – وانا منين أعرف ان "عبدالحكيم" هو إللي بعتك.
الحاج حنفي- مكن تتصل به وتتاكد بفسك.
ولكن حامد- قال لا انا اتاكد بنفسي؛ وعلي العموم تشكر علي توصيلك الرسالة.
ويذهب "حامد" إلي البيت وتراه "فاطمة" وتساله؛ ويخبرها بالرسالة وهي الآخري ترتعد
وخيم الصمت علي الاثنين ولا يعرفان ماذا يفعلان

Friday, August 22, 2008

الثمن9

18- الحل مع الأتنين.

عندما عادت "فاطمة" إلي المنزل بعد إنتهاء زيارتها لزوجها ووجدت حامد ينتظر عند باب المحل وهو
في حالة فزع وهلع وترقب وخوف؛ فما أن رلاها حتي جري إليها ليسئلها ماذا حدث بينها وبين "عبدالفتاح"
وهل كان هناك أحد يمشي ورائها من السجن إلي هنا كلها أسئلة سألها "حامد" كما يقولون في نفس واحد.
ولكن فاطمة طمأنته وقالت له لا تخف مفيش حد ماشي ورائي وأنا منت عاملة حسابي ومشيت من كذا سكة؛
أنا خلاص عرفت مصر وكل شبر فيها وممكن أتوه إي حد فيها؛ و"عبدالفتاح" كويس جداً وبيسأل عليك
سلامه.

ويقول "حامد" أنا طبعاً مش أسئلك أنتوا أتكلمتوا في إيه؛ بس نفسي أطمئن عليه وأعرف وصل لحد فين
مع الراجل إللي أسمه "عماد".

فاطمة- لا أطمئن أنا ذي ما قلتلك "عبدالفتاح" بيقدر يوزن الأمور كويس.
ويرد حامد عليها- لو كان بيعرف يوزنها كويس كان زمانه في مكان تاني غير السجن وبقي حاله غير الحال.
وتنظر إليه "فاطمة" نظرة غفضب عارمة من قول "حامد" عن زوجها ذلك الكلام؛ ولكن "حامد" أحس أنه
غلط في الكلام وسارع بالأعتذار ولكن "فاطمة" قالت له وكأنها لم تسمع ما قاله فين "حسن" مش ظاهر يعني.
ويرد "حامد" عليها وهو في غاية الأحراج وتكلم بصعوبة ليرد علي سؤالها أنه فوق بيذاكر ربنا يوفق
كل إللي زيه ويحميه.
وتذهب "فاطمة" إلي المنزل وتترك "حامد" وهو في غاية الضيق والخجل.

إيه إللي يخليك تقول أن "حامد" بقي زي الكتاب المفتوح قدامك.
راشد- إللي يخليني أقول كده هو أني عرفت كل حاجة تقريباً عنه.
زينب- كل حاجة إزاي ؛ يعني أتكلم بقي أنا زهقت.
راشد- طيب أسمعي يا ستي؛ حامد زي ما أنتي عارفه كان من البلد وصاحب "عبدالفتاح" الروح بالروح.
وتقاطعه "زينب" عند هذه الكلمة وتقول وتدعي علي "عبدالفتاح" الله يجحمه ماترح ما هو
قاعد ويكمل راشد كلامه ده شغال كهربائي وكان شغال مع مقاول من بلد حنبنا.
زينب- وأنت عرفت إزاي أنه كان شغال مع مقاول من بلد جنبنا.
راشد بفخر- أنتي نسيتي ولا إيه أنا لما أكون عايز أعرف حاجة أعرفها,
وترد زينب بضيق- طيب يا أبو العريف كمل.
راشد- أنا قدرت أوصل للمقاول وأعرف منه كل حاجة عن الواد"حامد" متزوج ولا لأ وإذا
كان متزوج عايش فين.
زينب- والمقاول ده رضش يقولك كده كل حاجة بسهولة.
ويرد راشد ايضاً بفخر- طول ما ده شغال -ــ ويشير إلي رأسه-ــ يبقي كل حاجة سهله وبعدين الفلوس
بتمشي كل حاجة الأيام ديه.
المهم اللراجل ده قالي أن "حامد" دلوقتي شغال مع مقاول من مصر.
وتقول زينب بلهقة- خدت منه العنوان وأسم النقاول ولا لأ؟
راشد- صبرك عليل هو في الأول ما كنش موافق.
زينب بعصبية- يعني إيه مش موافق.
راشد- يا ستي صبرك عليل ده كان في الأول بس أنا الفتله حكاية كده زي ما تقولي كدبه علشان
أعرف منه اسم المقاول وعنوانه.
وزينب بدهشه- كدبه إيه؟
راشد- مش مهم الكدبه إيه المهم إني أخدت العنوان.
وتنفرج أسارير "زينب" وكأنها نسيت سنين الحزن كلها في هذه اللحظه لمجرد أن "راشد" قال لها أن
معه عنوان "حامد" وتقول له: خلاص يعني "حامد" دلوقتي بقي في أيدينا ناقص بس تنزل مصر ونشوفه هو ومعاه الواد ابن "عبدالفتاح" ونخلص.
ويرد عليها راشد بهدوء لا مش بالسرعة كده لأزم نخطط ونرسم صح أنتي نستي "عبدالحكيم" وأخواتك.
زينب- عندك حق لأزم كل حاجة تمشي بهدوء.

أنا خلاص زهقت من الأتنين دول لأزم نشوف صزفه معاهم؛ خلاص الكيل طفح ومبقاش في
فيده من الكلام معاهم.
إسماعيل- أهدأ كده يا "عبدالحكيم" وفهمنا انت بتكلم عن مين.
كامل- اكيد مفيش غيرهم زينب وراشد؛ ودول عملوا إيه المرة ديه.
عبدالحكيم- بيحموا وراء واحد اسمه "حامد" بيقولوا عليه صاحب "عبدالفتاح".
رشدي- وهم بيحموا عليه ليه؛ وايه الفيده منه.
عبدالحكيم- الواد"مصليحي" بيقول أن "حامد" ده صاحب "عبدالفتاح" وأن مراته وابنه
إللي اسمه "حسن" قاعدين عنده من ساعة إللي حصل.
إسماعيل- وإيه الحل مع الأتنين دول.
كامل- أهم شئ دلوقتي أني احنا نشل تفكيرهم.
عبدالحكيم في حزم وجديه- إزاي وليه.
كامل- علشان نقر نوصل قبلهم لــ"حامد" ونحذره منهم وده عاوز منا نوصله بسرعة.
رشدي- إزاي نوصله بسرعة وإحنا مش عارفين هو قاعد فين في مصر.
كامل- لا ديه سهله البت "سيده" إللي شغاله عند "زينب" نبل ريقها بقرشين حلوين نعرف منها كل حاجة.
إاسماعيل- وديه ترضي تقولنا أي حاجة عن "زينب".
عبد الحكيم- البت ده انا عارفها تحب الفلوس زي عينها ديه سبهوها عليا؛ المهم نخليهم لمدة
يومين ثلاثه علي الأقل ما يفكروش في الواد "حامد" ده.
رشدي- انا عندي فكرة.
ويرد الثلاثة في نفس واحد قولها وخلصنا.
رشدي- غلشان نوقف تفكيرهم لحد ما نحذر "حامد" عاوزين حاجة قوية
والثلاثة في نفس واحد صح؛ ويقول إسماعيل وحاجة زي ما تقول كده مصيبه
رشدي- إيوه مصيبه.
عبدالحكيم- والمصيبه ده أتيجئ منين.
ويقول رشدي- بالنسبه لــ"راشد" شويه ناس يطلعوا عليه ياخد العلقه التمام تخليه قاعد في
السرير شهر مش ثلاث أيام ؛ وأما "زينب" فروحها في جنينه الفاكهة تولع بسبب غقب السيجارة.
وينظر كلاً منهم للآخر وهم يفكرونم في هذا الكلام الغريب الذي لم يتوقعوا أن يصدر من "رشدي" أبدأً؛ إلا ان "عبدالحكيم" قطع هذا الصمت وقال : عي حكاية "راشد" سهله علقة وخلاص يقعد فيها
زي ما يقعد لأنه ما يقدرش يقول لحد أقتل بدالي ؛ أما زينب وحكاية حرق الجنينه صعبه شويه.
كامل- طيب في حاجة تانيه معتز.
إسماعيل- صح؛ معتز هو إللي يخليها ما تفكرش في حاجة تانيه غيره.
ويسأل عبدالحكيم- إزاي يا جماعة؟
رشدي- تأخد معتز منها.
عبدالحكيم- ناخدة منها إزاي.
كامل- سهلة معتز بحبك يا "عبدالحكيم" تجيب مرة عندد وفي نفس اللحظه إللي هينضرب
فيها "راشد" ونبعت لأمه وتقولعا "معتز" عندي لحد ما تصرف نظر عن حكايه التار وعندك
مهله اسبوع وغير كده نروح للمحكمة وتقول انتي غير أمينه علي الولد وأنا أبقي الوصي عليه.
رشدي- صح هو ده إللي يخليها تفكر بس إزاي ترجع انها.
عبدالحكيم- خلاص يا رجاله أن أحذر "حامد" بمعرفتي وموضوع البت"سيده" ومعتز"؛
ويقول إسماعيل:أنا بقي معايا راشد وموضوع العلقة التمام وتبان علي أنها سرقة؛ ويقول
"كامل" خلاص يا رجالة نقرأ الفاتحة علي كده.

جري إيه يا أستاذ "عماد" مالك كده هو حصل حاجة في الموضوع إللي انت بتكتب فيه.
عماد- ولا حاجة يا ريس.
طاهر- ولا حاجة إزاي أمال مالك كده مهموم وقطعت الأجازة فاجأة.
عماد- أبدأً؛ لقيت الموضوع مش مستاهل أجازة وتضيع وقت.
طاهر- للدرجة؛ علي العموم أنا مش ألح عليك في السؤال ويوم ما تشوف أنت عاوز تتكلم
معايا أنا بابي مفتوحلك في أي وقت.
عماد- طبعاً يا ريس بعد أذنك.
وخرج "عماد" من مكتب رئيس التحرير ووجد الساعي يقول له أن هناك تليفون له وما
أن رفع السماعة حتي تغيرت ملامح وجهه

19- التنفيذ.

بينما "عبدالحكيم" يفكر في كيفية أخذ "معتز" من امه دون أن تشعر بذلك؛ بل يريد أن يكون ذلك الأمر
مفاجئة لها حتي لا تستطيع التفكير في شئ آخر؛ وأثناء وهو يفكر فاذا به يسمع صوت "معتز" وهو ينادي عليه عمي...عمي....
ويندهش "عبدالحكيم" عندما يري "معتز" لأنه يعرف أن "زينب" لا تتركه وحده أبداً ولكن "معتز"
قد سبق وأرتمي في حضن عمه "عبدالحكيم" لأنه يحبه جداً ويعتز به ويقول له وحشتني أوي يا عمي.
ويرد عليه"عبدالحكيم" في ابتسامه جمياه وحضن دافئ أنت أكثر ياولدي؛ فينك بقالي كتير ما شفتكش.
ويرد معتز- أنا اسف يا عمي بس أنت عارف ماما ما تسبينش أجيلك خالص؛ ويقول "عبدالحكيم"
في تسأؤل امال جيت إزاي؟
معتز- سبت ماما وهي عماله تتكلم مع "سيده" ومش وخده بالها وجتلك.
ويرد عليه "عبدالحكيم" وهو يضحك- جدع يا "معتز" علشان كده أنا بحبك أوي؛ ويقول معتز:
وأنا كمان يا عمي؛ بس يا عمي أنا مش عارف ليه ماما بتعمل معايا كده ليه؛ انا نفسي ألعب زي كل العيال.
ويرد عليه "عبدالحكيم"- بص يا ولدي أنا اكلمك بصراحة بس ده هيكون كلام رجاله ماشي.
معتز- ماشي.
عبدالحكيم- مفيش أم بتكره عيالها بس كل أم بتحب عيالها بطريقتها؛ وأمك بتحبك بطريقه
مختلفة شويه.
معتز- أمعني انا.
عبدالحكيم- يمكن علشان أبوك مات وأنت صغير؛ ومات بطريقة مش طبيعية.
معتز- مش طبيعية إزاي.
عبدالحكيم- واحد قتله وهي عايزه تاخد بتاره.
معتز- والتار ده حاجة كويسة.
عبدالحكيم- لا طبعاً يا ولدي؛ التار ده غلطة ممكن يعملها أي واحد؛ لأنه بسببه يمكن ولد يبقي يتيم؛
واحده ست ترمل؛ علشان كده أنا عايز أتفق معاك علي حاجة.
معتز- علي إيه.
عبدالحكيم- هي أمك عايزة تأخد التار؛ وأحنا مش راضين علشان كده هنلعب معاها لعبة.
معتز- لعبه. لعبه إيه؟
عبدالحكيم- أخليلك عندي أسبوع وخلال الأسبوع ده تراجع نفسها إما تصرف نظر عن حكاية التارده؛
وإما تبقي عندي علي طول.
معتز- بس أنا بحب ماما قوي.
عبدالحكيم- متخفش؛ باذن الله هي أتراجع نفسها؛ وبعدين هي بتحبك أوي زي ما قلتلك؛ وبعدين
أنا متفق وع خالك كامل ورشدي علي كده؛ إيه خلاص أتفقنا.
ويقول معتز وهو يبكي- أتفقنا يا عمي.ويقول له عبدالحكيم- خلاص أتطلع فوق مع عيال عمك
ألعب معاهم دلوقتي.
ووبعدما يطلع "معتز" يشعر "عبدالحكيم" بمرارة شديدة جداً من جراء ما ينوي فعله لأنه ليس من
أن يُحرم طفل من أبوه وأمه.

وهو جالس هكذا يدخل عليه "رشدي" ويسأله ماذا فعل مع "معتز" و"سيده"؛ ويطمئنه "عبدالحكيم"
أن "معتز" معه الأن؛ وسيده بعت الواد "مصباح" يجبيها من غير ما حد يعرف.
ولكن "رشدي" لم يعجبه حال "عبدالحكيم" وسأله لما هو هكذا؟
ويرد عليه "عبدالحكيم" وهو لا يستطيع مقاومة دموعه أن الواد "معتز" صعب
عليه ما تفعله امه به.
ويحاول "رشدي" تهدئته إلي أن أستطاع ولكن بشكل غير كامل؛ المهم يا "عبدالحكيم" "حامد" هيعرف إزاي.
عبدالحكيم- الحاج "حنفي" تاجر افاكهة إللي من مصر جئ بكره يأخد المحصول وعن طريقه نحذر "حامد".
ويرد عليه رشدي- والحاج حنفي ده مضمون.
عبدالحكيم- مضمون جداً.
ويرد رشدي- علي بركه الله.

وفي بيت "زينب" تنادي علي أبنها معتز...معتز...معتز....ولكن لا يرد عليها ويدخل في قلبها
الشك والقلق وتنادي علي "سيده" وكأنها تصرخ فتأتي مذعورة من صرخات سيدتها وهي تسألها عن "معتز".
وسيده تجيب- معرفش يا ستي أكيد في أوطه بيلعب وزينب تصرخ في وجها-
أطلعي شوقيه بسرعة.
وتكلع سيده وتنزل وتقول لــ"زينب" أن معتز ليس موجود بالغرفة؛ وزينب تزداد صراخاً؛
وتقول لها أطلعي دوري عليه في كل مكان يلا أني مستنيه إيه.
وتقول لها سيده- حاضر يا ستي.
وتخرج "سيده" للبحث عن "معتز" في كل مكان ولكنها تفاجئ بــ"مصباح" وهو ينادي عليها ولكنها
تحاول تجاهله ولكن يجرئ ورائها وهي تصرخ في وجهه وتقول له: عاوز إيه يا زفت سبني في حالي.

ويقول لها مصباح- مش أنا إللي عاوزك ده "عبدالحكيم بيه" بنفسه عاوزك؛ شكلك كده عمله
مصيبه علشان يطلبك بنفسه.
وهي تقول- بعدين يا مصباح أنا دلوقتي بدور علي معتز.
ومصباح يرد- تعالي عند "عبدالحكيم بيه" وأنتي تعرفي معتز فين.
وتظهر الدهشة علي وجهه "سيده" وتقول لــ"مصباح" وعبدالحكيم بيه يعرف مكان معتز منين وإزاي.
مصباح- من غير رغي كتير تعالي وأنتي تعرفي.
سيده- بس أنا خايفه أتأخر علي ستي.
مصباح- أبقي قولها كنت بدور علي معتز.
سيده- خلاص ماشي.
وتدخل "سيده" علي "عبدالحكيم" وهي خائفه من مقابلته لأنها تعلم مكانته وقوة شخصيته؛
ويسألها "عبدالحكيم" بابتسامه خفيفه- إزيك يا "سيده" وإزي أمك وأخواتك.
وتر سيده- الحمد لله يا بيه بيبوسوا ايديك. خير يا بيه مصباح قالي أن حضرتك عاوزني.
عبدالحكيم- وأنتي مستعجله ليه.
سيده- أصل كده بصراحة معتز مش لقينه وأنا كنت بدور عليه.
ويضحك عبدالحكيم ضحكة قوية جداً ترتجف منها سيده وهو يقول لها مادوريش عليه خلاص .
وسيده باستغراب- يعني إيه.
عبدالحكيم- يعني معتز عندي.
سيده بفرح- الحمد لله أروح اطمن ستي.
وعبدالحكيم بحده- لا يا سيده؟
وتستغرب سيده من هذا وهي تسأل لا ليه؟
عبدالحكيم- أسمعي يا سيده أنتي عايزة مصلحة ستك ومعتز ولا لأ؟
سيده- أيوه يا بيه عايزة مصلحتهم ده انا لحم كتافي من خيرهم.
عبدالحكيم- خلاص يا سيده أسأل سئال وتجوبيني عليه فهمه؟
سيده- فهمه
عبدالحكيم- يوم ما كان "راشد" عندكم وقال أنه عرف مكان "حامد" في مصر وهو معاه العنوان.
سيده- فكره يابيه.
وكان رشدي موجود وسألها- العنوان إيه بقي؟
سيده- معرفش هو أنا كل إللي سمعته أن هو جاب العنوان وخلاص.
عبدالحكيم- وبعدين يا سيده يعني أنتي معرفتيش العنوان وهو بيقوله لستك.
وترد سيده وهي تحلف يأغلظ الإيمان والله يا بيه ما سمعت العنوان
ويثور عليها لاشدي- وبعدين يا بت بطلي شغل الأستبعاط ده.
وسيده تبكي- والله يا بيه ما أعرف العنوان كل إللي أعرفه أن العنوان هيكون في جيبه علي
طول ومش هيطلعه من جيبه ابداً وقالوا كمان لأزم نفكر براحة علشان حضرتك يعني.... ما تعرفش حاجة.
وعبدالحكيم يقول لها بتوعد وبتهدبد- خلاص يا سيده أنا مصدقك بس لو عرفت أنتي كنتي
بتكدبي عليا أعرف شغلي معاكي؛ وأنتي عارفة.
ويضع "عبدالحكيم" يده في جيبه ويخرج مبلغاً من المال ويعطيه لــ"سيده" ويقول لها أي حاجة
تسميعها عن موضوع "حامد" تيجي علي طول وتقولي لي عليها؛ وستك ما تعرفش فهمه.
سيده- وهي بتأخد الفلوس فهمه.
عبدالحكيم- حاجة تانية ما تقوليش لـــ"زينب" أن معتز عندي أنا أقولها بطريقتي.
وسيده تسأل- وأناأقولها إيه ديه قعده علي نار.
عبدالحكيم- قولي لها دورت عليه في كل مكان وما لقيتهوش.
سيده- حاضر يا بيه... وتنصرف سيده.

وفي هذا الوقت يدخل "إسماعيل" ويقول لهم أن كل شئ تمام بالنسبة لــ"راشد" الرجالة جاهزة
مجرد علقة تعور ما تموتش وتظهر علي أنها سرقة.
عبدالحكيم- كويس المهم أول ما يعملوا الحكاية ديه ؛ محفظة "راشد" فيها العنوان إللي بندور
عليه لأزم معاك فاهم.
أسماعيل- أطمن انا أكون مستنيهم ومراقب كل حاجة؛ المهم غملت إيه مع معتز والبت سيده.
عبدالحكيم- خلاص البت سيده بقت في جيبي دلوقتي؛ ومعتز قاعد فوق مع ولاد عمه.
إسماعيل- وزينب عرفت ولا لأ؟

عبدالحكيم وهو يستعد للخروج- لا لسه أنا رايح دلوقتي أقولها وأنا عاوزكم معايا علشان
تعرف أحنا كلنا ضدها لأخر نفس.
إسماعيل- لا معلش أنا علشان أبقي قريب من كل حاجة.
عبدالحكيم- بس خلي بالك لحد يأخد باله منك؛ وأنا اروح ومعايا كامل ورشدي.
ويذهب الثلاثة إلي بيت"عبدالمجيد" ليجدوا "زينب" لا علي حامي ولا علي بارد ولكنهم
أظهروا أنهم لا يعرفون شيئاً وهي أندهشت من مجيئهم مع بعضهم في وقت واحد.
ولكنهم قالوا لها أنهم جاءوا لرؤية "معتز" ولكنها أرتجفت لأنها تعرف انهم لو عرفوا أن معتز
غير موجود ولا تجده في اي مكان لا تسطيع تحمل ثورتهم ؛علي الرغم من قوتها امامهم
ولكنها حاولت الكذب عليهم والتظاهر بأن "معتز" بيلعب في غرفته ولكنهم أصروا ان يروه
وهي ترفض ذلك ولم يتمالك "عبدالحكيم" نفسه وثار عليها وأصر أن يري "معتز" ولكن
في النهاية لم تستطع التمادي في الكذب و أنهارت وقالت لهم انها لا تجد معتز.
ولكنها لم تتوقع رد فعلهم الهادئ جداً وأندهشت لذلك.
وقال لها عبدالحكيم أسمعي يا "زينب" معتز عندي اطمني.
وتندهش زينب- عندك يعني جي تضحك عليا وهو عندك.
عبدالحكيم بغضب- أسمعيني للآخر- معتز هيفضل عندي لغايه ما تراجعي نفسك في موضوع
التار ده؛ غير كده عمرك ما أتشوفي أبنك تاني؛ وأروح المحكمة وأقول انتي غير أمينه علي
الولد وأجيب ألف شاهد عاي كده؛ وأبقي الوصي عليه؛ أحنا سكتنا كتير بس لحد كده كفايه
وقدامك أسبوع من دلوقتي وعقلك في راسك تعرفي خلاصك.
ولا تستطيع "زينب" تمالك نفسها من هول ما سمعته ولم تكن تتوقع أن تسمعه
ولا تستطيع قدماها حملها وتسقط علي الأرض مغشياً عليها.

وعلي الجانب الأخر كان إسماعيل ينتظر خبر العلقة بفارغ الصبر؛ وكان من عادة "راشد"
أن يجلس ةعلي القهوة لحد العاشرة أو الحادية عشرة مساءاً وهو معرف بذلك وأنتظره من
سيلقونه العلقة في طريق العودة إلي البيت؛ وفجأة ظهر أمام "راشد" أربع رجال يحملون
العصا وملثمون وبدأوا يضربونه وركزوا الضرب علي قدميه وعلي بطنه حتي قفد الوعي
وأخذوا كل ما في جيبه كل شئ حتي تظهر علي أنها سرقة.
وذهبوا إلي إسماعيل في المكان المحدد ولكنه كان يراقبهم من بعيد وعندما أطمئن ذهب
بسرعة إلي المكان التفق عليه وأعطوه المحفظة ووجد بها الورقة مكتوب عليها أسم
"حامد" والمقاول الذي يعمل عنده بمصر وعنوانه وأخذها واعطي ما في المحفظة
من نقود للرجال وقال هذا حلال لكم والفلوس إللي لقيتوه في جيبه وده بقيت حقكم.
وهم يقولون تشكر يا بيه وزي ما أتفقنا لا تعرفنا ولا نعرفك ومش اتشوف خلقتنا تاني.
ويمسك "عبدالحكيم" بالعنوان ويفرح جداً وينسي أن أخاه الملقي علي الأرض
وهو مضروب العلقة التمام


Friday, August 15, 2008

عامي الاول

عامي الاول


مر عام وستمر اعوام اخري بإذن الله ؛ عام مر عرفت فيه الكثير من الأراء
والأفكار المختلفة والمتناقضة في بعض الاحيان.
كنت اري في هذه المدونات أنها شئ وقتي يأخذ دروته ثم يمضي.
شي بدأ بقوة وسط كثير من القيود التي تقيد الأفكار والأراء ولكنها سرعان ما تنامت أكثر
فأكثر ؛ واصبح الكثير يتكلم عنها .
بهرتني الفكرة في البداية وقلت في قرارة نفسي أناه شئ وقتي ليس أكثر؛ ولكن احببت
ان اقرا عنها اولاً ثم وجدت فيها كثير من الأشايء ؛ رأيت اناس يكتبون ما يدور في خُلدهم بلا
خوف رأيت أناس يكتبون عن حالاتهم بصورة بسيطة وسهلة وفي بعض الاحيان بصورة مرحة.
وأكثر شئ بهرتي في هذه المدونات هو مدونات مصرية للجديب كم أعجبتني هذه الفكرة
كم بهرتني أن يخرج ما تنكتب الي جميع الناس.
هكذا بدأت مع المدونات وهكذا مر عامي الاول في المدونات.